«مراسلون بلا حدود» تحذر من تراجع ملفت لحرية الصحافة في أوروبا
كشف التقرير السنوي لمنظمة مراسلون بلا حدود، أن التحريض ضد صحفيين يسمم المناخ السياسي في أوروبا بشكل متزايد، محذرة من أن حرية الصحافة باتت مهددة في مناطق أخرى في العالم من قبل قادة دول على غرار ترامب وبوتين.
جاء في التقرير السنوي لمنظمة مراسلون بلا حدود الذي نشر اليوم الأربعاء 25 أبريل، أن وضع حرية الصحافة لم يترد على هذا النحو في أي منطقة أخرى بالعالم خلال عام 2017، مثلما حدث في أوروبا. وأضاف أن هذه الأجواء العدائية تهيئ غالبا تربة خصبة للعنف ضد العاملين بالإعلام أو لظهور قمع حكومي.
وأشار التقرير إلى أن أربعا من بين الدول الخمس التي تراجعت بأقصى درجة في القائمة الجديدة للمنظمة بشأن حرية الصحافة توجد في أوروبا، وهي مالطا والتشيك وسلوفاكيا وكذلك صربيا. وكان هناك ساسة بارزون في هذه الدول لافتون للأنظار بشكل كبير من خلال عداءات وإساءات ضد صحفيين، بحسب التقرير.
وذكّرت المنظمة بظهور رئيس تشيكيا ميلوش زيمان في مؤتمر صحفي بسلاح كلاشنيكوف زائف مكتوب عليه "للصحفيين"، ووصف زعيم سلوفاكيا السابق روبرت فيكو صحفيات وصحفيين "بالعاهرات القذرات المعاديات لسلوفاكيا" و"الضباع الاغبياء".
وقال رئيس منظمة مراسلون بلا حدود كريستوف دولوار إن "القادة السياسيين الذين يزكون احتقار الصحافيين (...) يقوضون مبدأ النقاش العام القائم على الحقائق بدلا من الدعاية. الطعن في شرعية الصحافة اليوم بمثابة اللعب بنار سياسية خطيرة جدا".
يذكر أن مالطا 18 بدورها تراجعت في هذا التقرير إلى المرتبة 18 بعد اغتيال الصحافية الاستقصائية دافنه كاروانا غاليزيا. بينما لا تزال النرويج تتصدر قائمة منظمة مراسلون بلا حدود لحرية الصحافة لهذا العام، وتليها السويد وهولندا وفنلندا، وجاءت ألمانيا في المرتبة رقم 15 في الترتيب.
وأشار التقرير على أنه في دول أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية والهند والفلبين أهان ساسة بارزون، من بينهم رؤساء الدول ذاتهم، صحفيين منتقدين لهم على نحو مقصود ووصفوهم بأنهم خائنون.
وبشكل عام اعتبرت المنظمة أن حرية الصحافة في جميع انحاء العالم باتت مهددة، بما في ذلك في الولايات المتحدة وروسيا والصين التي تحاول سحق كل معارضة. واضافت المنظمة أن حرية الصحافة أصبحت هدفا لموجة متنامية للاستبداد مع مجاهرة القادة بالعداء للحصفيين.
وتشير خارطة المنظمة للعالم التي تستند إلى تصنيفها للدول في مجال حرية الصحافة، إلى أن 21 بلدا في وضع "خطير جدا" وهو رقم قياسي، بعد انضمام العراق إلى هذه الفئة التي شملت أيضا مصر (المرتبة 161) والصين (176) وكوريا الشمالية التي لا تزال أكثر دولة قمعا للصحافة على وجه الأرض تليها اريتريا وتركمانستان وسوريا والصين.
وظلت السعودية والبحرين وفيتنام والسودان وكوبا ضمن أكثر الدول قمعا للصحافة، بحسب مؤشر حرية الصحافة المؤلف من 180 دولة. ومع استمرار أصل النزاعين المسلّحين في سوريا واليمن والتهم المتكررة بالإرهاب في مصر وكذلك العربية السعودية، اعتبرت المنظمة أن منطقة "الشرق الأوسط الأكثر صعوبة وخطورة لممارسة مهنة الصحافة"، في الوقت ذاته حمل التقرير بارقة أمل بخصوص حرية الصحافة في بعض دول العالم.
فالاكوادور في أمريكا الجنوبية تقدمت 13 درجة بعد تهدئة التوتر بين النظام ووسائل الإعلام الخاصة، فيما احرزت كندا بقيادة جاستن ترودو تقدما وارتقت أربعة مراتب لتصبح في "المرتبة 18"، وتنضم لقائمة أفضل عشرين التي تهيمن عليها الدول الأوروبية.
وحققت جامايكا تقدما لافتا بعد أن حلّت في المرتبة الثامنة إجمالا، متجاوزة بلجيكا ونيوزلاندا. فيما قفزت غامبيا، الدولة الصغيرة في أفريقيا، 21 مرتبة قبل انغولا وزيمبابوي اللذين قفزا أربع مراتب ومرتبتين على التوالي، وقالت المنظمة إن "رحيل ثلاث من أشدّ أعداء الصحافة في أفريقيا يفتح عهدا واعدا للصحفيين" في البلدان الثلاثة.
ح.ز/ و.ب (د.ب.أ / أ.ف.ب)
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل