رئيس التحرير
عصام كامل

إعلام عين شمس


دشن طلاب قسم علوم الاتصال والإعلام بكلية الآداب جامعة عين شمس، مؤخرًا، العديد من مشروعات تمهيدي التخرج لطلاب السنة الثالثة، وكان أكثر ما يلفت النظر ويجذب الانتباه، بعض الأفكار الجديدة لحملات مجتمعية توعوية هادفة.


الحملة الأولى، كانت للتوعية بمخاطر استخدام الهاتف المحمول أثناء قيادة السيارة بعنوان «بص قدامك»، واستهدفت توعية الأفراد بمخاطر استخدام الهاتف أثناء القيادة بهدف تفادي حوادث الطرق وبصورة خاصة فئة الشباب التي تستخدم الهاتف في عمل فيديو بث مباشر، والتقاط الصور «سيلفي» أثناء القيادة، وتوجه الطلاب أعضاء الحملة بشعار لفظي «الدريكسون أهم من التليفون»؛ لتوعية الأفراد ولفت انتباههم بمدى خطورة استخدام الهاتف أثناء القيادة، للمحافظة على حياتهم.

ويدعّم أهمية هذه الحملة مجتمعيًّا، تصريح مصادر بإدارة مرور القاهرة، أن التحدث في الهاتف المحمول أو الانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي يُعد أحد أهم أسباب الحوادث المرورية على الطرق السريعة؛ لأنه يساعد على تشتت الانتباه، وعدم التركيز خلال القيادة، وتأكيد المصادر أن تلك الممارسات الخاطئة، أسهمت خلال الفترة الماضية في وقوع 25 % من الحوادث أثناء القيادة على الطرق، وأن القانون جرم استخدام الهاتف، لمنع الحوادث.

حملة أخرى لا تقل في الأهمية عن سابقتها، خاصة للتعامل أكثر مع فئة كبار السن، كانت تحت شعار «عشان متنساش.. ده ألزهايمر مبيستناش»؛ وتهدف إلى توعية المجتمع، خاصة الشباب بخطورة المرض، وطرق الوقاية منه مستقبلًا؛ حيث إنه من الأمراض التي ليس لها علاج، لكن يمكن الوقاية منه باتباع عادات صحية وغذائية سليمة، يقدمها فريق العمل القائم على الحملة بأساليب مُبسطة وجذابة.

وأشارت دراسات علمية حديثة إلى أنه من المتوقع أن يزيد عدد المصابين بهذا المرض ليبلغ 75.6 مليون نسمة عالميا في عام 2030، ومن هنا جاءت فكرة الحملة، إذ لم تتبن أي جهات مختصة من قبل، القيام بحملات توعية ضد هذا المرض رغم خطورته.

حملة أخرى تحمل طابعًا ثقافيًّا ضاربًا في جذور الهوية من أجل الحفاظ على لغتنا العربية، وترفع شعار«لغتك كيانك»؛ وتستهدف الحملة فئة الشباب الذين يستخدمون مصطلحات وكلمات غريبة، في حياتهم اليومية، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضًا يدخلون بعض الكلمات الإنجليزية في اللغة العربية، ونسيانهم للغتهم العربية وعدم تمسكهم بها، غير مدركين أن اللغة العربية هي الهوية والأصل والكيان.

«احمي طفولتهم..تضمن براءتهم»، كان شعار الحملة الرابعة التي تركز على أسس صناعة المستقبل، والحفاظ على براءة الأطفال في مجتمعنا، ووقف أي محاولات لتدميرها، وتتناول تلك الحملة تأثير مشاهدة الطفل لكل سلوك يتنافى مع عفويته، كمشاهدة العنف بالتليفزيون والسينما، ومشاهدة سلوك من حوله، ومحاكاته، وتقوم الحملة بدورها بتوعية الآباء والأمهات للحفاظ على براءة أطفالهم وحمايتهم من أي محاولة لطمسها، إذا يفتح ترك الأطفال فريسة لأدوات العنف، الباب لتكوين طباع عدوانية مستقبلا تؤدي لارتكاب جرائم تهدد أمن المجتمع وسلامته.

يطول الحديث أكثر وأكثر عن العديد من المشروعات والحملات الأخرى المُبهرة للقسم، لكن لا يتسع المجال لذكرها، فهذا فقط نموذج لأربع حملات تتنوع على اختلاف أهدافها، فالأولى اهتمت بمرض ألزهايمر الفاتك للذاكرة، كأحد الأمراض التي تهدد المجتمع وضرورة مواجهته، وطرق التعامل مع المرضى بل والوقاية منه..

والثانية ركزت على حماية المجتمع من كابوس حوادث الطرق، باعتبار أن استخدام المحمول أحد المسببات الرئيسية في سقوط المزيد من الضحايا؛ نتيجة الانشغال به أثناء القيادة، فيما تتشبث الحملة الثالثة بإنقاذ هويتنا العربية ولغة «الضاد»، التي تتكالب عليها الألفاظ المستهجنة الشاذة من كل حدب وصوب، وركزت الرابعة على النشء وأهمية التوعية بأساليب التربية القويمة، والحفاظ على كيان الطفل من مخاطر العنف، وتقليده الذي ربما يؤدي إلى ارتكابه العديد من الجرائم بدافع التقليد.

ندعو إلى خروج تلك المشروعات إلى النور إعلاميًّا والمساعدة على الترويج لها وانتشارها بالقدر اللائق والمفيد للمجتمع، كما ندعو إلى أن تتبنى الحكومة، ممثلة في وزاراتها المعنية، كل في مجاله، تنفيذ تلك الحملات على أرض الواقع، كنوع من مشاركة الشباب المهمة في صناعة مستقبل الوطن، وتنميته وازدهاره.
الجريدة الرسمية