«الزمالك مقبرة المدربين».. «فييرا» صاحب الرقم القياسي.. إيناسيو لخص الحكاية بـ«تصريح البيبسي».. 3 شروط أساسية للتعاقد مع مدير فني للقلعة البيضاء.. ضعف الشخصية.. الإيمان ب
خالد جلال المدرب رقم 20 للزمالك، خلال عمر مجلس المستشار مرتضى منصور في الولاية الثانية له – أي بعد قرابة الثلاث سنوات ونصف السنة، وهو رقم قياسي بكل المقاييس يحسب للقلعة البيضاء على مستوى جميع الأندية المصرية، لكن اللافت للنظر أن أي مدرب لـ”البيت الأبيض” لا يمكث في النادي أكثر من عدة أشهر، والمؤكد أن البرتغالي مانويل فييرا، يعتبر صاحب الرقم القياسي في الوجود داخل القلعة البيضاء حيث استمر خلال الفترة من 4 فبراير 2015 حتى 21 نوفمبر 2015، أي 9 أشهر و17 يوما فقط، حقق خلالها أفضل إنجازات مجلس المستشار بالجمع بين بطولتي الدوري والكأس بعد فترة غياب لم تكن بالقصيرة، كما أنه كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق المعادلة الصعبة بتحقيق “السوبر المحلي”، لولا سوء التوفيق باستاد هزاع ورحل فييرا ليدخل نادي الزمالك في الدوامة.
4 بطولات حققها مجلس المستشار مرتضى منصور، وهي جيدة إذا ما قارناها بالسنوات العجاف التي عاشها النادي قبل قدوم مجلس الإدارة الحالي، لكن بعد الجمع بين الدوري والكأس ارتفع سقف الطموحات بالنسبة للجماهير وعشاق القلعة البيضاء، ولذلك ما كان مقبولا في السنوات العجاف لم يعد مقبولًا الآن.
بـ”حسبة بسيطة” يتضح أن متوسط عمر أي جهاز فني في الزمالك لم يزد على الثلاث أشهر سواء العميد حسام حسن أو ميدو أو البرتغالي باتشيكو أو الإنجليزي ماكليش، وغيرهم من المدربين الذين أصبح وجودهم مجرد ذكرى وتاريخ، لكن يبقى محمد صلاح صاحب الأرقام القياسية في عدد مرات تولى مهمة المدير الفني للزمالك في عهد مجلس المستشار، حيث تولاها أربع مرات، لكن للحق فإنه كان مجرد إنقاذ للموقف حيث لم تزد أي فترة من فترات ولايته عن شهر، وكان أقلها عشرة أيام، ويحل بعده في المرتبة الثانية الكابتن محمد حلمي الذي تولاها مرتين ولم يكتب له التوفيق.
كما أن المدرب البرتغالي أوجستو إيناسيو المدرب رقم 16 في ولاية المستشار مرتضى منصور كان صاحب النصيب الأوفر من “الشوشرة” وقت الرحيل، حينما قام بعمل تمثيلية وادعى أن “الزمالك” احتجزه وطلب تدخل السفارة البرتغالية، ما أجبر إدارة النادي على دفع كل فلوسه بالكامل قبل مغادرته القاهرة، لكن الرجل قال كلمة لا تزال راسخة في الأذهان عندما قال “كل رجال المستشار مرتضى منصور لا بد أن يصدقوه في كل الأحوال ولو أعطاهم ماء وقال ده بيبسى فعليهم أن يقتنعوا أنه بيبسي”.
الواقع أن الوضع أصبح خطيرا داخل القلعة البيضاء، وأصبح عدد كبير من المدربين يخشون الموافقة على تدريبه سواء مصري أو أجنبي، ومن يوافق يضع شروطا جزائية كبيرة ومبالغ فيها في أحيان كثيرة؛ لضمان تأمين مستقبلهم في حالة رحيلهم، وهو ما حدث مع نيبوشا ومن بعده إيهاب جلال.
وبالنظر إلى الوضع الحالي، يتضح أنه لم تعد هناك وفرة أمام إدارة “البيت الأبيض” للتعاقد مع مدرب مصري، بعد أن دخل رئيس الزمالك في صدامات كثيرة مع عدد كبير من رموز التدريب في مصر، وفي مقدمتهم المعلم حسن شحاتة ثم من بعده العميد حسام حسن ثم أحمد حسام ميدو وحلمي طولان، وهناك أيضا محمد حلمي وآخرون كثيرون ينأون بأنفسهم عن هذا الصراع والدخول في مواجهات لن ينجو منها أحد.
الطريف أن عددًا من هؤلاء المدربين الذين عملوا في الزمالك يتندرون أن هناك شروطا لأي مدرب يتولى تدريب القلعة البيضاء، في مقدمتها ألا يعترض المدرب على أي صفقة يبرمها مجلس الإدارة وأن يقول “ولا الضالين.. آمين”، ولا بد أن يقبل المدير الفني رؤية مجلس الإدارة، وبالأخص الرئيس في وضع التشكيل وعدم الانفراد بهذا القرار.
كما أنه من شروط تولى المدرب الجديد أن يكون قد فاز على النادي الأهلي من قبل، وعليه أن يقتنع بموضوع السحر والشعوذة وأن الخسارة تكون دائما لهذا السبب، ويفضل أن يكون المدرب الجديد ضعيف الشخصية، يتقبل “الشخط والنطر” كلما نال الفريق هزيمة.
ربما تكون هذه الكلمات غير واقعية في أحيان أخرى، والدليل أن إدارة الزمالك وفرت “لبن العصفور” لعدد كبير من المدربين، وآخرهم إيهاب جلال الذي أتم المستشار مرتضى منصور كل الصفقات التي طلبها المدرب، وترك له الحبل على الغارب دون الاقتراب من الفريق، ورغم ذلك جاءت الهزيمة تلو الأخرى، كما أن مجلس الإدارة كان صابرًا على الصربي “نيبوشا” صبر أيوب، ومنحه كل الصلاحيات وكل ما طلبه مجاب ورغم ذلك فشل فشلا ذريعا.
الأكيد أن الزمالك يمر بأزمة عنيفة، ولا أحد يتوقع الخروج منها؛ لأن المشكلة لم تعد أزمة نتائج فريق كرة قدم، لكنها أصبحت أزمات طالت كل شبر داخل النادي، وصراعات لا تنتهي مع أطراف عدة، سواء وزير الشباب والرياضة أو اللجنة الأوليمبية أو هاني العتال نائب الرئيس الذي لم يهنأ بفوزه في الانتخابات الأخيرة.
"نقلا عن العدد الورقي.."