رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل الجلسة الافتتاحية لقمة القدس.. السيسي: الحق العربي ثابت وغير قابل للمساومة.. ملك الأردن: نؤكد دعم القادة العرب لدولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.. خادم الحرمين: ستبقى قضية العرب الأولى

فيتو

انطلقت، ظهر اليوم الأحد، بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعمال القمة العربية العادية الـ29، في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي "إثراء" في الظهران.


ومن المقرر أن تبحث القمة العربية سبل تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك، والتصدي للتحديات والتهديدات التي تتعرض لها المنطقة العربية.

ملك الأردن
وفي كلمة الافتتاح أكد العاهل الأردني رئيس القمة العربية الـ28 الحق الأبدي والخالد للفلسطينيين في القدس وتمسك قادة العرب بمبادرة السلام العربية ودعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" للاستمرار بخدماتها ورفض أي تغيير قانوني أو تاريخي في القدس.

وأضاف: في العام الماضي تشرفنا بحمل مسئولية رئاسة القمة العربية وأكدنا ضرورة تعزيز وتفعيل العمل العربي المشترك وتبني خيار السلام الشامل والدائم ومبادرة السلام العربية، وبذلنا كل جهد ممكن خلال فترة رئاستنا للقمة العربية السابقة، وبالتنسيق المباشر والوثيق مع القادة العرب لمواجهة التحديات التاريخية التي تواجهها أمتنا وسخرنا جميع امكانياتنا، وعلاقتنا الدولية لخدمة قضايانا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والقدس الشريف.

الحق الأبدي
وأكد العاهل الأردني الحق الأبدي والخالد للفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين في القدس التي هي مفتاح السلام في المنطقة، وحجر الأساس لتحقيق الحل الشامل الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية استنادا إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية.

وقال: إن أشقاءنا الفلسطينيين دعاة سلام وإن تمسكهم بحل الدولتين ونبذ العنف هو دليل واضح على التزامهم الثابت بالسلام، وواجبنا جميعا هو الوقوف معهم ودعم صمودهم لنيل حقوقهم المشروعة لإقامة دولتهم المستقلة والعيش بأمن وسلام.

وأضاف الملك الأردني من واجبنا ومسئوليتنا المشتركة كمجموعة عربية ومن واجب المجتمع الدولي، توفير الرعاية اللازمة للاجئين الفلسطينيين والعمل على تمكين وكالة الأمم المتحدة للغوث من الاستمرار بتقديم خدماتها الإنسانية والاجتماعية لحين التوصل إلى حل عادل لقضيتهم، وأي إضرار بالخدمات العامة التي تقدمها الوكالة سينعكس سلبا على أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني في المنطقة.

المقدسات الإسلامية
وشدد على أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس، واجب ومسئولية تاريخية نعتز ونتشرف بحملها وسنواصل بالتنسيق مع اشقائنا في القيادة الفلسطينية لحمل هذه المسئولية وتثبيت صمود المقدسيين والتصدي لمحاولات إسرائيل المساس بهوية المدينة المقدسة لفرض واقع جديد أو تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم.

ودعا العاهل الأردني إلى ضرورة التوصل إلى حل سياسي في سوريا كما أشاد بانتصار العراق على تنظيم داعش.

وسلم العاهل الأردني رئاسة القمة الحالية الـ29 العادية، لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.

حقوق الشعب
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن الحق العربي في القدس ثابت وأصيل وغير قابل للمساومة، مؤكدًا أن المجتمع الدولي يتحمل مسئولية مواجهة مخططات مصادرة حقوق الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى الجرح الفلسطيني النازف والشهداء الذين يسقطون كل يوم.

وأضاف: إن فلسطين هي قضية العرب المركزية التي توشك على الضياع بين قرارات دولية غير مفعلة وصراع الأشقاء أصحاب القضية الذي يستنزف قواهم ومواردهم الضئيلة ويفتح الباب أمام من يريد تكريس واقع الاحتلال كأمر واقعي ويسعى لإنهاء حلم الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة المستقلة.

