«غرابيب سود».. أسطورة تهدد عرش بريطانيا.. بدأ ترديدها منذ القرن الـ17.. وأمراء المملكة آمنوا بها.. الملك تشارلز الثاني أول من أقرها.. 4 آلاف جنيه استرليني لـ«6 غربان».. ورحيل «
«خرافة” ليس لها أساس من الصحة، قالتها عرافة عجوز للملك تشارلز الثانى منذ عقود.. آمن بها.. وسار من بعده عليها كل ملوك وأمراء المملكة المتحدة، ظانين أن مصير حكمهم وملكهم مرتبط بمجموعة من الغربان السوداء، يحتفظون بها في برج بـ «لندن» ويعتقدون أنه بوفاتها يُحكم على المُلك البريطانى بالزوال.
لا يعرف أحد حقيقة أصل هذه الخرافة، في حين أرجعها البعض لروايات مختلفة، بينها أن ساحرة أخبرت الملك تشارلز الثانى الذي تولى حكم المملكة في الفترة بين 1660 و1685، أن مغادرة الغربان للبرج يعنى سقوط المملكة البريطانية للأبد.
ويُحكى أن عالم الفلك “جون فلامستيد” شكا من تحليق الغربان فوق تليسكوبه أثناء استخدام البرج كمرصد، ولكن الملك خاف إبعاد الطيور عنه فيتحول ذلك إلى فأل سيئ يغضبها ويدفع بها للرحيل ومن ثم انهيار المملكة.
وفاة مونين
وقبل أيام، أعلنت القصور الملكية في بريطانيا بأسى عن وفاة أحد الغربان ويدعى “مونين” عن عمر يناهز 22 عاما، وهو أقدم الغربان الموجودة في برج لندن، وتصاعدت مع أنباء وفاته مخاوف تحقق أسطورة خطيرة، وهى انهيار المملكة البريطانية، بعدما أكد البيان الصادر من القصور الملكية أن هذه النبوءة تتحقق في حال مغادرة أحد غربان برج لندن.
ويعتقد بعض المؤرخين أن إدخال الغربان إلى البرج، والأساطير التي تحاوطه تعود إلى القرن التاسع عشر، ويروى المؤرخ الرسمى لبرج لندن تفاصيل اختفاء الغرابين الباقين بالبرج “جريب ومابيل” بعد الحرب العالمية الثانية بوقت كثير الأمر الذي أربك القصر الملكى ودفع به لحالة من الرعب حتى عاودت المملكة إحضار غربان بديلة. وتحتفظ المملكة بـ7 غربان في برج لندن يكفى 6 منها للحفاظ على بقاء التاج البريطاني، بينما يظل الغراب السابع بمثابة طائر احتياطي لاستخدامه حال وفاة أو هروب أحد الغربان الـ6، وتحرص على تقطيع أجنحة الغربان لمنعهم من الطيران بعيدا، حيث يتم الاحتفاظ بها في برج لندن منذ أكثر من قرن، خوفا من سقوط التاج البريطانى برحيلهم. وتعيش الغربان داخل البرج اللندنى حياة فخمة جدا، يرعاها شخص مختار بعناية اسمه “رافينماستر” ينقلهم في بعض الأحيان إلى القصر الملكي، ويعمل الخدم على رعايتهم وتلبية رغباتهم مثلهم مثل أفراد العائلة المالكة.
نظام صحي
وتضع المملكة المتحدة نظاما صحيا خاصا للغربان، يتكون من الفواكه الطازجة والجبن، التي تعد الوجبة الخفيفة المفضلة لديهم، بالإضافة إلى اللحوم، المحضرة من سوق اللحوم في سميثفيلد، وكذلك الفيتامينات، إلى جانب حلوى مصنوعة من البسكوت المنقوع في الدم، ويتناول كل غراب “بيضة” مرة واحدة في الأسبوع، وأرنبا في بعض الأحيان، وبعض أجزاء الخبز المقلي.
يمكن التعرف على الغربان بسهولة عن طريق أشرطة ملونة مختلفة حول أرجلها، ويتم التعامل معها كأفراد من البشر وليس كطيور، في حال تصرفها بطريقة غير لائقة، أو ارتكابها سلوكًا غير مناسب لسكان البرج، من خلال فرض عقوبات عليهم تتضمن إحالتهم خارج خدمة التاج الملكي.
وتخصص المملكة المتحدة ميزانية سنوية قدرها 4000 جنيه إسترلينى لرعاية الغربان، ويبلغ متوسط عمر الغربان في الحياة البرية 12 عامًا، ولكن غربان برج لندن ذوى الأجنحة المقطوعة تعيش عادة لما بعد سن الخامسة والعشرين، ويصل بعضها إلى 40 عامًا.
"نقلا عن العدد الورقي.."
