قمة الرياض.. ضجيج بلا طحن
زفَّ إلينا السيد أحمد أبو الغيط، بشرى سارة بحضور كثيف في القمة العربية التي ستعقد بالعاصمة السعودية الرياض، وما نخشاه أن يكون حضورا كزبد البحر يذهب جفاء، فالحالة العربية الراهنة تذكرنا بالتساؤل الحائر للقائد العربي المغوار معمر القذافي: من أنتم؟!.. ذلك التساؤل الذي لو طرحناه على الحضور لما تلقينا إجابة وافية وشافية.. عرب اليوم خليط من متعلقين بشرعية يستمدونها من الغرب ومصلوبين في مواجهة إرهاب صنع في الغرب نفسه.
اليمن الكئيب لا يزال غير قادر على لملمة جراحه.. بغداد التي كانت تعيش طائفية ممقوتة.. السودان تحت مقصلة التقسيم وسوريا تحت وطأة الأمم المتناحرة، والصومال لا يزال في الغيب جنينا مشوها، وليبيا تتقاذفها أمواج المتربصين شرقًا وغربًا، والسعودية منهكة في حرب الداخل وأحلام الخارج، ومصر تعيد ترتيب أوراقها وتخوض حربا مقدسة ضد الإرهاب، والجزائر والمغرب بينهما ما بينهما من شقاق، والنيجر مشدودة بين طرفي الجفاف والإرهاب، وتونس لا تبرح مكانها المتجمد منذ اختفاء الياسمين، ولبنان مبعثر بين الطوائف والأمم.
هل تبقى أحد غير مشدود أو مصلوب؟.. هل تبقى من الحضور من يستطيع أن يقدم للأمة بذرة للغد الغائب منذ سنين؟.. هل تبقى من المشاركين من يحمل هما غير همه أو من يرى غير نفسه في البرواز أو من يستطيع أن يقدم لجاره عهد أمان؟!.. أشك!!