وأكد الرئيس السيسي أن اجتماع اليوم يأتي والأمن القومي العربي يواجه تحديات غير مسبوقة، والدول العربية تواجه تهديدا وجوديا، ومحاولات ممنهجة لإسقاط مؤسسات الدولة الوطنية.

وأضاف إن الوضع في العالم العربي يمثل ارتدادا حقيقيا عن كل ما أنجزته الدول العربية منذ التحرر الوطني، وهناك دول إقليمية تهدر حقوق الجوار، وتعمل على إنشاء مناطق نفوذ داخل المنطقة العربية.

القمة العربية
وأشار الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أن مصر لن تألو جهدا في سبيل دعم رئاسة القمة العربية، وجهود الأمين العام للجامعة، بهدف تحقيق المصالح العربية، مفيدا بأن حكمة خادم الحرمين سوف تمنح زخما كبيرا لآليات العمل العربي المشترك، مؤكدًا أن مصر لن تقبل بقيام عناصر يمنية بقصف السعودية، منددًا بعمليات إطلاق الصواريخ البالستية التي استهدفت بها الميليشيات الحوثية المدن السعودية خلال الفترة الماضية، موضحًا أن الحفاظ على وحدة اليمن وليبيا مسئولية مصر.

وتابع: إن مصير الشعب السوري ومستقبله بات رهنًا لقرارات الأمم وتوازنات القوى الإقليمية والدولية، منددًا بالتدخل الدولي في الأراضي العربية، مطالبًا بتحقيق دولي شفاف حول استخدام أسلحة محرمة في سوريا، مشددًا على أن سوريا أرض عربية ومصيرها بيد الشعب السوري.

الإرهاب
وأكد الرئيس السيسي ضرورة مواجهة العمليات الإرهابية، والحد من خطر التنظيمات الإرهابية التي تهدد دول العالم العربي، قائلا: "أثق أنكم تتابعون الجهود الجبارة التي تقوم بها القوات المسلحة من الجيش والشرطة معركة الحياة والشرف المعركة الشاملة، سيناء 2018، لدحر قوى الشر، والتي لا تهدد مصر وحسب، بل تهدد المنطقة والحضارة الإنسانية بأسرها، معركتنا هي جزء أساسي، الحرب الشاملة يجب أن تشمل كل العمل الإرهابي تنفيذا وتسليحًا وتمويلًا، فحمل السلاح هو المرحلة الأخيرة".

وأضاف السيسي: "لا أبالغ إذ أقول إن بلادنا ومنطقتنا تواجه أخطر أزمة منذ استقلالها، وانتهاء حقبة التحرر الوطني، وعلينا جميعا تقع مسئولية كبرى في وقف هذا التردي في القضية العربية، واستعادة الحد الأدنى من التنسيق المطلوب لإنقاذ الوضع العربي".

وتابع الرئيس السيسي، "نحن بحاجة اليوم إلى إستراتيجية شاملة للأمن القومي العربي لمواجهة التهديدات التي تواجهها الدولة الوطنية في المنطقة العربية، وإعادة تأسيس العلاقة مع دول الجوار، على قواعد واضحة جوهرها احترام استقلال وسيادة وعروبة الدول العربية والامتناع عن التدخل في الشأن الداخلي لها".

خادم الحرمين الشريفين
ومن جانبه، أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أن القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى وستظل حتى حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمة القدس الشرقية.

وجدد العاهل السعودي رئيس القمة العربية الحالية، في كلمته، رفضه للإعلان الأمريكي المتعلق بالقدس مشيدًا بالرفض الدولي والأممي للقرار.

اليمن
وفي الشأن اليمني أكد على أهمية وحدة وسلامة أرضها واستقلالها، ودعم الحل السياسي القائم على المبادرة الخليجية وقرارات مؤتمر الحوار اليمني وقرار مجلس الأمن رقم 2216، ودعا الأمم المتحدة إلى تأمين وصول المساعدات لليمن.

