قمة التناقضات
تعقد القمة العربية الآن بعد أن باركت أربع دول عربية العملية العسكرية الغربية ضد سوريا، وصمتت معظم الدول الأخرى باستثناءات قليلة، لم يكن رد فعلها على قدر الحدث الجلل، بينما آثرت دول أخرى أن تختفي وراء تصريحات من عينة "ضبط النفس" وإحالة ملف الكيماوي المزعوم إلى لجنة تحقيق "بتنجانية"، وظهر على السطح في الخطاب الصهيوني الإعلامي كلمات من عينة الشقيقة "……" والشقيقة "….." وبين الأقواس أسماء لدول عربية.
تستطيع أن تكتب بيان القمة بسهولة، تحت شعار "التقية" المتعارف عليه بين الشيعة، وهو إظهار عكس ما تبطن، إذ لن يكون مدهشا أن تدعو الدول العربية سوريا إلى تسليم نفسها مكتوفة الأيادي إلى الغرب الإنساني، الذي يدافع عن العزل والمدنيين، وقد يطالب القادة بتوجيه الشكر إلى الجيش السورى الحر المدعوم من تل أبيب، والشكر الخاص إلى جبهة النصرة ودواعش الشام وغيرهم من أبطال العملية في النملية!!
تستطيع أن تكتب بيانا شامخا مثل تاريخ العرب قبل البعثة، بيانا يتحدث عن فخامة الملوك ووجاهة الأمراء، بيانا إلى الأمة التي أصبحت "أمة" في حيازة الغربى الحر، بيانا يؤكد أننا لا نزال نتعطر بدماء الأشقاء ونتزين بشرف البنات، ونفخر بوأد التاريخ، ونتنافخ تحت الغترة والعباءة المصنوعة بخيوط الحرير الصافى.
قمة عربية بطعم الهوان والذل نعقدها على أنقاض سوريا واليمن وليبيا والعراق، قمة الدعم العربي للشيطان الأمريكي، قمة التخاذل والهوان، قمة الفوضى والاستسلام، قمة بطعم الوجود الشرفى على هامش الحياة، قمة إدانة ميليشيات الحوثيين لخروجها على النظام، وفي ذات الوقت قمة دعم الجيش السورى الحر، لأنه خرج على الشرعية، فعلا قمة التناقض!!