رئيس التحرير
عصام كامل

القصة الكاملة حول حادث تسمم العميل الروسي «سكريبال»

 الجاسوس الروسي سكريبال
الجاسوس الروسي "سكريبال"

أكثر من شهر مر على حادث تسمم الجاسوس الروسي "سكريبال" وابنته "يوليا" في أحد ضواحي مدينة لندن بالمملكة البريطانية، أشعلت معها فتيل أزمة كادت أن تستمر لسنوات متتالية، بعد أن دخلت الولايات المتحدة على خط المواجهة مع بريطانيا ضد روسيا.


وبعدما اتهمت بريطانيا بأن روسيا زرعت عملاءها داخل الأراضي البريطانية والتجسس عليهم، تخرج الآن معلومات تفيد أن "سكريبال" يتمتع بصحة جيدة، وبدأ يتعافى من آثار السم، ليبقى السم ذاته ومكوناته حديث الكثيرين، مما يتركب وآثاره بل وكيفية الوقاية منه، والمطالبة بحظر استخدام الدول للأسلحة الكيميائية.

أعلنت وسائل الإعلام البريطانية في وقت سابق من الشهر الماضي أن العميل الروسي "سيرجي سكريبال" - كولونيل سابق في الاستخبارات العسكرية الروسية- تعرض لعملية تسميم هو وابنته "يوليا" في جنوب إنجلترا، قبل أن يفرج عنه بعد 4 سنوات، باتفاق لتبادل الجواسيس بين البلدين، مما دفع لندن للقول إنها سترد بحزم إذا تبين وقوف دولة وراء العملية.

خلافات دولية

كشفت شرطة "ويلتشير" أنه تم العثور عليهما فاقدين للوعي على مقعد في مركز تجاري في "سالزبوري" ببريطانيا، بعد تسممهما بغاز الأعصاب السام "نوفيتشوك"، وأدي ذلك إلى وقوع خلافات عديدة بين بعض الدول على هامش حادث تسمم "سكريبال"، خاصة أن الغاز الذي استخدم في محاولة اغتيال "سكريبال" نوع من السموم التي تؤثر في الجهاز العصبي، ولا يوجد في مكان آخر في العالم غير "روسيا" كونها الدولة الوحيدة التي أنتجته حسب قول المختصين في هذا المجال.

اعتذار 

وفي 15 مارس الماضي، وجه العالم الروسي "ميرزايانوف"- في قسم مكافحة الجاسوسية العلمية في الاتحاد السوفييتي السابق - اعتذارًا، قائلًا: "إنه يشعر بالندم عما قام به، ووجه اعتذاره لسكريبال لدوره في إنتاج هذا السم الذي دخل مرحلة الإنتاج في ثمانينيات القرن الماضي، وبقي برنامج إنتاجه سريا حتى كشف عنه في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي، مشيرًا إلى أن هذا الغاز "نوفيتشوك" كان الهدف من إنتاجه هو استعماله في ساحة المعركة بواسطة القذائف أو القنابل، وليس الهدف منه استعماله في عمليات اغتيال أو تصفية.

تصريحات
وجاءت تصريحات "ميرزايانوف" مخترع مادة "نوفيتشوك" السامة، التي تعرض لها ضابط استخبارات روسي سابق وابنته في بريطانيا، بالكشف عن وجود "ترياق" لهذا السم الخطير، كعلاج لغاز الأعصاب الذي استخدم في تسمم العميل الروسي سكريبال، بعدما تدهورت العلاقات بين البلدين وطردت روسيا دبلوماسيين بريطانيين، وعلي النقيض بريطانيا ردت هي الأخرى بطرد عملاء روس.

وتصدر خبر تسمم "سكريبال" بغاز الأعصاب "نوفيتشوك" الصحف الدولية، قائلًا: "يمكن معرفة وقوع التسمم بانكماش حدقتي العينين وتدهور البصر، وفي حال الإصابة بجرعة أكبر من السم يضاف إلى ذلك التشنج وانقطاع التنفس، مشيرًا إلى أن الإسعافات الأولية لدى التسمم بهذا الغاز هي حقن المصاب بمادتي "أتروبين" و"أفين"، وهما من مضادات الكولين، وتستخدمان ترياقا يبطل فعل المواد السامة المشلّة للأعصاب، مضيفًا أنه تم تطوير أنواع أخرى وأقوى من الترياق، وكلها قادرة على إيقاف عمل السم، لكنها لا تشفي المصاب.

الخائن بخير

بعد نحو شهر من مناورات عديدة بين الدول بشأن تسمم العميل الروسي "سكريبال" بغاز الأعصاب، واتهام الدول لبعضها البعض، ومحاولة قطع العلاقات بينهما، قالت مديرة المستشفى في "سالزبوري" كريستين بلانشارد في بيان لها: إن سكريبال "يتجاوب جيدا مع العلاج، وأن حالته تتحسن بسرعة وهو لم يعد في حالة حرجة".

الأمر لم ينته بعد
ولم ينته حادث تسمم العميل الروسي إلى هذه النقطة، حيث إن السفارة الروسية في لندن أرسلت اليوم مذكرة إلى وزارة الخارجية البريطانية، تطلب عقد اجتماع مع وزير الخارجية بوريس جونسون، لمناقشة الوضع في سالزبوري، والمطالبة بحظر الأسلحة الكيميائية.
الجريدة الرسمية