رئيس التحرير
عصام كامل

وكأن حليم يعيش بيننا الآن!!


ونحن نحتفل بذكرى عبد الحليم حافظ الـ41.. ما زالت أغانيه وأفلامه وابتهالاته في وجدان ملايين المصريين والعرب والإنسانية.. ما زالت تعبر عن الماضي والحاضر والمستقبل وكأن العندليب يعيش بيننا الآن ويتفاعل مع الأحداث والتحديات والمستجدات وقضايا الوطن.. قدم العندليب مئات الأغاني وقد جمعها صديقه مجدي العمروسي في كتاب سماه "كراسة الحب والوطنية"، وهي باقة ممتعة من الطرب الأصيل الذي استحوذ على العقول والقلوب حتى إن كثيرًا من جمهور العندليب كاد يصيبهم الجنون حينما سمعوا بنبأ رحيله.. وتلك في رأيي سابقة لم تتكرر من أحد من نجوم الطرب والغناء في مصر.


امتازت أغاني حليم بسهولة الكلمات وعذوبة الألحان وعمق المعاني وتلقائية الأداء، وقد منحها العندليب من روحه الجميلة ما جعلها تسحر الآذان وتؤجج المشاعر.. ولم تكن أغانيه لونًا واحدًا وإنما تنوعت فقد غنى حليم للرئيس الراحل جمال عبد الناصر أغنية "إحنا الشعب" بمناسبة اختيار الشعب له رئيسًا للجمهورية عام 1956، كما غنى "حكاية شعب" بمناسبة وضع حجر الأساس للسد العالي في أسوان..

وفي العيد العاشر للثورة صدح بـ"مطالب شعب" وعندما وقعت نكسة يونيو كان الغناء سلاحًا لاستعادة الروح الوطنية فقد غنى حليم "عدى النهار" و"أحلف بسماها وبترابها" والأخيرة كان يغنيها في كل حفلاته تقريبًا حتى تحررت سيناء من دنس العدوان الإسرائيلي.. وفي عام 1968 غنى حليم "البندقية اتكلمت" وغنى للانتصارات "عاش اللي قال" و"صباح الخير يا سينا"..

وفي 1975 جرى افتتاح قناة السويس أمام الملاحة الدولية بعد نصر أكتوبر العظيم، وغنى حليم "النجمة مالت على القمر" و"عاش" وفدائي" و"ابنك بيقولك يا بطل" و"الوطن الأكبر"و"خلي السلاح صاحي".

ورغم الدور الوطني الملموس للغناء في ذلك الوقت واضطلاع حليم ورفاقه المبدعين بإسهامات فنية وطنية كبرى ساعدت في تماسك الجبهة الداخلية والتفاف الشعب حول قيادته في تلك الأزمات فقد برع العندليب في أداء أغانيه العاطفية التي اكتسحت القلوب واحتلت الألسنة فمن ينسى "جبار" و"زي الهوا" وقارئة الفنجان" و"سواح" و"الحلوة" و"أي دمعة حزن لا" و"مداح القمر" و"موعود" و"صافيني مرة" و"بلاش عتاب" و"بأمر الحب" و"أبو عيون جريئة"!

ولم تكن الابتهالات الدينية أقل حظًا من غيرها في إبداع العندليب، فقد برع في أدائها بصورة أبكت العيون والقلوب، ومنها "أنا من تراب" و"أدعوك يا سامع"، و"رحمتك في النسيم" و"بيني وبين الناس" و"ورق الشجر" و"يا خالق الزهرة".
الجريدة الرسمية