أحد أبطال حرب أكتوبر لأهالي ضحايا «بحر البقر»: «أخذنا بثأر أبنائكم» (فيديو)
من مِنّا لا يتذكر أغاني "يا بلادي" من فيلم العمر لحظة.. و''محافظتي الشرقية ومدرستي بحر البقر الابتدائية، وكراستي مكتوب عليها تاريخ اليوم، مكتوب على الكراس اسمي، سايل عليها عرقي ودمي، من الجراح اللي بجسمي ومن شفايف بتنادي.. يا بلادي يا بلادي أنا بحبك يا بلادي'' التي ألّفها فؤاد حداد ولحنها بليغ حمدى.
وأيضا رائعة صلاح جاهين "الدرس انتهى لموا الكراريس" التي حملت صوت الفنانة الراحلة شادية لضمير العالم، فتلك الأغانى جسدت العملية الإرهابية الوحشية التي نفذتها القوات الصهيونية على إحدى مدارس الشرقية والتي راح ضحيتها عشرات الأطفال الأبرياء.
ومرَّ نحو 48 عاما على المجزرة التي آلمت قلب الإنسانية دون أي تحرك جدي من المجتمع الدولي تجاه مسئولي دولة الكيان الذين ارتكبوا المجزرة بحق أطفالنا، "فيتو" انتقلت إلى إحدى قرى مركز الزقازيق والتقت "صبري عطية" أو كما يحب أن يلقبونه قادته إبان حرب أكتوبر المجيدة "المقاتل الشرس" أو "ثعلب الصحراء" ليتحدث للمرة الأولى عن اسقاطه وأسر أحد قادة الطائرات التي شاركت في تلك الجريمة البشعة.
يقول "عطية"، والذي بلغ العقد الثامن من عمره: "كنت في مقدمة الجنود الذين خاضوا معركة التحرير وصد أول هجوم على مواقع الجيش الثالث بقيادة شارون وتمكنا من تدمير العديد من الدبابات الإسرائيلية والاستيلاء على معبر الفرقة 91 وقمنا بأسر أطقم 5 دبابات.
ويضيف عطية لـ"فيتو": "أذكر لحظات دخول إحدى الدبابات التي قمت باسرها حيث وجدت داخلها مأكولات معلبة ورشاشات حديثة متطورة وقمت فيما بعد بتسليمها لقادتى، وزملائي كانت تتملكهم الغيرة على أرض الوطن المحتلة وقتئذ وكانوا ينتظرون اللحظة التي يواجهون فيها العدو ليدافعون عن ارضهم ويستيعدون هيبتهم".
ويتذكر "عم صبري" أحداث اليوم الثانى للحرب قائلا: "كانت هناك إحدى النقط الحصينة التي يطلق عليها "تبة الشجرة" من اقوى النقاط الحصينة للعدو لدرجة أن بعض القيادات والجنود كانوا يطلقوا عليها "التبة المسحورة" نظرا لامكانياتها المتطورة التي تتيح لها صد أي هجوم قد تتعرض له ولكننا بالعزيمة والإرادة استطعنا اقتحامها والاستيلاء عليها وانقلب السحر على الساحر وفر منها الجنود الصهاينة وكانت تلك اسعد لحظات حياتى".
واستكمل المقاتل الشرس حديثه: "ثالث يوم المعركة بعد نجاح صد أقوى هجوم علينا انطلق الطيران الإسرائيلي في محاولة لإنقاذ زملائهم وشن هجوم على الفرقة السابعة إلا أننى تمكنت من إسقاط أول طائرة لهم وبالمصادفة كان قائدها أحد الطيارين الذين شاركوا في ارتكاب المجزرة بحق أطفالنا في بحر البقر وقام القادة بنقلها لبانوراما حرب أكتوبر والخوذة التي يرتديها طيار حصل عليها اللواء أحمد مختار وكان في غاية السعادة وتم نقلها لمتحف الجيش الثالث لتخليد الذكرى علاوة على مشاركتى ضمن دوريات حماية السد العالي بعد تهديد الكيان الإسرائيلي بضربه".
ووجه صبري عطية رسالة لأهالي ضحايا بحر البقر بمناسبة مرور 48 على المجزرة قائلا: "لازم تبقوا فخورين بجيشكم إحنا أخدنا تاركم وثأرنا لأبنائكم، هم قتلوا أطفالنا في الثامنة صباحا وإحنا اسرنا قائد إحدى الطائرات المشاركة في تلك التوقيت في ثالث أيام العبور".
وتجدر الإشارة إلى أن اليوم تحل الذكرى الـ48 لمجزرة بحر البقر عندما قصف الطيران الإسرائيلي مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة مركز الحسينية في الثامن من أبريل 1970 وأدت إلى مقتل 30 طفلا وإصابة 50 آخرين.
