أمينة السعيد تكتب «ولماذ السفر إلى لبنان؟» في 1977

تحت عنوان (ولماذا السفر إلى لبنان؟) كتبت الصحفية أمينة السعيد مقالا في مجلة حواء عام 1977 قالت فيه:

استقر رأي ولاة الأمور في مصر على الترخيص للمصريين بالسفر إلى لبنان خلال هذا الصيف دون تأشيرة بشرط أن لا يزيد ما يسمح به من المال لكل منهم على مائة جنيه.

ويعتبر هذا الإجراء تخفيضا جزئيا على قيود السياحة إلى الخارج، فقد كانت الأوامر الصادرة قبل ذلك تمنع السفر إلا لمرض يصعب علاجه في مصر.

ونحن لا نفهم مطلقا أن تسمح الحكومة بالسفر إلى بلد وتقيده إلى البلاد الأخرى، لأنها مسألة قاعدة لا يصح أن تتغير فإما أن يكون السفر مباحا وإما أن يكون ممنوعا، وغير ذلك يعتبر تحكما في حرية الفرد في ناحية لا تستفيد منه الدولة شيئا بالتحكم فيها.

ونحن نقدر حرص ولاة الأمور على نصيبنا من العملة الأجنبية.. لكن من الممكن التوفيق بين ذلك وبين السفر عن طريق الاتفاق على نوع من التبادل التجاري كما حدث في لبنان.

فقد سمح بالسفر إليه بعد الاتفاق على فتح اعتماد للأموال المصرية ينفق منه اللبنانيون عند زيارتهم لمصر في الشتاء، ويقيني أن إيطاليا وفرنسا والنمسا وألمانيا على أتم الاستعداد لمثل هذا الاتفاق.. فلماذا لا نعقده معها أيضا؟ وبذلك نحقق للمصريين حرية السفر ونُشجع السياحة الغربية إلى بلادنا.

ولسنا نقصد بكلامنا هذا احتجاجا على لبنان.. لا سمح الله فهو بلد صديق عزيز له في نفوسنا مكانة خاصة.. لكننا نريد الخير للجميع، فليس أكسب لبلادنا من تشجيع أهل الطبقة الوسطى على زيارة الغرب حيث المدنيات المختلفة.

وإذا كان بعض الناس قد أساءوا فيما مضى استغلال تساهل الدولة في السفر، وأنفقوا أموال مصر على الموائد الخضراء والملاهي الحمراء فمن العدل أن نمنع هؤلاء دون غيرهم وكفاهم ما تمتعوا به في الماضي ولتنحصر الفرصة من اليوم فيمن لم يكن لهم حظ السفر الكثير.