رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل مؤتمر الرئيس ونظيره البرتغالي.. السيسي: ننتهج إستراتيجية شاملة في مكافحة الإرهاب.. نحرص على استمرار التنسيق الوثيق بين البلدين.. «سوزا»: نبدأ دورة جديدة من العلاقات ومصر دولة محورية

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره البرتغالي مارسيلو دي سوزا

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، مارسيلو دي سوزا، رئيس البرتغال لدى وصوله إلى قصر الاتحادية واصطحبه إلى ساحة مراسم الاستقبال الرسمية لضيف مصر وعزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطنى للبدين.


واستعرض الرئيسان حرس الشرف، وصافح الرئيس السيسي أعضاء الوفد المرافق للرئيس البرتغالى الذي صافح مستقبليه من كبار رجال الدولة وتم التقاط صورة تذكارية للرئيسين في بهو القصر الجمهوري.

قمة مشتركة
وعقدت بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة جلسة المباحثات المصرية البرتغالية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ومارسيلو دي سوزا، رئيس البرتغال حيث بحثا سبل تعزيز العلاقات بين البلدين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وعلي رأسها مواجهة ظاهرة الإرهاب التي أصبحت تهدد العالم بأسره إلى جانب ملف الهجرة غير الشرعية الذي يعد من أولويات العمل بين مصر ودول الاتحاد الأوروبي. 

كما بحث الرئيسان القضايا الرئيسية في المنطقة وعلي رأسها القضية الفلسطينية وسبل إنهاء الأوضاع المتدهورة في سوريا وليبيا واليمن والعراق.

اتفاقيات
وشهد الرئيس السيسي ونظيره البرتغالي مراسم التوقيع على اتفاقيات تفاهم بين مصر والبرتغال في المجال الاقتصادي والتعليمي.

وتحدث الرئيسان إلى وسائل الإعلام لاستعراض أهم ما جاء في مباحثاتهما.

وإلى نص الكلمة:
اسمحوا لي بداية أن أعرب عن ترحيبي بالرئيس "مارسيلو دى سوزا" الذي يحل ضيفًا كريمًا على مصر في زيارته الرسمية الأولى للقاهرة كرئيس للجمهورية البرتغالية الصديقة، التي ترتبط بمصر بعلاقات تاريخية تعد نموذجًا للاعتزاز والتقدير.

لقد عقدنا اليوم مع فخامة الرئيس جلسة محادثات بناءّة اتسمت بالعمق والتنوع، وشهدت استعراض مختلف أوجه التعاون الثنائي ومراجعة ما تم انجازه منذ الزيارة التي قمت بها إلى العاصمة لشبونة في نوفمبر 2016، بالإضافة إلى نتائج اجتماعات اللجنة المشتركة برئاسة وزيري الخارجية التي استضافتها القاهرة في أكتوبر 2017.

وأود في هذا الصدد أن أشيد بالجهود التي بُذلت والتطور الملموس الذي شهدته مختلف مجالات التعاون بين مصر والبرتغال خلال المرحلة الماضية، بما يُسهم في تحقيق المصالح المتبادلة لشعبينا الصديقين ويضمن استمرار التنسيق المستمر في مختلف المحافل الدولية.

لقد اتفقنا اليوم على استمرار العمل الوثيق من أجل الارتقاء بعلاقاتنا الثنائية إلى آفاق أرحب، وتعظيم الاستفادة من الإمكانات والفرص المتاحة وسرعة تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة، بما يؤدى إلى إحداث نقلة نوعية لتطوير الشراكة بين بلدينا، وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات المتبادلة والتعاون في مختلف المجالات.

إن الظروف الإقليمية والدولية والتقارب الجغرافي بين مصر والبرتغال بانتمائهما المتوسطي، إنما يستوجب مزيدًا من التنسيق والتعاون من أجل معالجة التحديات ومجابهة المخاطر والتهديدات التي تتسم بالتعقيد وصعوبة التعامل معها بصورة منفردة، نظرًا لطبيعتها العابرة للحدود، كانتشار الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية، والأدوار الهدامة التي تمارسها بعض الأطراف في المنطقة لإذكاء الصراعات المسلحة والحروب الأهلية وتقويض مؤسسات الدولة الوطنية، من أجل تنفيذ أجندتها الأيديولوجية الضيقة.

وفى هذا السياق، تناولت محادثاتنا اليوم عددًا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، حيث تبادلنا الرؤى حول تطورات الأوضاع في ليبيا وسوريا، فضلًا عن سبل تعزيز جهود مكافحة الإرهاب والعمل على تجفيف منابع تمويله والتحذير من مخاطر التمييز بين الجماعات المتطرفة، وقد أكدت لفخامة الرئيس أن مصر تنتهج إستراتيجية شاملة لمكافحة هذه الظاهرة البغيضة، تقوم على معالجة جذورها أمنيًا وثقافيًا واقتصاديًا، ليس فقط دفاعًا عن أمنها القومي، وإنما أيضًا انطلاقًا من مسئوليتها الإقليمية والدولية.

