رئيس التحرير
عصام كامل

هل بدأت الحرب الباردة الثانية بين أمريكا وروسيا؟ خبراء يؤكدون وجودها ويختلفون حول تحديد تاريخها.. موسكو تضم القرم وواشنطن تتوسع في شرق آسيا.. ومناقشات مستمرة لفهم سيناريوهات المستقبل

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب الباردة، بدأت صفارات الإنذار الجوية بغارة في هاواي في 28 نوفمبر 2017، ضمن تدريب لإحياء نظام إنذار الطوارئ في الولاية؛ ردا على التهديد المحتمل للهجوم الصاروخي الكوري الشمالي، لكن قد ينبئ صوت الإنذار أيضا بقدوم الحرب الباردة الثانية.


الحرب الباردة
لم يتفق المؤرخون قط على موعد بداية الحرب الباردة الأولى، فالبعض يرجع بدايتها لعام 1946 عندما اشتبكت الولايات المتحدة وبريطانيا مع الاتحاد السوفييتي خلال الحرب الأهلية اليونانية، والآخرون يشيرون لبدايتها في المراحل المتأخرة مع الانقلاب الشيوعي في روسيا في أكتوبر 1917 وبعد الحرب العالمية الثانية، كما يختلف الكثيرون حول نهايتها فإما أنها تزامنت مع خطاب جورباتشوف عام 1986 أمام الأمم المتحدة للتخلي عن السياسة الخارجية الرجعية السوفييتية إما مع سقوط جدار برلين في عام 1989، أو مع تفكك الاتحاد السوفييتي في عام 1990، عندما حل بوريس يلتسين ميخائيل جورباتشوف وأصبح رئيس الاتحاد الروسي الجديد.

الحرب الجديدة
قد ينخرط مؤرخو المستقبل في نقاش مماثل حول متى بدأت الحرب الباردة الثانية بجدية، هل كان ذلك في عام 2014 مع ضم روسيا من جانب واحد لشبه جزيرة القرم وردود الفعل العنيفة الناتجة عن الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين؟ أم بدأت الحرب الباردة الثانية بالحرب الروسية الجورجية القصيرة عام 2008؟ وقد يسعى آخرون بالتأريخ تزامنا مع خطوة الصين لتأمين مطالبها بشأن بحر الصين الجنوبي عن طريق تعديل وعزل عدد من الجزر والشعاب المرجانية المتنازع عليها.

السلام البارد
الواضح دون التباس للجميع هو ما يمكن أن يطلق عليه يلتسين أو «السلام البارد» بين روسيا والتحالف الغربي مع الولايات المتحدة وبقيادتها، الذي تصاعد خلال السنوات الأخيرة بشكل أكثر برودة.

أصبحت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين تشهد صراعات متزايدة في المجالات العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية على حد سواء، وانتهى السلام البارد في التسعينيات وعام 2000 بدأت الحرب الباردة الثانية.

أعداء الحرب
الحرب الباردة الثانية هي إعادة للنزاع بين الفرق نفسها التي عارضت بعضها البعض خلال الحرب الباردة الأولى، فمن ناحية هناك الولايات المتحدة وحلفاؤها في شرق آسيا وأوروبا، بما في ذلك حلفاء حلف شمال الأطلسي الجدد في وسط وشرق أوروبا وبحر البلطيق، على الجانب الآخر روسيا والصين وحلفاؤهما وعملاؤهما.

في الحرب الباردة الثانية، كما في الحرب الباردة الأولى، نظّم المنافسون تحالفات عسكرية متنافسة، فبعد الحرب الباردة الأولى حافظت الولايات المتحدة على حلف الناتو ووسعت نطاقه إلى حدود روسيا، بسبب اعتراضاتها الشديدة.

وعلى نحو مماثل، حافظت الولايات المتحدة في شرق آسيا على تحالفاتها في الحرب الباردة مع اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، واستمرت في سياسة غير معلنة لاحتواء الصين وكذلك روسيا ما بعد السوفييتية.

ردا على صعود القوة العسكرية الصينية وحزمها، شاركت الولايات المتحدة أيضًا في الحوار الأمني الرباعي مع اليابان والهند وأستراليا، وينظر إلى هذه الكتلة على نطاق واسع على أنها تحالف فعلي مناهض للصين، وهو جزء مما وصفته إدارة أوباما «المحور إلى آسيا» في استجابة للقوة الصينية المتنامية.
الجريدة الرسمية