رئيس التحرير
عصام كامل

قمة المتهور والمجنون.. أحلام ومخاوف في لقاء ترامب وكيم

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أسابيع تفصلنا عن لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الكوري الشمالي كيم يونغ أون، لبحث نزع الأسلحة النووية، وستكون تلك القمة فارقة في العلاقات بين البلدين، فإما تمهد لعهد جديد من السلام وستكون تلك سابقة في تاريخهما أو تجدد صفحة العداء بينهما والمستمر منذ عقود طويلة.


مراوغة وترقب
وتحاط القمة بهالة من المخاوف والترقب ممزوجة بالمراوغة والتهديد، ومنذ أيام أعلن الرئيس الكوري عن وقف التجارب النووية، ولكن ذلك القرار قوبل بالترحيب والسخرية، وانقسم البيت الأبيض ومساعدو ترامب حوله بين اعتباره محاولة من بيونج يانج لخداع أمريكا لرفع النووي، وبين كونه خطوة حسنة بنية تمهد للقاء التاريخي.

وحال البيت الأبيض حال الدول التي تراوحت ردود أفعالها بين الترحيب كوريا الجنوبية والصين والأمم المتحدة والحذر كاليابان التي رأتها لعبة جديدة من ألاعيب كوريا.

اللين والشدة
وأنهى ترامب ذلك الجدل، بإعلان استمرار الضغط على كوريا حتى تقرر تفكيك أسلحتها النووية، ويتراوح أسلوب ترامب هو الآخر بين الشدة واللين، فحينا يشكر نظيره الكوري، حين وصفه بالكريم والخلوق المنفتح، وحينا، يؤكد ضرورة استمرار العقوبات، بل وزيادتها، ليؤكد أنه ليس بالشخص الهين الذي يسهل خداعه.

ومع نجاح القمة، ستختفى مخاوف العديد من الدول حول قوة بيونج يانج، والتي وصلت لأعلى المراحل في التسليح النووي، والذي يمثل تهديدا عليها خوفا من انقلاب مفاجئ عليهم أو تأثرها بالتجارب التي تجريها.

مساعي لنزع النووي
وأبرز تلك الدول هي كوريا الجنوبية واليابان والصين، والتي بذلت جهودا من أجل التعاون مع أمريكا لاستمرار الضغط على كوريا الشمالية، وتنوعت تلك الجهود بين الالتزام بالعفو المفروضة وإجراء مناورات عسكرية والسماح بنشر قوات أمريكية بها، وعقد لقاءات بين رؤسائها.

كما أعربت تايلاند عن استعدادها لاستضافة القمة المرتقبة بين مع تزايد التكهنات بشأن المكان الذي ستعقد فيه القمة.

محادثات مغلقة
لقاءات الأبواب المغلقة لها تأثير كبير في محاولة نجاح القمة، فمنذ أيام انعقدت 3 أو 4 لقاءات بين المرشح لوزارة الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو والرئيس الكوري الشمالي، للحديث بشأن نزع التسلح.

ومنذ أيام أعلن رئيس كوريا الجنوبية مون جاي أن، أن جاره الشمالي، لن يشترط سحب القوات الأمريكية من شبه الجزيرة الكورية مقابل التخلي عن النووي، كما أعلن الرئيس الصيني شي جين بينج، خلال بعد زيارة سرية لكيم لبلاده، في أول الشهر الجاري، أن الأخير مساعد للتفاوض مقابل رفع العقوبات.

القمة وآسيا
دول آسيا تترقب القمة بحذر، خوفا من فشلها واندلاع حرب مفاجئة ستؤدي لدخولها بها، وهم في غني عنها، ويرى المحللون السياسيون أن فشلها سيؤدي إلى ضياع الدبلوماسية وتجبر بيونج يانج وهو ما قد يؤدي لتعطل جديد للعلاقات بينها وبين جارتها وكذلك اليابان التي تقع في مرمى أسلحتها النووية.

العداء سيؤدي لتشتت الدول ما بين الجارة وأمريكا، وعلى أساس ذلك الأمر ستضطر للاختيار كما سيؤثر على اقتصادها الذي يعتبر الاستقرار عاملا أساسيا به، وذلك على حد قول تقارير إعلامية أمريكية.

روسيا المرتقبة
وبين كل هذا تقف روسيا، صامتة، معبرة عن تأييدها لما يحدث، ففي مارس الماضي، أكد وزير خارجيتها إنها خطوة على الطريق الصحيح، إلا أن المحللين يرون أنها لا ترغب بذلك لعدة أسباب، أولها الخلاف بين واشنطن وروسيا ولا ننسي أنها أيضا في مرمى عقوبات واشنطن، وتحالف القوتين سيزيد من قوة أمريكا.

واتخذت روسيا خلال الفترة الأخيرة خطوات بتعزيز تواجدها بشبه الجزر الكورية، وتحسين علاقتها مع كوريا الشمالية، وتمثلت في محادثاتها من أجل وصول سفن محملة بالفحم لها، ومحاولة تحسين العلاقات بين البلدين، ويؤكد السياسيون أنها تحين العلاقات والاتفاق سيؤدي إلى تهميش دورها النافذ.

أيضا تسعى روسيا لتقوية علاقتها مع الصين المعروفة بقوتها الاقتصادية الكبرى، لتكون شريكا لها.
الجريدة الرسمية