تناولنا أيضا مسيرة التعاون المصري الأوروبي، وسبل الارتقاء به في ظل علاقات الشراكة الإستراتيجية القائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والحوار البناء، وقد عبرت عن تقديري وامتناني للمواقف البرتغالية الداعمة لمصر في هذا الصدد كما اتفقنا على تعزيز التعاون الثلاثي لدعم جهود التنمية في الدول الأفريقية، بالإضافة إلى العمل المشترك لتوثيق أواصر التعاون بين الاتحاد الأوروبي والقارة الأفريقية. 

إنني إذ أكرر ترحيبي بكم اليوم في القاهرة ضيفًا عزيزًا على الشعب المصري، فإنني أتطلع لأن تكون هذه الزيارة بمثابة خطوة أخرى مهمة على طريق التعاون المثمر بين مصر والبرتغال، بما يلبي تطلعات شعبينا الصديقين ويحقق آمالهما في السلام والازدهار.

كلمة رئيس البرتغال
من جانبه أكد الرئيس البرتغالى مارسيلو دى سوزا أن هذه الزيارة هي الأولى بعد 25 سنة لرئيس برتغالي معتبرا إياه مدة طويلة جدا في العلاقات مع الشعب المصري.
وقال: "نحن نبدأ الآن دورة جديدة في العلاقات بين البلدين بدأت في العام الماضي".
وأضاف "دي سوزا": خلال كلمته بالمؤتمر الصحفي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، في قصر الاتحادية: "الآن نتابع علاقتنا وأريد أن أقدم تحية للرئيس السيسي لإعادة هذه العلاقات".

تهنئة السيسي
ووجه الرئيس دى سوزا التهنئة للرئيس السيسي بفوزه في الانتخابات الرئاسية 2018
وتابع: "أنا الرئيس الأجنبي الأول الذي يزور مصر بعد النجاح في الانتخابات الرئاسية، وهو ما يوضح الصداقة بين دولتينا وشعبينا.
وقال الرئيس البرتغالى إن اتفاق التعاون بين جامعة برتغالية وجامعة عين شمس يعد علامة على العمق الذي تشهده العلاقات الثقافية بين البلدين مؤكدا أن هذا الاتفاق سيساعد الطلاب على التعرف على الثقافة البرتغالية وهى فرصة جيدة للترويج للثقافة البرتغالية في مصر والوطن العربى، مؤكدًا أن مصر تقود الطريق للمستقبل.

دولة محورية
وأضاف "دي سوزا" أن مصر دولة محورية في المنطقة والعالم وعندما نتحدث عن الهجرة غير الشرعية فنحن نشيد باستقبال مصر 5 ملايين مهاجر بدون مقابل وهذا إشارة على التسامح والحوار والإدارة المشتركة للأزمة.

وأعرب الرئيس البرتغالى عن تقديره لجهود مصر في الملفات الإقليمية والدولية المختلفة وعلى صعيد تقديم المساعدة الإنسانية للمجتمعات المنكوبة مشيدا باستقبالها لـ5 ملايين لاجئ من كل دول العالم.

وطالب "دى سوزا" الاتحاد الأوروبي بانتهاج سياسة موحدة فيما يتعلق بالهجرة مشيرا إلى أن مصر لديها 5 ملايين لاجئ يلقون أفضل معاملة والبرتغال أيضا بها عدد كبير من اللاجئين،وعلى أوروبا وضع سياسة واضحة ومحددة داخل دول الاتحاد في ملف اللاجئين.

وأضاف الرئيس البرتغالى أن العلاقة بين مصر والبرتغال علاقة وطيدة منذ القدم إذ يتم تدريس الحضارة المصرية لطلاب المدارس في البرتغال اعتزازا بها مشددا على أن البرتغال تجمعها بمصر كثير من مجالات العمل المشتركة في التجارة، والحوكمة، والدفاع، والصناعة.

وأشار إلى أن توقيع مذكرات التفاهم وبروتوكولات التعاون بين البلدين علامة جيدة على توطيد العلاقات بين مصر والبرتغال مشيرا إلى أهمية تعاون البلدين مستقبلا في مجالات الرعاية الصحية، والتنمية الاجتماعية.

دعم مصر
وثمّن الرئيس البرتغالى دعم مصر للأمين العام للأمم المتحدة الحالى، بالإضافة إلى دعمها لمرشح الرتغال لرئاسة منظمة الهجرة الدولية مؤكدا أن للعرب مكانة خاصة في قلوب البرتغاليين إذ يقتدى البعض بهم في طريق حياتهم وفهمهم للناس.
الجريدة الرسمية