رئيس التحرير
عصام كامل

أمينة السعيد تطالب بتعليم الآباء أصول التربية

الصحفية أمينة السعيد
الصحفية أمينة السعيد

في مجلة المصور عام 1953 كتبت الصحفية أمينة السعيد مقالا تعليقا على كثرة حوادث النشء قالت فيه:

أزمعت هيئة التحرير الاهتمام بشئون الشباب، فأعدت لهم دراسات قومية خاصة، لكنها نسيت أهم ما في الموضوع.. أن الأسرة التي تؤثر في أولادنا أضعاف ما تؤثر المدرسة والمدرسون.


ويقيني أن المحاولات الطيبة ستتحطم على صخرة الفشل أمام التربية البيتية الفاسدة، وسيجد قادة الشباب أن جهودهم تذهب هباء طالما كانت الأسرة تقف لهم بالمرصاد، لتفسد بجهلها في أيام ما يصنعونه بعلمهم في شهور وسنوات.

وأمامنا على هذا أمثلة كثيرة منها قصة التلميذة الصغيرة التي أخطأت فأرادت الأم أن تسترضي الناظرة على حساب كرامة ابنتها فضربتها على مشهد من زميلاتها أثناء الطابور، كانت النتيجة أن خرجت الفتاة من المدرسة لتَنتحر حرقا على قارعة الطريق.

ومنها أيضا قصة التلميذين اللذين قتلا مدرسة في المعادي للسطو على مصاغها، ومنها كذلك جريمة الطالبين اللذان سطا على مدرسة في الإسكندرية والنتيجة قتل الفراش المسكين.

كثيرين من الضحايا الصغار ما زالوا يعيشون بيننا بلا كرامة أو أخلاق لأن أهلهم قد شاءوا بجهلهم في التربية أن يُجردوهم من العناصر الرئيسية التي تصنع المواطن الصالح.

إني أناشد رجال هيئة التحرير أن يسرعوا بإنقاذنا من شر جهلنا بالتربية.. أخطر أمراضنا كلها.. وذلك بإدخال أصول التربية العلمية الصحيحة ضمن برامج التعليم وإعطاء محاضرات يومية من خلال الإذاعة وياحبذا لو افتتحوا مدرسة ليلية لتعليم الآباء قواعد التربية السليمة.
الجريدة الرسمية