كمال الهلباوي.. «يموت الزمار»!
ربما تجاوزنا العشر مقالات التي أوضحنا فيها الفرق بين التخارج الأيديولوجي من جماعة الإخوان المبني عن مراجعات فكرية حقيقية أدت إلى نبذ الفكرة الإخوانجية ذاتها.. وبين الخروج الفيزيائي الذي أصبحت فيه الجماعة لا تحتمل وجود شخص أو مجموعة أشخاص بأعينهم.. وصار الأمر يقتضي إما بقاء الشاطر أو بقاء أبو الفتوح ومحمد حبيب وآخرين.. ومن بين هؤلاء ممن انتهى وجودهم وبقي صوتهم كان كمال الهلباوي!
وطوال سنوات والهلباوي يتحدث عن جماعة الإخوان بصيغة "مجرم عتيد وخبير" ينتقد عصابة وقعت في يد الشرطة.. وكلما سألوه عنها ينتقد أخطاءها وغبائها الذي أوقعها في يد "البوليس" دون أن ينتقد خروجها عن القانون ولا الحرام الذي تعيش فيه ولا معاناة المجتمع منها ولا ضرورة القضاء عليها، لينعم المجتمع بالأمن والراحة ولا ضرورة محاسبة مؤسس هذه العصابة باعتباره مسئولا عن جرائمها !!!
ومع ذلك استطاعت لجان الإخوان الإلكترونية وبذكاء بالغ أن توجه عددا من المصريين ـ رغم قلته ـ ليوجهوا سهامهم على من صدق في ترك الجماعة والتخلص كلية من أفكارها بل صار أشهر خصومها مثل ثروت الخرباوي ولم يقترب أحد من الهلباوي! ولم يتوقف التقصير عند مجموعات من المصريين البسطاء، بل وقعت الدولة نفسها في الخطأ فيتم اختيار الهلباوي عضوا بالمجلس القومي لحقوق الإنسان ويستبعد الخرباوي!! رغم أنه حتى بالتقييم المهني ـ المهني ـ واحد من مشاهير المحاماة في مصر!
على كل حال.. الشعب المصري ومن خلال متابعة ما جري الأسابيع الماضية يقف بالمرصاد في وجه من يحاول تطبيع التعامل مع الإخوان.. ولسان من يعرفون التاريخ يقول إن خطيئة السادات والتي دفعت مصر ثمنها غاليا وإلي اليوم في إعادة الجماعة للحياة لن تتكرر.. وكما ردوا على عماد أديب يردون اليوم على الهلباوي..
الشعب في مسألة الإخوان قال كلمته.. بقي أن تكشف الأيام عن سر المبادرات المتتالية لإنقاذ الإخوان.. وسر تزامنها.. وخفايا تلاقيها.. فهي وإن اختلفت في الشكل والاتجاه إلا أنها تتفق في الهدف!
يموت الزمار وصوابعه بتلعب.. وهكذا الإخواني.. الإخواني.. ينقلب.. يتمرد.. يتشاجر على المواقع والمغانم.. لكن يظل انحيازه في لحظات الحقيقة لأفكار البنا وسيد قطب.. إخوانجيا وكما يقول الكتاب!