رئيس التحرير
عصام كامل

الغرب تورط رسميًا فى حرب سوريا


الآن أصبح الغرب متورطا بشكل رسمى فى الحرب السورية، بعد المباركة الأمريكية الأوروبية للغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا. فالصمت الغربى أو المباركة لما حدث يوم الأحد يجعل الحقيقة واضحة وضوح الشمس، بأن الغرب أصبح متورطا فى المعركة على الأرض. فقد شنت إسرائيل غارتين على منشآت عسكرية ومواقع ومخازن أسلحة تابعة لنظام الرئيس السورى "بشار الأسد".


والقصة هي بالفعل مألوفة ومتكررة: "الإسرائيليون يريدون منع شحنة أسلحة إيرانية الصنع تتضمن صواريخ "الفاتح-110" من الوصول إلى حزب الله في لبنان، وهى التى دأبت الحكومة السورية على إرسالها لحزب الله وفقا لمصادر الاستخبارات الغربية غير المعروفة بطبيعة الحال.

ويطرح هذا الأمر السؤال القديم: "لماذا يقوم النظام السورى بإرسال أسلحة متطورة إلى خارج سوريا، فى الوقت الذى يقاتل فيه من أجل بقائه؟!.

ورغم تأكيد السلطات السورية على أن ما يتم ضربه منشآت عسكرية، وأن تلك ليست المرة الأولى، تصر الإدارة الأمريكية ومن خلفها إسرائيل على أن ما تم ضربه شحنات أسلحة وهذه ليست المرة الأولى منذ اندلاع الثورة السورية.

ومن الممكن للإصدار الجديد من صوايخ "الفاتح-110" البالغ مداها 250 كيلو مترًا، أن تصل بالفعل إلى تل أبيب من جنوب لبنان،إذا كان حزب الله قد امتلكها فعلا.

ولكن لماذا يرسل السوريون هذه الأسلحة إلى لبنان، كما ادعت المصادر الأمريكية أمس، وكما ادعت أيضا في ديسمبر الماضي أن السوريين قد استخدموا نفس الصواريخ "أرض أرض" ضد قوات المتمردين في سوريا.

وبعبارة أخرى، كيف يمكن أن يكون النظام السوري مستعدا للاستغناء عن الصواريخ وإرسالها إلى لبنان بينما هو بالفعل يستخدمها في الحرب الوحشية في سوريا.

وهناك أسئلة أخرى تحتاج إلى إجابة، ومنها: "إذا كان سلاح الجو السوري يمكنه استخدام طائرات "الميج" التى يمتلكها ضد أعدائه داخل سوريا، لماذا لا يمكن أن تحمى تلك الطائرات دمشق من هجمات الطائرات الإسرائيلية؟ أليس من المفترض أن يحمى سلاح الجو السوري سوريا من إسرائيل؟ أم أن طائرات "الميج" فقط غير قادرة من الناحية الفنية على مواجهة التقنيات الفنية للطائرات الإسرائيلية، وقادرة على ضرب المتمردين داخل سوريا؟.

والخلاصة، الأكثر أهمية الآن هى حقيقة بارزة أن إسرائيل قد تدخلت في الحرب السورية رسميا، بغض النظر عن ادعاءاتها بأنها تضرب الأسلحة المتجهة إلى حزب الله – حيث أن هذه الأسلحة تستخدم أيضا ضد قوات المتمردين في سوريا.

وبالتالى فإن إسرائيل، تهدف إلى مساعدة المتمردين فى الإطاحة بالرئيس "بشار الأسد" عن طريق ضرب أسلحته، وبما أن إسرائيل تعتبر نفسها دولة غربية وأفضل صديق وأفضل حليف عسكري لأمريكا في الشرق الأوسط، فهذا يعني أن الغرب يشارك الآن في الحرب، ومباشرة من الجو.

دعونا نرى إذا كانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيدينان الهجمات الجوية الإسرائيلية، أنا أشك في ذلك، وهو ما يعني، إذا نحن كغرب صامتون، وأننا نوافق عليها والصمت على حد تعبير السير "توماس مور"، يعنى الموافقة.

وإذا كان الغرب يتهم الإيرانيين وحزب الله بالتدخل في سوريا – وهذا صحيح، وإذا كانت قطر والمملكة العربية السعودية تمد المتمردين بأسلحة، فإن الحقيقة الجديدة هى أن إسرائيل أصبحت متورطة رسميا فى حرب سوريا.
الجريدة الرسمية