رئيس الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات: دعم القيادة السياسية أنقذ «فاكسيرا» من فخ الديون
• زيادة موازنة التطعيمات العام الجديد لـ1.5 مليار جنيه لتوفير احتياجات الدولة
• التعاقد مع شركات عالمية لنقل تكنولوجيا التصنيع لــ6 لقاحات مستوردة وإنتاجها محليا
• توريد مليونى جرعة لقاح كلب.. و450 ألف جرعة من مصل العقرب سنويًا
• مصنع الأورام الجديد ينتج 100 دواء لعلاج الأورام ويوفر 40% من ميزانية الإنفاق على العلاج
• 10 تحصينات جديدة للشركة البيطرية بنهاية 2019 تحمي الثروة الحيوانية والداجنة
• مصنع إنفلونزا الطيور الجديد ينتج تحصينا لكل تحورات الفيروس
• افتتاح مركز ضخم للتطعيمات في مطار القاهرة لخدمة المسافرين خلال 15 يوما
خطة مستقبلية طويلة المدى، وأخرى يجرى تنفيذها فى الوقت الحالى، اهتمام واضح من جانب القيادة السياسية بتحسين أداء الشركة، ورغبة من جانب قياداتها فى تنفيذ مخططات التطوير بأسرع وقت ممكن وأفضل جودة متاحة.. هكذا يمكن الحديث عما يدور داخل الغرف المغلقة فى الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات «فاكسيرا»، التى تضع فى مقدمة أهدافها تحقيق الاكتفاء الذاتى من الطعوم بنسبة 80% خلال عام 2030، إلى جانب تغطية كاملة للسوق بالسرنجات ذاتية التدمير لضمان حقن آمن، وبالتزامن مع الولاية الرئاسية الثانية للرئيس عبد الفتاح السيسي، صاحب الدعم الأكبر لـ«فاكسيرا»، وضعت الشركة خطة لنقل تكنولوجيا تصنيع 6 لقاحات مهمة مستوردة من الخارج، وإنتاجها محليًا فى مصانع مصرية.
فى سياق التعرف على تفاصيل خطط التطوير والأهداف المستقبلية التى تسعى «فاكسيرا» لتحقيقها خلال السنوات المقبلة، التقت «فيتو» الدكتورة هبة والي، رئيس الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات، التى فتحت ملفات عدة خاصة بالشركة، منها ملف الموازنة التى شهدت مؤخرًا زيادة تتناسب و«سوق التطعيمات»، إلى جانب ملف الشراكة مع وزارة الإنتاج الحربي والقطاع الخاص، منها مصنع إنتاج أدوية علاج الأورام ومصنع مشتقات الدم ومصنع السرنجات ذاتية التدمير، وجميعها مشروعات يجنى المصريون ثمارها خلال 3 أعوام على أقصى تقدير، وعن تفاصيل هذه المصانع، ومعدلات الإنجاز داخلها، والعائد الذى سيعود على الاقتصاد المصري، والقطاع الطبي والصحي بشكل عام، وأمور أخرى كان الحوار التالى:
بداية.. ما المسئولية الصحية التى تتولى «فاكسيرا» تنفيذها داخل القطاع الصحي؟
«فاكسيرا» توفر كافة احتياجات وزارة الصحة من التطعيمات، ونتيجة وجود دعم من رئاسة الوزراء والقيادة السياسية، إلى جانب تبني الحكومة خطة تطوير الشركة تطويرا كاملا سواء لخطوط الإنتاج أو الكوادر البشرية، تم الاتفاق على التوريد بالأمر المباشر مع وزارة الصحة، وتحويل قيمة مشتريات التصنيع بالكامل للشركة ثم تبدأ أمر الإنتاج والتوريد.
