ترامب يخدعنا!
ما معنى أن يخرج علينا الرئيس الأمريكى ترامب ليعلن أن دول الخليج، السعودية والإمارات وقطر، قد توقفت عن تمويل الاٍرهاب؟.. دعنا في أنه يساوى بين السعودية وبعدها الإمارات مع قطر في دعم وتمويل الاٍرهاب، ولكنه بذلك يمنح قطر شهادة تبرئة من دعم الاٍرهاب، رغم أن ثمة شواهد كثيرة تؤكد أنها مازالت مستمرة في دعم منظمات وجماعات تُمارس العنف والإرهاب في منطقتنا..
ويرتبط بذلك تلك الأنباء التي خرجت من أمريكا تتحدث عّن مد المهلة الممنوحة لدول الخليج، لإنهاء الخلافات مع قطر، وذلك بعد تأجيل عقد قمة مقترحة لدول منظمة التعاون الخليجى إلى شهر سبتمبر المقبل، بدلا من شهر مايو المقبل.
لا معنى لذلك سوى أن الرئيس ترامب يخدعنا وبشكل فج.. فهو يقول إن أمريكا تحت قيادته تحارب الاٍرهاب، وإنه يدعمنا في حربنا ضد الاٍرهاب، بينما هو يمارس ضغوطه من أجل عدم محاسبة قطر على دعمها للإرهاب، سواء بالتمويل أو التسليح أو التدريب أو توفير الملاذ الآمن للإرهابيين والغطاء السياسي، مع المساعدات اللوجستية لهم التي يحتاجونها.
ترامب يبتز دول الخليج ليحصل منها على أكبر كمية من الأموال، وهذا أمر لا يخفيه، بل يجاهر به علنا.. لذلك علينا ألا نعول على إدارةً ترامب لمساعدتنا في حربنا ضد الاٍرهاب.. بل علينا ألا نتجاهل إمكانية أن ياتينا ما لا يسرنا من تلك الإدارة، مثلما حدث من قبل من إدارةً أوباما ومن قبله بوش الابن، لأن من يديرون الأمور في واشنطن لا يروق لهم أن نستعيد قوتنا، ويريدون فرض حكم معين في بلادنا بكون طيعا ويقبل بالتدخل في شئوننا.