رئيس التحرير
عصام كامل

مكرم عبيد يكتب: وحدة الصفوف

فيتو

في عام 1948 وجه مندوب مجلة المصور إلى مكرم باشا عبيد (قطب وفدى انشق على الوفد وكوّن الوفد الجديد ورحل عام 1961) سؤالا حول واجب الساسة الآن نحو قضية البلاد بعد هزيمة العرب في فلسطين وتوغل الاستعمار وتدخله السافر في حكم البلاد فقال:


لست أدرى هل هي حكمة من وحى القلم، أم هي نقمة من وحى الألم.. تلك التي جعلتني أقول هل مضينا في دور التقاضي أم في دور التغاضي.

والواقع المحزن هو أننا نكاد ننسى أن هناك قضية وطنية مصرية، إلى جانب القضية العربية الفلسطينية، وأن خصومنا في القضيتين، بل في كل القضايا المستعمر الغربى مهما كان الاسم الذي يتسمون به، وإذا ما نسينا نحن فهم لا ينسون، فهناك الصهيونيون ومعاونوهم وهم البريطانيون المحتلون لمنطقتنا وقناة السويس مخالفين نصوص معاهدة 1936 التي أعلنا بطلانها.

وهكذا تجلت القوة سافرة في عهد يزعم أنه عهد الحرية والمساواة بين أعضاء هيئة الأمم المتحدة، ولو أنصفوا لفرّقوا بين اتحاد بين الأقوياء على الضعفاء واتحاد الضعفاء في جهادهم ضد الأقوياء، فلم يكتف المستعمر باحتلال أراضينا بل مزقوا في جرأة وحدتنا المقدسة بفصل السودان عن مصر باسم "السودنة".

والعيب كل العيب فينا، ومن الخطأ أن يظن الناس أن أكبر مشجع للأقوياء هو ما يملكون من قوة، بل على العكس فالمشجع الأول لهم هو ضعف الضعفاء قبل قوة الأقوياء، وحكومتنا الحالية مسئولة عن كل ذلك ويجب أن تعمل مع الشعب عمل المناضلين لا المتكلمين.

وكنت أول الداعين إلى وحدة الصفوف وتعاون الأحزاب للوصول إلى حلول تتناسب مع كرامة ونضال شعبنا.
الجريدة الرسمية