«حجابي به تحلو حياتي» تشعل أزمة في الكويت ونشطاء: «السفور حقوقي»
شهدت الكويت أزمة عاصفة بسبب حملة «حجابي.. به تحلو حياتي»، التي أدت إلى انقسام وسجال بين الكويتيين، ما بين مؤيد ومعارض للحملة التي دشنتها وزارة الأوقاف الكويتية، فيما رد نشطاء كويتيون بهاشتاج "السفور من حقوقي"، مؤكدين أن تبني الحكومة ومن أموال الشعب حملات لتناصر تيارا معينا هو مرفوض، ويعد خرقا للدستور الكويتي.
1-الهاشم: حملة مشبوهة
واستنكرت النائب بمجلس الأمة الكويتي، صفاء الهاشم، التي نشرت صورة لإعلان الحملة على حسابها على تويتر، وجود مثل هذه الحملة في دولة مدنية يحكمها دستور يكفل الحريات الشخصية.
وقالت صفاء الهاشم في تغريدتها: «حملة إعلانات غريبة!!!! دولة مدنية يكفل دستورها الحرية الشخصية لا تقبل مثل هذه الإعلانات!! حملة لتعزيز الوحدة الوطنية ونبذ التفرقة هي ما نحتاجه!!! خاطبت وزير الأوقاف لوقف هذه الحملة والإعلانات المشبوهة.. ووعد بإزالتها فورا».
2-الطبطبائي: إعلان راق
رفض "الهاشم" لحملة «حجابي.. به تحلو حياتي»، واعتبارها خرقا للدولة المدنية، قوبل بهجوم من قبل النائب السلفي وليد الطبطبائي، مستنكرا موقف من «تستفزهم صورة محجبة ويسكتون عن الفاشينستات»، في إشارة إلى تصريحات صفاء الهاشم.
وقال الطبطبائي في تغريدة له على تويتر: «أستغرب ممن تستفزه صورة امرأة محجبة ضمن إعلان راق ومهذب ويطالب بإزالتها، ويسكت عن العشرات من صور الفاشنستات التي تملأ إعلانات الشوارع ويراها أمرا عاديا لا غبار عليه.. على الأخ وزير الأوقاف ألا يلتفت لهذه المطالبات غير المقبولة».
3- السفور من حقوقي
من جانبها اعتبرت الكاتبة الكويتية دلع المفتي، أن حملة الحجاب لا غبار على وجودها، قائلة "إن الحملة لا شائبة عليها وكل له الحق في إبداء رأيه لو كانت الحملة خاصة وممولة من فئة خاصة، ولكن الحملة حكومية وممولة من أموال الشعب ولا يحق للحكومة أن تحابي طرفا على حساب الطرف الآخر.
وشددت المفتي، في سلسلة تغريدات لها على تويتر، على احترام المرأة الكويتية، رافضة لاستغلال البعض لحكمة حكومية تدعو للحجاب لإهانة المرأة السافرة.
وردا على هذه الحملة دشنت "المفتي" هاشتاج "السفور من حقوقي"، قائلة "نحن نعيش في دولة مدنية دستورها يحمينا ويحمي خياراتنا ولا يحق لأحد وخاصة نائب الأمة أن يهين من اختارت السفور"، مضيفا "حسابنا كلنا عند واحد أحد ولا يحق لأحد محاسبتنا أو إهانتنا لخياراتنا".
4-موقف الحكومة الكويتية
وأطلقت إدارة الإعلام الديني في وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية الكويتية، حملتها القيمية الجديدة «حجابي.. به تحلو حياتي»، والتي قال عنها مدير إدارة الإعلام الديني والمشرف العام على المشروع القيمي لتعزيز العبادات «نفائس» صلاح أبا الخيل إنها تأتي توافقا مع سياسة الوزارة وإستراتيجيتها الرامية إلى تعزيز كل ما من شأنه ترسيخ القيم الأخلاقية والعادات الكويتية الأصيلة.
وأوضح أبا الخيل أن بروشورات وصور الحملة تملأ الشوارع الرئيسية بمحافظة الجهراء، لافتا إلى أنه وبعد ردود الأفعال الإيجابية والرسائل الجماهيرية سوف يعمل بكل الجهود الممكنة على تعميم الحملة في جميع محافظات الكويت.
وبين أبا الخيل أن الظروف التي تعيشها الأمة في هذه المرحلة تتطلب من القائمين على تربية الأبناء وعيا أكبر وجهدا أعظم من ذي قبل لتهيئة المناخ الباعث على الاستقامة وتنشئة أجيال قادرة على مواجهة كافة الإغراءات والتحديات بالعلم والمعرفة والسلوك القويم.
وأكد أبا الخيل السعي لإعداد مزيد من هذه الحملات وتوسعة الدائرة لتشمل فعاليات ميدانية ولقاءات جماهيرية لوضع خارطة طريق أمام شبابنا تكون بمنزلة طوق نجاة وإحدى سبل الوقاية من طوفان العولمة التي تصدرها لنا التقنية والأجهزة الحديثة على مدار الساعة.
وشدد أبا الخيل على ضرورة الالتفات لأبنائنا وخاصة المراهقين منهم والشباب والعمل على صداقتهم والاقتراب منهم وتوعيتهم من آن لآخر بصورة غير مباشرة وبطريقة تحمل الكثير من الود والحب بعيدة كل البعد عن الإهانة أو التجريح حتى لا يفروا منا وتكون النتيجة ضياعهم بصورة أو بأخرى.