وقال إن أخطر ما يواجه العالم العربي هو تحدي الإرهاب الذي اكتوت بناره العديد من الدول العربية، وإن ما تقوم به إيران في المنطقة العربية مرفوض، وهو تدخل سافر في الشئون الداخلية للعرب.

وأكد خادم الحرمين الشريفين أن الأمن القومي العربي منظومة متكاملة لا تقبل التجزئة، وأن الأمة العربية ستظل رغم الظروف العصية طامحة بشبابها نحوالرخاء والأمن والاستقرار.

أبو الغيط
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن دعم رؤية الرئيس محمود عباس التي طرحها في مجلس الأمن الدولي يعد أمرًا ضروريًا لتمكين الفلسطينيين من الصمود أمام مخططات تصفية قضيتهم واختزال حقوقهم السامية في الحرية والدولة المستقلة وحتى تشعر إسرائيل ومن يوالونها بأن العرب لا زالوا يقفون بقوة مع أهل فلسطين.

وأضاف: شهدت قضيتنا المركزية فلسطين انتكاسة رئيسية تمثلت في الإعلان الأمريكي غير القانوني بشأن مصير القدس، ونجح الجهد العربي في حشد موقف دولي مناوئ للطرح الأمريكي الذي انحرف عن طريق الحياد.

الدعم
وطالب أبو الغيط بتقديم مزيد من الدعم السياسي والمادي لتمكين الفلسطينيين من الصمود أمام مخططات تصفية قضيتهم واختزال حقوقهم السامية في الحرية والدولة المستقلة بمجرد حفنة من الامتيازات الاقتصادية.

ودعا إلى ضرورة إعادة اللحمة وإنهاء الانقسام، مشيرا إلى أن الوحدة الفلسطينية المنشودة هدفًا محوريًا ومُلحًا تأخر إنجازه وطال انتظاره، برغم الجهود الكبيرة التي بُذلت في هذا المضمار.

وأشار إلى أن الأزمات العربية سواء في سوريا أو اليمن أو ليبيا، فضلًا عن قضيتنا الرئيسية؛ فلسطين تخصم من رصيد أمننا القومي الجماعي واستمرارها من دون حل دائم أو تسوية نهائية يُضعفنا جميعًا ويعرقل جهودًا مخلصة تبذل في سبيل النهضة والاستقرار والأمن.

الأمن القومي
ولفت إلى أن غياب التوافق على مفهوم موحد للأمن القومي العربي العامل المشترك في كافة هذه الأزمات أدى إلى تآكل الحضور العربي الجماعي في معالجة الأزمات داعيا إلى إجراء حوار جاد ومعمق حول الأولويات الكبرى للأمن القومي العربي، وضبط إيقاع تحركنا الجماعي والمشترك إزاء كافة التهديدات.

وفيما يخص الأزمة السورية قال أبو الغيط إن الشعب السوري دفع ولا يزال، أبهظ الأثمان، في النفس والكرامة والمال، على مدى سنوات سبع لم يجن فيها سوى الخراب والدمار وتفتيت السيادة الوطنية.

ودعا حكماء العرب إلى تولي زمام الموقف وأن تتمكن الدول العربية من صياغة إستراتيجية مشتركة تسهم في الدفع بالحل السياسي على أساس مسار جنيف والقرار 2254 وبما يحقن دماء السوريين ويعيد إليهم الأمل في بناء وطن جديد على أنقاض ما تم تدميره.

وفيما يخص اليمن أشار إلى ضرورة أن يقف العرب وقفة واحدة، ويتحدثوا بصوت موحد، لإدانة هذا التخريب والتدمير والعدوان، والتضامن مع المملكة العربية السعودية في الإجراءات الجادة التي تقوم بها لصون أمنها ومصالحها وحماية مواطنيها، وكذلك من أجل استعادة الاستقرار لهذا البلد بعد سنوات من الاحتراب والفوضى.


