إلى صناديد السلفية
إلى صناديد السلفية..
السلامُ على من اتّبع الهُدى.. وبعدُ
كان بعض المصريين يشفقون عليكم، بسبب تضييق النظام السابق عليكم، كنا نراكم مُستضعفين فى الأرض، تخافون الناس، بعضنا كان يغضب من أجلكم، كانوا يظنونكم أبرياء أنقياء، كانوا يعتقدون أنكم تجسدون الإسلام فى صورته المثالية.. أنتم أعطيتمونا إيحاء بذلك، لم نكن نسمع لكم صوتا.
ولكن ما إن وضعت الثورة أوزارها، حتى نزعتم من فوق وجوهكم الأقنعة، كانت أقنعة زائفة، كنتم تخفون وراءها حقائقكم، التى كان خافية عنا، وخرجت أصواتكم التى كانت خرساء..عفوًا، لم تكن خرساء، بل كانت موجودة، لكنها تترقب اللحظة المناسبة.
الآن.. وقد هربتم أو غادرتم من السجون، بعدما سقط نظام غاشم أذلكم أيما إذلال، وأهانكم أيما إهانة، وخلفه نظام لا يعرف النظام، ينافقكم لترحموه، يغازلكم لتساندوه، يخطب ودكم، لتنتظموا فى مواكبه، وتحتشدوا فى قطعانه، وتهتفوا ببقائه، حتى لو كان فى بقائه انتحار لوطن، لم يعرف الوهن إلا فى عهده.
الآن.. ترتعون فى الأرض بلا قيود، لم يعد زوار الفجر يزعجونكم فى مضاجعكم، عانقتم حياة جديدة، عنوانها الفوضى، ورمزها الجهل، حياة تكره النظام، وتعشق الفوضى.. ألسنتكم التى كانت صامتة كامنة داخل أفواهكم، تحولت إلى ثعابين وحيّات، تجلد خصومكم بأقذع الكلام، وأشده فُحشا، ترميهم بالكفر، تتقيأ فتاوى تنفر الناس من الإسلام، تجعله دينا بدويا بغيضا، يكره الحب، ويحب الكراهية، يبغض الود، ويود البغض، يحرض على الغم، ويُحرم السعادة.
الآن.. تطاردوننا فى وسائل الإعلام، مطبوعة ومرئية ومسموعة، بفتاوى تحرم الحياة، وتدعو إلى العنف، وتضيق على الناس، وتعكر صفوهم.
الآن.. وقد غادرتم جحوركم، تحولتم إلى عبء ثقيل على كاهل وطن يشيخ، صرتم ورما خبيثا فى جسد وطن مريض.. تقتلون الإسلام فى الصميم، بفضلكم.. تفشى الإلحاد فى مصر، حتى صار فى الأزهر والمساجد والكنائس، نحو نصف مليون ملحد، بفضلكم.. كره الناس دينكم وانفضوا من حوله، بفضلكم.. انتعش سوق الحرام.. الحرام فى كل شيء، فى الجنس والمعاملات والأخلاق.
يا صناديد السلفية، إننا نبغضكم فى الله.. لا نريد دينكم ولا أخلاقكم ولا فتاواكم، إنما نحن على دين محمد، صلى الله عليه وسلم.. ولو رد الله عليه روحه يوما، لتبرأ منكم، ولجاهدكم حتى تؤمنوا به حق الإيمان، وتعطوه عهدا بأن يسلم الناس منكم ومن أذاكم.. والسلام.