رئيس التحرير
عصام كامل

أهل الشر.. لغز اختفاء 3 ناقلات نفط قبل وصولها لـ«قناة السويس»

فيتو

الاحتلال أبرز كيان استفاد من انهيار الأوضاع في العراق ودخول «داعش»، وتحول نفط الدولة العراقية إلى سلعة تجد طريقًا سهلًا للوصول لإسرائيل، فاستغلت تراجع دور الدولة في ظل حالة التشرذم والانقسام واستولت على النفط العراقي من خلال تهريبه عبر إقليم كردستان العراق.


الدور التركي القذر

وفي تحقيق نشر مؤخرًا للمؤرخة إيلين ويليد، المتخصصة في شئون الشرق الأوسط، وذلك في العدد الأخير من مجلة الجامعة الأمريكية في القاهرة كشفت أن سفن نفط عراقية تنقل النفط من كردستان إلى دولة الاحتلال عن طريق ميناء جيهان التركي، وذلك من خلال سلسلة من عمليات التمويه، من ضمنها تغيير أسماء السفن تباعا قبل رسوها قبالة الشواطئ التابعة للاحتلال، ليتبين الدور التركي القذر.

وشددت على أن النفط يتدفق من كردستان العراق عن طريق تركيا إلى ميناء جيهان يصل من هناك إلى دولة الاحتلال تحت غطاء من السرية.

وأوضحت أيضا أن السفينة ناقلة النفط التي خرجت مؤخرًا غيرت مسارها، وتوجهت نحو قبرص، وعادت فارغة إلى الميناء الذي خرجت منه، وتم تحميلها بالنفط من جديد، وأبحرت ثانية في المسار ذاته مستخدمة عمليات تمويه.

وتشير ويلد في مقالها إلى منطقة إستراتيجية شمالي العراق، تحمل الاسم بابا كركر، قرب كركوك، والتي يتدفق فيها النفط فوق سطح الأرض منذ آلاف السنين، إلى حين تم اكتشاف أحد أكبر حقول النفط في العالم فيها عام 1927، وبتكلفة استخراج منخفضة جدا.

وكانت بريطانيا قد عملت على مد أنابيب لنقل النفط عام 1934 من كركوك حتى ميناء حيفا، لنقل النفط منه إلى أوروبا. وظل الخط، وطوله 950 كيلومترا قائما حتى العام 1948. وفي السنوات الأخيرة تم مد خط أنابيب جديد من كركوك إلى ميناء جيهان، ومن هناك يوزع إلى العالم.

كريتي دياموند

وبينت التقديرات أنه على الرغم من أن خط الأنابيب القديم لم يعد فعالا، إلا أن النفط العراقي من كركوك يصل سرا إلى مصانع التكرير في دولة الاحتلال.

ونشر في حساب تويتر للموقع المشار إليه، على سبيل المثال، أنه في الشهور الأخيرة ظهرت ناقلة النفط «كريتي دياموند» فجأة باسم «كيتون»، وتقوم بتفريغ حمولتها من النفط في إسرائيل، وتعود إلى الاسم «كريتي دياموند» بعد أن تبتعد عن المنطقة غربي البحر المتوسط عائدة إلى تركيا.

وتبين أيضا أن ناقلة النفط «مبروك» التي خرجت من ميناء جيهان نفذت الأمر نفسه، وعندما وصلت إلى إسرائيل تغير اسمها إلى «مارو»، وهي سفينة ليس لها تاريخ أو تسجيل، واختفت بعد عدة أيام، لتظهر مجددا باسم «مبروك».

كما أن السفينة "والزينا" أبحرت في أواخر فبراير الماضي من ميناء جيهان جنوبا، وتوقفت لفترة زمنية قبالة شواطئ إسرائيل، وخرجت بعد ذلك من البحر المتوسط وتوجهت إلى بولندا.

تشتيت انتباه حكومة بغداد

ومن جهة أخرى كانت صحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية الإسرائيلية، كشفت النقاب عن أن السفن التي تنقل النفط العراقي المهرب من إقليم كردستان العراق ويتجه إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، تتخذ مسارات متعرجة لضمان عدم إثارة انتباه الحكومة المركزية في بغداد.

وسبق أن نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية في أغسطس 2015، أن إسرائيل قد اشترت، منذ مايو إلى 11 أغسطس من نفس العام، نحو 19 مليون برميل نفط من كردستان العراق. واعتبرت الصحيفة أن الأكراد يعتمدون على عوائد بيع النفط للاحتلال في إدارة جهودهم الحربية ضد تنظيم "داعش" في حينه.

سمسار نفط

ولاحظ السمسار النفطي كويتي الأصل المقيم في السويد، سمير مدني، وهو مؤسس موقع TankerTrackers.com المختص بمراقبة تحركات الناقلات النفطية، في نوفمبر 2017 أن ناقلة "Valtamed" المتوجهة من ميناء جيحان التركي (الموصول بكردستان العراق بخط الأنابيب) نحو قناة السويس غادرت فجأة مسارها واختفت في القطاع الشرقي من البحر المتوسط، قبالة تل أبيب لكن خارج المياه الإقليمية الإسرائيلية.

وظهرت هذه الناقلة المفقودة من جديد بعد عدة أيام، لكنها كانت، على ما يبدو، أقل ثقلا مما كان قبل اختفائها، ولم تستأنف رحلتها بل توجهت إلى قبرص ثم عادت إلى تركيا، حيث تم تحميلها بشحنة جديدة من النفط الكردي، وشهدت رحلتها اللاحقة تكرارا لهذه المناورة الغامضة.

وخلص السمسار إلى أن هذه الناقلة تنقل النفط غير المسجل رسميا بشكل سري إلى طرف ثالث، وهو إسرائيل.

واكتشف مدني أن هذه الناقلة ليست الأولى من نوعها، حيث أعلن في 17 فبراير الماضي أن ناقلة "Kriti Diamond" تفرغ في المواني الإسرائيلية من حين إلى آخر شحنات من النفط الكردستاني تحت تسمية "Kiton"، ثم تعود إلى تركيا تحت اسمها الأصلي.

الجريدة الرسمية