ملك البحرين
وأكد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، على موقف بلاده الثابت تجاه الشعب الفلسطيني وقيادته.

وشدد على ضرورة التوصل إلى سلام عادل وشامل، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفق حل الدولتين والمبادرة العربية.

وأشار إلى أن القمة العربية يجب أن تكون طرفا أساسيا في مواجهة التحديات الإقليمية، ما يتطلب مزيدا من التكاتف والتعاون لتوحيد وضمان أمن واستقلال الدول العربية.

وأكد أن العمل المشترك وصون الأمن القومي العربي سيحمي مقدرات الدول العربية ويمكنها من صد الهجمات وإعادة ترتيب الأوضاع فيها.

وطالب المجتمع الدولي بالوقوف عند مسئولياته لفرض قراراته وإحياء الأجواء الإيجابية وإيقاف التدخلات الخارجية وتوفير الحماية للشعوب المتضررة.

وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، إن القضية الفلسطينية تتصدر اهتمامات المنظمة، وإن المنظمة أكدت القرارات العربية المتواصلة لدعم هذه القضية العادلة ودعم وتعزير صمود الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة وفق المبادرة العربية وحل الدولتين وتبني القرارات الأممية ذات الصلة، مؤكدا أن الأوضاع في سوريا واليمن وليبيا على نفس الدرجة من الأهمية، وكذلك فيما يخص العراق ودعم مسيرة الاستقرار والمصالحة الوطنية فيها.

وأشار إلى أن المنظمة أصدرت قرارات وبيانات متواصلة تدين استهداف المملكة العربية السعودية وأراضيها ومواطنيها والمقيمين فيها بصواريخ الحوثي.

حل الدولتين
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، إن الشعوب وزعامات أفريقيا ملّت من القرارات التي تموت من جفاف حبرها نحن وأنتم بحاجة ماسة لإيقاف مسلسل القرارات دون الفعل، إننا مطالبون بمضاعفة الجهود والمبادرات للتصدي للتراجع الشديد في التعاون متعدد الأطراف وإن أسوأ مظاهر التراجع هو ما نشهده من تخاذل في دعم كفاح الشعب الفلسطيني وتقليص فرص حل الدولتين، وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وأيضا في احتدام الصراع في الأزمة السورية.

وأشار إلى إن تلبيته الدعوة للمشاركة في افتتاح أعمال القمة العربية اليوم هو تجديد للعهد الذي قطعه الأسلاف المؤسسون للشراكه بين أفريقيا والعالم العربي لبناء صرح منيع لهذه العلاقات عملا بروح الاخوة والتضامن والتعاون وتجسيدها من منظور إستراتيجي صلب ومستدام.

وأضاف: نحن مطالبون بتعبئة كل الطاقات للإعداد الأمثل للقمة العربية الأفريقية الخامسة في الرياض العام المقبل لتكون قمة العمل والفعل والتخطيط والحسم في قضايانا المشتركة.

وتابع: الإرهاب والتطرف والغلو الديني وما ينتج من هذه الظواهر الإجرامية من انحراف هدام أكبر خطر على الأمن والسلم، وأفريقيا تتحمل عبئا جسيما لمكافحة هذه الكوارث ونحن نكافح الإرهاب في باكو حرام، حيث تسحق أرواح المسلمين والمسيحيين على حد سواء، نحن نكافح الإرهاب في الساحل حيث المنظمات الإرهابية تواصل قتل الأبرياء وتجارة البشر والمخدرات وتهدد استقرار دول عديدة في تلك المنطقة من القارة، نحن نكافح الإرهاب والتطرف في ليبيا ونكافح الإرهاب في سيناء ونعمل على دحر التطرف والإرهاب في مصر، التطرف والغلو عملية معقدة وخير وسيلة لمكافحتها عبر دفع عملية التنمية الاقتصادية، وثورة المعرفة والتنور، أفريقيا تعلن إرادتها لشراكة مثمرة مع الأشقاء العرب.
الجريدة الرسمية