رئيس التحرير
عصام كامل

«روشتة لحماية المراهقين من الحوت الأزرق».. المتابعة المستمرة بمصادقة الأبناء.. تحرك حكومي لمحاولة منع اللعبة.. استعادة دور وزارة الثقافة.. وتحليل اعتراف مبتكرها

فيتو

تحولت لعبة «الحوت الأزرق» إلى شبح يؤرق كيان الأسر خوفًا على الأطفال والشباب، فبعد انتحار نجل البرلماني السابق حمدي الفخراني تعددت الحوادث المرتبطة باللعبة، فاستقبل مستشفى الجمهورية بالإسكندرية طالبة مصابة بتسمم، وتبين أن وشمًا على جسدها خاصًا بلعبة الحوت الأزرق، وفي شبرا الخيمة أقدم شاب على الانتحار بغرس "سكين" في رقبته، ما أودى بحياته في الحال عقب إدمانه اللعبة.


اعتراف مبتكر اللعبة
طرحت الحوادث المشار إليها الحاجة إلى إعادة النظر في الألعاب الإلكترونية عمومًا، وتلك اللعبة على وجه التحديد فيما طالب الخبراء برد حاسم من قبل الجهات المعنية.

ويقول "أحمد الباسوسي" استشاري الطب النفسي، إن الحل الحقيقي في حماية الشباب من لعبة الحوت الأزرق بالتركيز في تصريح فيليب بوديكين مبتكر اللعبة، عندما قال عقب القبض عليه: "جئت لأنظف المجتمع من النفايات"، والنفايات هنا المقصود بها "المراهقون" الذين يتمتعون بشخصيات هشة على المستوى النفسي، ويعانون اكتئابًا وأفكارًا ضالة، يظهر في المجتمع كشخصية خجولة في نفسها، يرغب في الاختفاء عن الأضواء وعدم الخروج والاكتفاء بالعزلة، تلك الفئة تمثل نسبة كبيرة من المراهقين.

سهولة الاستهداف
وتابع: «المراهقون أكثر عرضة للافتراس من قبل مبرمجي تلك الألعاب القاتلة، أو ضمهم من قبل الجماعات الأيديولوجية، حيث إنهم أكثر قابلية للإيحاء، وسهل استهدافهم وترهيبهم بالاستيلاء على أدمغتهم، وخاصة أن لديهم اضطرابات لأفكار شخصية، مشيرًا إلى أن تلك الألعاب تستغل ضعف المراهقين للوصول بهم إلى الانتحار».

الانتباه
وأكد الباسوسي أنه من الضروري توعية الأسر، وخاصة من لديهم أبناء من تلك الفئة يحملون تلك الصفات، فأي أسرة لديها أطراف ضعيفة تحتاج إلى الدعم الكامل والمتابعة المستمرة، ومن ثم لابد من الانتباه لذلك، موضحًا أن كل أسرة أدرى بعناصرها الضعيفة التي يجب الانتباه إليها، منوهًا إلى أن جانبًا كبيرًا من المسئولية يقع على عاتق الحكومة، وعليها منع وصول تلك الألعاب إلى المنازل.

مصاحبة الأبناء
ومن جانبه، طالب الدكتور "جمال فرويز"، استشاري الطب النفسي، الأهالي بالاقتراب أكثر من أبنائهم، ومصاحبتهم والحديث معهم، فالمشاعر والأحاسيس بين الآباء والأبناء أهم بكثير من توفير المال، مؤكدًا أنه لا يستطيع أي فرد دخول تلك اللعبة إلا من يعاني ظروفًا نفسية معينة، أما من أراد التسلية فلا يستطيع دخولها أبدًا؛ لأنها تعمل على إجراء اختبارات نفسية معينة للمقبلين عليها، وتستكمل تحدياتهم مع الشباب الذين يعانون ضغوطًا نفسية.

الإعلام ودور الثقافة
واستكمل: الإعلام أيضًا لديه دور في التوعية بخطورة تلك الألعاب، وبضرورة الابتعاد عنها لأنها تمثل خطرًا حقيقيًا، مطالبًا بعودة دور الثقافة إلى سابق عهدها كما كانت في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، حيث كانت تستوعب في عهده كل الشباب والمراهقين والأطفال للتمتع بالموسيقى والفن والرسم والألعاب اليدوية بتنمية مهارات الشباب، فقد كان يعتبر الثقافة أمنًا قوميًا، لذلك أطلق على الوزارة المهنية بها حينئذ "وزارة الإرشاد القومي".
الجريدة الرسمية