بالحديث عن التطوير.. كيف تواجه الشركة أزمة التعثر المالي التي تعاني منها منذ عدة سنوات؟
بالفعل.. هناك خطة لتطوير الشركة نتيجة تعثراتها المادية التى بدأت فى عام 2002 بمديونية خاصة لبنك الاستثمار القومى بـ86 مليون جنيه وصلت لــ400 مليون جنيه بالفوائد، وعلى مدى الـ15 عاما الماضية تراجعت حالة المصانع وضعف الإنتاج المحلي، ومنذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم فى 2014 بدأ فى توجيه دعم كبير لنا، ووضع خطة لتطوير الشركة شملت برنامجا للإصلاح من خلال دعم مالى لها وإجراء صيانة لكل المصانع واستكمال المشروعات المتعثرة منها مبنى 60 لإنتاج الأمصال واللقاحات على أحدث المعايير الدولية والعالمية لمصانع إنتاج اللقاحات، وتم تطوير خطوط إنتاج مستحضرات التطعيم الثنائى والتيتانوس ولقاح الكلب ومصل الثعبان والعقرب والدفتيريا.
ما الأهداف التى وضعتها الشركة على أجندتها لتحقيقها خلال السنوات الأربع المقبلة؟
لدينا مستهدف سيتم تحقيقه فى الولاية الثانية للرئيس، وإبراز دور فاكسيرا الأساسى فى توفير كل احتياجات البلاد، خاصة أن لدينا مصانع مؤهلة وقوى بشرية متوفرة ومواد خام يمكن شراؤها لتوفير العملة الصعبة، وتشغيل العمالة وخلق فرص عمل للشباب، وامتلاك سر التصنيع لنجاح المنظومة وامتلاك تكنولوجيا التصنيع، وحاليا نسبة الإنتاج المحلى من 10 إلى %15ويوجد خطة واعدة تهدف إلى زيادة الانتاج المحلي إلى 60 أو 70%، وخلال الفترة المقبلة سوف نجرى تعاقدات مع شركات عالمية لنقل تكنولوجيا التصنيع لــ6 لقاحات مستوردة نبدأ إنتاجها فى مصر منها لقاح الالتهاب الكبدى والخماسى والالتهاب الرئوي، وبدأنا فى نقل تكنولوجيا لقاح الكلب لإنتاجه محليا، وذلك بهدف التحول من سياسة الاستيراد إلى التصنيع المحلى التى ستتم على 3 مراحل، وفى مطلع 2022 سيكون لدينا 6 منتجات لنقل تكنولوجيا التصنيع للقاحات البشرية لتوفير كل احتياجات وغيرها من الجهات.
ماذا عن «التصدير» ..هل هناك خطة خاصة لهذا الأمر؟
توجد خطة طموحة للتصدير والوجود فى الأسواق الخارجية، ونصدر للخارج مصل العقرب والثعبان والدفتيريا، كما نصدر إلى السوق العراقى مصل العقرب والثعبان وكذلك فلسطين لديها حيات ننتج لها أمصالا وفاكسيرا موجودة منذ أكثر من 15 عاما فى السوق الفلسطينية.
بالعودة إلى الداخل المصرى.. كم تبلغ احتياجات وزارة الصحة من الأمصال التى تنتجها الشركة؟
احتياج الصحة سنويا بالنسبة لمصل العقرب من 400 إلى 450 ألف جرعة سنويا، والثعبان 30 ألف جرعة، ويتم توفير كل الاحتياجات، بينما يتم توفير نصف مليون جرعة من تطعيم التيتانوس، وهناك 9 تطعيمات أساسية توفرها وزارة الصحة بجانب التطعيمات الضرورية غير الإجبارية.
رغم حديثك هذا لكن لا يزال هناك نقص فى بعض التطعيمات.. تعقيبك؟
أحيانا يحدث نقص فى التطعيمات المستوردة بسبب نقص عالمى لا دخل لنا فيه مثلما حدث مع الالتهاب الكبدي، لكن خلال الفترة الماضية لم يحدث أى نقص خاصة مع وجود خطة لضمان وجود رصيد إستراتيجى من الطعوم يكفى 6 أشهر، ونستكمل عليه، إلى جانب العمل على وضع آليات تنظيم شراء وتصنيع التطعيمات لمنع حدوث فجوات فى التوريد، وفيما يتعلق بتطعيم الالتهاب الكبدي، تم توفير كميات منه وسيتم ضخ كميات جديدة فى السوق يونيو المقبل، كما أننا بدأنا نتبع سياسة احترازية لمنع النقص.
ما المقصود بـ«السياسة الاحترازية»؟
السياسة الاحترازية هى أن الدولة توفر الموازنة العامة لشراء التطعيم فى أغسطس من كل عام، إلا أننا نبدأ العمل من بداية السنة فى إعداد المناقصات وتحضيرها، خاصة أن وزير الصحة أمر بالحفاظ على الرصيد الإستراتيجي.
