رئيس التحرير
عصام كامل

تجاوزات البرنس.. وأخونة المحافظات!


أخيرًا تكلم أحد المحافظين بعد صمت طويل.. وكشف خطة المحافظة التى تجرى على قدم وساق، بينما يتم إشغال المواطنين بقضايا هامشية تبعدهم عن مشاكلهم الحقيقية.. وتلهيهم عن ممارسات الجماعة التى تستهدف هدم مؤسسات الدولة.. وفى مقدمتها الإدارة المحلية.

المحافظ الذى كشف المستور هو محمد عطا عباس؛ محافظ الإسكندرية، بعد أن أوضح أمام الصحفيين تغوّل نائبه فى إدارة المحافظة.. وإبعاد كل من لا ينتمى إلى صفوف الجماعة، والاستعانة بآخرين من الموالين.

ولا يقتصر الصراع بين المحافظ والرجل الثانى فى المحافظة على الإسكندرية وحدها.. وإنما يتكرر فى كل المحافظات، حيث يسعى الرجل الثانى الذى ينتمى عادة للجماعة إلى سلب السلطات الممنوحة للمحافظ بحكم القانون، وإعادة تشكيل أجهزة المحافظة بما يتوافق مع خطة أخونة المحليات.

وبينما اختار بعض المحافظين الصمت مقابل الاستمرار فى مناصبهم.. لم يتوقف البعض الآخر عن الشكوى لرئيس الوزراء.. ومازال ينتظر الرد!
الفريق الثالث الذى ينتمى للجماعة تعاقد مع خبراء فى مختلف المجالات للعمل كمستشارين للمحافظ.. ما ألغى فاعلية مديريات الخدمات.. فالرأى الأول والأخير للمستشار لا لمدير المديرية.

والإسكندرية كنموذج محافظ لا ينتمى للجماعة، ولكنه قَبِلَ أن يكون نائبه من قيادات الجماعة والذى لم يتوقف منذ اللحظة الأولى عن تجاوز سلطاته، والتغول على سلطات المحافظ. 

قرر نقل سكرتير عام المحافظة والسكرتير المساعد، وقام بتعيين آخرين بدلًا منهما دون أخذ رأى المحافظ.

إنشاء لجنة الصلاحية به بعيدًا عن إدارة الإعلام بالمحافظة.. ويفتتح المشروعات العامة دون إبلاغ المحافظ.

لم يسلم المحافظ من الانتقادات التى وجهها أبناء الإسكندرية.. قيل إنه تأخر كثيرًا فى التصدى لتجاوزات نائبه.. وإنه لم يكن سيعترض لولا تلقيه تهديدات من أهالى حى العامرية بحرق مبنى المحافظة فى حال تعيين رئيس حى إخوانى.

وقيل: إن سكوته شجّع البرنس على أن يفتتح كوبرى «أبيس» متجاهلًا المحافظ.

ورغم وجاهة تلك الانتقادات إلا أنها لن تساعد على وقف مسلسل الأخونة الذى يجرى على قدم وساق.. ولا يقتصر كما سبق القول على الإسكندرية وحدها.

وما فعله محافظ الإسكندرية من الإعلان عن تجاوزات نائبه يساعد على الوعى بأبعاد خطة الأخونة، ولو وجه كل محافظ يسير فى هذا الاتجاه بدلًا من تشجيعه على الكشف عن أساليب الجماعة.. فسيفضل الصمت.

لقد تم تعيين رؤساء مدن وأحياء وقرى بهدف السيطرة على مفاصل الدولة قبل الانتخابات النيابية حتى يمكن التحكم فى أصوات الناخبين.

وتوضع خطوات تلك الخطة داخل وزارة التنمية المحلية التى يتولاها قيادة إخوانية.. وتقدم التسهيلات للمحافظات التى يتولاها رموز إخوانية.

كما تميز المحافظات التى منحت أصواتها للجماعة فى الانتخابات السابقة.

وكما تساهم وزارات الخدمات التى تتلامس وظائفها مع احتياجات المواطنين فى دعم تلك المحافظات، ولا تتخلف الجمعيات التابعة لحزب الجماعة عن دعم خطة الأخونة بتوزيع الإعانات والخبز والبوتاجاز، وإقامة الأسواق فى مختلف المدن والقرى، وبذلك تتحقق الأخونة على أرض الواقع.

نقلًا عن جريدة فيتو الأسبوعية

الجريدة الرسمية