الرئيس السوداني يصدر قرارًا بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين
أصدر الرئيس السوداني عمر البشير، اليوم الثلاثاء، قرارا جمهوريا جديدا، بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في البلاد.
جاء ذلك استجابة لمناشدة أحزاب وقوى الحوار الوطني، حسبما ذكرت وكالة (سونا) للأنباء.
وأشار القرار إلى تهيئة الأجواء لمشاركة جميع القوى السياسية في التشاور حول القضايا الوطنية ومتطلبات المرحلة القادمة وخطوات إعداد الدستور الدائم للبلاد التي أشار إليها المشير البشير في خطابه أمام الهيئة التشريعية القومية مطلع أبريل الجاري.
وقال حاتم حسن بخيت وزير الدولة برئاسة الجمهورية، المدير العام لمكاتب رئيس الجمهورية إن الجهات المختصة قد وضعت قرار البشير بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين موضع التنفيذ الفوري.
وصدر قرار شبيه في الـ 18 من فبراير الماضي، بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، وهو ما لم يحدث؛ وإنما الذي حدث هو أن السلطات أفرجت عن بعض المعتقلين دون البعض الآخر، فيما تزامن مع ذلك القرار تصريح أدلى به صلاح قوش مدير عام الأجهزة الأمنية قائلا “إن وضعية بقية المعتقلين مرهونة بتحسن سلوك أحزابهم”؛ فيما اعتبره أهالي المعتقلين بمثابة اختطاف لذويهم كرهائن وطلب فدية لتحريرهم في سابقة هي الأخطر والأولى من نوعها.
وشهد السودان منذ مطلع العام الجاري، موجة من التظاهرات الشعبية الحاشدة احتجاجا على ميزانية 2018 وما تضمنته من تدابير تقشفية تقضي برفع الدعم عن أسعار السلع الغذائية الرئيسية كالخبز، في ظل ما تعانيه البلاد بالأساس من تدهور الأحوال الاقتصادية جراء سياسات كارثية انتهجتها الحكومة غداة انفصال الجنوب عام 2011.
وقد واجه نظام البشير التظاهرات بحملة قمعية شرسة قتلت متظاهرين وأصابت آخرين واعتقلت مئات الناشطين من الحقوقيين والصحفيين وقيادات الأحزاب رجالا ونساء وسط تنديدات محلية ودولية واسعة، لاسيما مع تقارير تفيد بتعرض المعتقلين والمعتقلات للتعذيب والانتهاك والحرمان من حقوقهم داخل المعتقلات.