رئيس التحرير
عصام كامل

محمد على باشا.. وكلمة السر!


لقد آن الأوان أن نعود إلى المستقبل.. فالعودة إلى المستقبل هى الحل لمشاكلنا وأزماتنا، يجب أن نفكر ونستعد ماذا تكون مصر سنة ٢٠٢٠ و٢٠٣٠ و ٢٠٤٠ و٢٠٥٠ ؟.


عدد السكان والمصانع، والزراعة، والاستثمار، والتعليم والبحث العلمى، والمستشفيات، والمدن الجديدة، وفرص العمل التى يمكن توفيرها.. وهل تختفى البطالة أم تتكدس البلاد بالعاطلين؟، وماذا عن استيراد السلع من الخارج هل سيزيد أم ينخفض؟..

الارتفاع الجنونى فى السلع والخدمات هل يستمر أم يتوقف؟، كل شىء يجب أن نبحثه إذا كنا صادقين ونحب هذا البلد.. فمصر تحتاج، بعد الثورة، أن نرسم لها خريطة واضحة للمستقبل تتضمن شكل الوطن والنظام السياسى والأحزاب وقوانين الانتخابات وكل شىء ضرورى فى هذا الصدد، بشرط توافق كل ألوان الطيف السياسى.

نحتاج إلى خريطة للمستقبل لنسير على هديها لنصل إلى بر الأمان، وهذه الخريطة يجب أن تكون خلاصة فكر مشترك لكل التيارات السياسية، وليس فصيل معين، كما يحدث الآن.. لأن الأمم لا تبنى نفسها بالارتجال والعشوائية، وإنما بالتخطيط العلمى السليم المبنى على الأفكار والرؤى.

ماذا نستفيد بالعودة إلى الماضى غير التشاجر وتصفية الحسابات والانقسامات.. الاستفادة الوحيدة فقط لا تكون غير العبرة والموعظة الحسنة.

انظروا كيف نجح محمد على باشا رحمه الله، أن يبنى مصر الحديثة؛ لأنه سار بالبلاد فى طريق المستقبل نحو الحضارة والتقدم والمدنية، وشيد أكبر جسر بين مصر وأوربا لنقل العلوم والفنون والآداب.. وشيد الترع والمصارف، واهتم بالزراعة والصناعة.


كيف استفاد بالإنسان وأرسل البعثات التعليمية التى تعود إلى البلاد بالفكر الراقى والعلم المفيد.

محمد على باشا سبق عصره، واكتشف كلمة السر للنهضة، وهى التعليم، فشيّد المعاهد والمراكز والمدارس، وأدخل اللغات الأجنبية فى مناهج التعليم، وجنى الثمار بعد وقت قصير.

انظروا.. كيف حال التعليم الآن.. فلا تربية ولا تعليم ولا حاجة نهائيًّا.. خريطة المستقبل تقتضى العودة إلى ما كان يفعله محمد على فى الماضى؛ إعادة بناء الإنسان المصرى على أعلى مستوى من العلم والخبرة والدراسة والكفاءة.. وهو ما فعلته كل الدول التى سبقتنا فى التقدم والنهضة.

التنمية البشرية تبدأ بالتعليم.. ومنظومة التعليم فى مصر تحتاج إلى أن ننسفها مثل الحمام القديم، وأن يعاد بناؤها من جديد، وليس بإلغاء شهادة الابتدائية أو اللعب فى المناهج وأخونة التعليم كما يحاول وزير التعليم فعله الآن!!..

يجب أن نتخلص فورًا من الانشغال فى أمور التمكين والاستقطاب والانفراد بالقرار وتصفية الثوار، وتجاهل المعارضة، والمؤامرات، وكلها جعلت البلاد عاجزة عن التفكير فى المستقبل والتخطيط له.. وكأن مستقبلنا خلف ظهورنا وليس أمامنا، لا بد أن نحدد بوضوح وشفافية أين نحن الآن؟.. وأين نريد أن نذهب؟، فالتشخيص جزء كبير من الحل.
الجريدة الرسمية