كم يبلغ حجم شراء التطعيمات سنويا؟
موازنة التطعيمات كانت العام الماضى تتراوح من نصف مليار إلى 600 مليون جنيه، إلا أن الفترة المقبلة بعد دخول تطعيمات جديدة للبرنامج، سوف ترتفع الموازنة المخصصة للتطعيمات لتصبح مليارًا ونصف المليار جنيه إجمالى الميزانية شراء وتصنيع.
بالتزامن مع رفع الميزانية للشركة.. ما أبرز المشروعات التى تتعاون بها فاكسيرا مع وزارة الإنتاج الحربي؟
يوجد عدد من المشروعات مع وزارة الإنتاج الحربي، منها مصنع السرنجات ذاتية التدمير، حيث وقعت الشركة عقد إنتاج 50 مليون سرنجة سنويا بنظام الوردية الواحدة، ويمكن أن ينتج 100 مليون سرنجة بعد الانتهاء من المصنع، ويمكن أن يكفى احتياجات البلد وسوف يستخدم كأحد عوامل الوقاية من انتشار فيروس سي، وتخصيص 40 مليون سرنجة سنويا لبرنامج التطعيمات للاعتماد على منظومة الحقن الآمن وفترة تنفيذ المصنع من 18 إلى 20 شهرا، وسيتم نقل تكنولوجيا التصنيع من شركة إماراتية، ومن المقرر وجود المنتج فى السوق خلال عامين والمصنع مملوك لفاكسيرا بالكامل، والمشروع الثانى مع وزارة الإنتاج الحربى هو مصنع إنتاج أدوية الأورام نتيجة انتشارها بشكل كبير فى مصر، وهدف إنشاء المصنع توفير الأدوية المنتجة بجودة عالية وسعر أقل.
وهل سيتم شن حملة للقضاء على الأورام مثل حملة القضاء على فيروس سي؟
نعم.. وهناك اهتمام رئاسي بهذا الأمر بعد النجاح الذي حققته حملة القضاء علي فيروس سي ويجري إنشاء مصنع يختص بإنتاج ٩٢ دواء من أدوية الأورام بتكلفة إجمالية مليار وربع مليار جنيه.
ما الموعد المقرر للانتهاء من إنشاء مصنع مشتقات الدم؟
مصنع مشتقات الدم أصبح مشروعا قوميا تمتلكه الدولة وليس فاكسيرا فقط، الرئيس يتبنى المشروع وحاليا هناك لجنة شكلها رئيس الوزراء للانتهاء من الدراسة المالية للمشروع والدراسة الفنية له، وملف المصنع مثل العاصمة الإدارية الجديدة يحتاج دراسات متأنية للجهات التى تقدم تكنولوجيا التصنيع وخطوط الإنتاج، لتوفير أحدث طرق التصنيع المواكبة للعالم والهدف منه إنتاج مشتقات الدم «الألبومين والفاكتور وحقن الآر إتش»، كما أنه يمس قطاعا كبيرا من المرضى، وهو المصانع الأساسية التى يجب توفرها فى مصر.
ومتى يتم الانتهاء من مصنع مصل إنفلونزا الطيور؟
إنشاء المصنع بدأ فى عام 2008 ثم شهد تعثرات عدة مرات، وحاليا بدأنا فى الانتهاء منه، ومع بداية مايو سيتم توريد الماكينات المستوردة للانتهاء من بناء المصنع كاملا فى مايو 2019 بتكلفة 16.5 مليون دولار.
وهل المصنع ينتج تحصينا لتحورات فيروس إنفلونزا الطيور؟
سوف ينتج تحصينات لكل أنواع تحورات الفيروس، وأخذ مسح من أى فيروس يظهر من خلال قسم البحوث والتطوير لمواكبة أى تحور فى الفيروس، كما أن المصنع ينتج 7 لقاحات بيطرية، والهدف الرئيسى منه تحويل الاستيراد إلى صناعة وطنية وحماية الثروة الحيوانية والثروة الداجنة، والشركة من قبل كانت توفر تطعيم الحمى القلاعية، ومستهدف للشركة البيطرية بنهاية 2019 أن تنتج نحو 10 أنواع تطعيمات بطاقة إنتاجية 400 مليون جرعة سنويا، ويمكن زيادتها إلى 800 مليون جرعة.
