رئيس التحرير
عصام كامل

3 أسباب وراء تأييد «إخوان سوريا» الضربة الأمريكية ضد «بشار».. نقل الملف السوري من الجامعة العربية إلى الأمم المتحدة.. تعزيز مصالحها مع أمريكا وقطر.. فتح الطريق أمام تركيا لإقرار خط

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حتى الآن، لم تصدر إخوان سوريا أي شجب أو إدانة، تجاه الضربة الأمريكية، التي وُجهت إلى بعض مقرات الجيش السوري، بحجة تدمير أسلحة كيميائية، استخدمت ضد المدنيين، لكن هناك 3 أسباب، تجعل من تأييد الجماعة للعملية العسكرية الأمريكية، فرض عين، وحقيقة لا مجال للجدال فيها.


التحريض الدائم على بشار

تمارس جماعة الإخوان في سوريا، تحريض دائم على الرئيس بشار الأسد، سواء عن طريق البيانات التي تبثها على موقعها الرسمي، أو من خلال تحركاتها الخارجية، ضمن أطياف المعارضة السورية، وتهدف بالطبع لتقليب المجتمع الدولى، ضد «الأسد».

كان الإخوان أول الذين روجوا لاتهام النظام السوري، بضرب الغوطة الشرقية ومحافظة إدلب، بغاز الكلور السام، مما تسبب في مئات الشهداء والجرحى، وهي المزاعم التي يرفضها بشار الأسد، ويعتبرها جزءا من حملة مشبوهة عليه، خصوصا أنه يرى في الإخوان دائما، رأس الشيطان بين جميع التنظيمات المتطرفة.

مصالحها مع أمريكا وقطر

تقف الإخوان دائما أينما تكون المصلحة، وما تسوقه من شعارات أخلاقية ودينية، لا تحضرها في هذه المواقف، وهو ما حدث حرفيا في الأزمة السورية؛ فبعد الربيع العربي، قفزت الجماعة من مركب سوريا وإيران، وانتقلت إلى محور آخر في الإقليم، وهو أمريكا وقطر، ولم تعد تعتبر سوريا وإيران عنوانا للمقاومة ومعسكرا للممانعة، مثلما كانت تروج دائما، رغم العداء التاريخي لها، مع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، والد بشار، لذا أصبحت تقاتل وتناضل بالوكالة، للقوى الغربية والإقليمية، التي تريد إسقاط نظام بشار.

تأييد التدخل الدولي في شئون سوريا

لا توجد لدى الإخوان مشلكة في استدعاء أي قوة دولية إلى أرضا سوريا، حتى لو كان التتار، أو زعيمهم جنكيز خان، الذي لا يختلف كثيرا عن «ترامب» الرئيس الأمريكي الحالي، الذي لا يرى مشكلة في التلويح بالحرب، ولا يهمه تداعياتها.

ومنذ بدء الثورة السورية، والإخوان تطالب بالتدخل الخارجي لحل الأزمة، وتراه مخرجًا وحيدًا لإزاحة الأسد من أمامها، ولذلك كثيرا ما دعت تركيا إلى التدخل، بل إنها باركت احتلالها لعفرين، وفي سبيل ذلك، تتهم دائما جامعة الدول العربية بحماية النظام السوري، حتى تفتح المجال لقوى غير غربية للتدخل، أو على أقل تقدير، فرض سياسات الإخوان على المنظمة العربية، التي تعارض سياسات الغرب في تدمير سوريا.

مخطط الإخوان لنقل ملف الأزمة من جامعة الدول العربية إلى مجلس الأمن الدولي، كان واضحا منذ مارس 2012، ولم تكن القضية وقتها تعقدت بهذا الشكل، حيث دعمت الجماعة على الفور، خطة كوفي أنان، سكرتير عام الأمم المتحدة آنذاك، لإرسال مراقبين دوليين إلى سوريا، بتأييد واسع من القيادة التركية، التي تفتح أراضيها لاحتضان اجتماعات الإخوان، سواء فيما يخص سوريا أو التنظيم الدولي، انطلاقًا من قناعتها أن الإخوان سيؤدون دورًا حيويًا في صالح تركيا، حال النجاح في إسقاط النظام السوري.
الجريدة الرسمية