ومتى سيتم الانتهاء من مصنع الإنسولين؟
مصنع إنتاج الإنسولين حاليا يتم إعادة دراسة الجدوى الخاصة به، بعد رفع سعر الدولار وسعر الإنسولين فى السوق لم يرتفع، ولدينا بالشركة إنتاج إنسولين نورده للصحة والتأمين، منتج محلى مسجل، والهدف من المشروع زيادة الطاقة الإنتاجية، لأن %60 من الإنسولين يتم استيراده من الخارج، وسوف نطور خطوط الإنتاج الحالية لنتمكن من إنتاج الأنواع الحديثة طويلة المفعول.
المصانع تلك.. هل يمكن القول إنها ستفتح أبوابها لاستقبال عمالة جديدة أم أن الشركة تمتلك العمالة المطلوبة؟
من خلال المصانع الجديدة سيتم استغلال الطاقات البشرية الموجودة ولدينا نسبة عمالة فنية مدربة، حيث يوجد 4 آلاف موظف يحصلون على رواتب 100 مليون جنيه سنويا، ونحاول توظيف كل الكوادر الفنية والإدارية والاستغلال الأمثل لها.
وكيف سيتم التخلص من ديون الشركة؟
الحكومة تبنت إعادة جدولة الديون مع البنوك، وفى 2020 سيتم الانتهاء من مشكلات الديون، بعد مفاوضات بنك الاستثمار القومي.
وما خطة 2030 المستهدفة للشركة القابضة «فاكسيرا»؟
2030 نحقق اكتفاء ذاتيا من الطعوم بنسب %80 والنسبة المتبقية %20لمنتجات يصعب نقل تكنولوجيا التصنيع لها وتكلفتها عالية، فهناك بعض التطعيمات تتطلب مواصفات خاصة للحفظ والأفضل استيرادها والإنتاج المحلى لــ100 % من الأمصال وتغطية كاملة للسوق من السرنجات ذاتية التدمير و50% من اللقاحات البيطرية ونكون متواجدين بنسبة %50لأن جزءا كبيرا من السوق البيطرى مستورد يصل إلى%90 وحاليا نزود حجم الإنتاجية.
وهل الشركة بدأت فى تحقيق أرباح؟
بدأت تحقق أرباحا حقيقية لأول مرة هذا العام، إلا أننا سنستفيد من الأرباح بعد الانتهاء من مجموع خسائر السنوات الماضية نتيجة المديونيات وتراكم الديون والفوائد، كما يتم توفير كل التطعيمات الخاصة ببرنامج التطعيمات الإجبارى للدولة التى توفر مجانا لحديثى الولادة إلى عمر الالتحاق بالمدرسة، بخلاف التطعيمات التكميلية خلال فترة المدارس.
أخيرًا.. ما عدد مراكز التطعيم التابعة لـ«فاكسيرا»؟
لدينا 10 مراكز للتطعيم يتوفر بها التطعيمات الإجبارية والاختيارية سواء للمسافرين أو الحجاج أو المعتمرين، بالإضافة إلى التطعيمات الضرورية غير الإجبارية التى يوفرها المصل واللقاح للوقاية من الأمراض منها الإنفلونزا الموسمية أو الالتهاب الرئوي، ويتم توفير الخدمة بجودة مرتفعة للحفظ الآمن للتطعيم، وتخزينه بشروط جيدة من خلال نظام متفرد للمتابعة لثلاجات الشركة يعمل على مدى 24 ساعة بنظام إلكترونى يتم الإبلاغ أتوماتيكيا دون الحاجة لانتظار فنى فى حالة أى عطل فى نظام التبريد، وتتوافر التطعيمات طوال أيام الأسبوع، وحاليا الشركة بصدد افتتاح مركز ضخم فى مطار القاهرة لخدمة المسافرين وهيئة الطيرن المدنى من المقرر افتتاحها خلال 15 يوما، بجانب افتتاح مركز جديد للتطعيمات فى أحد النوادي، وعلى منتصف 2018 سوف يوجد 12 مركز تطعيم للشركة، ومن المقرر زيادتها إلى 18 فرعا بنهاية 2018 لتغطية كل أنحاء الجمهورية.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
