الوسيط النزيه.. مصر تتحرك في قضية فلسطين بأجندة وطنية
القضية الفلسسطينية تأتى دائما على رأس جدول أجندة مصر الخارجية، الأمر الذي أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسي في ولايته الأولى، وأعاد التأكيد عليه في مستهل ولايته الثانية، وجاءت زيارة رئيس المخابرات اللواء عباس كامل إلى رام الله يوم أمس بهدف تسليم رسالة مهمة إلى الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، بمثابة إنذار لقوى تتبربص بالدور المصري وتسعى لخلق فوضى بالقضية وتحويل فلسطين إلى "قميص عثمان" تخدع بها شعوبها في خطابات عنترية فارغة المضمون.
الوسيط النزيه
هذا الدور لم يأت من فراغ لكون القاهرة تعد وسيطا نزيها يعمل بروح وطنية بعيدة عن الأيديولوجيات ودس الفتن بين الفرقاء لتمرير أجندة خاصة بها.
وتأكيدًا على دور مصر في حل أزمة القطاع قال رئيس الموساد الإسرائيلي السابق، ديفيد ميدان، الذي كان مهندس صفقة إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط، أن مصر هي الدولة الوحيدة التي يمكن أن تؤثر على الوضع في قطاع غزة، مؤكدا على أن مصر هي مفتاح لكل شيء يحدث في المنطقة.
ولفت إلى أن دولة الاحتلال تستطيع غزو وتطويق قطاع غزة لكن الدولة الوحيدة في العالم التي يمكنها منع ذلك هي مصر.
وأشار إلى أنه في الوقت ذاته فإن مصر لا تحب التورط كثيرًا في القطاع لأن لديها مشاكلها الداخلية وتعتبر ملف القطاع مشكلة غزة، والسلطة الفلسطينية، ومشكلة فلسطينية إسرائيلية، لكنها تقوم بالتهدئة وتسهيل المفاوضات بين الأطراف المعنية.
ونوهت تقارير عبرية إلى أنه في حين أن الخطاب العام في دولة الاحتلال يناقش مسألة المسيرات الفلسطينية، وما يجب على الكيان الصهيوني فعله، أن مفتاح أي حل مستقبلي في يد القاهرة.
إنهاء الانقسام
القاهرة التي تهمش مصالحها دائما عكفت على إنهاء الانقسام الفلسطيني وتوحيد الفصائل داخل قطاع غزة، وتقريب وجهات النظر بين وحركتي فتح وحماس لتشكل جبهة واحدة لهدف واحد وهو مواجهة المحتل.
جهود جادة ومفاوضات شاقة تقوم بها القيادة المصرية لإعلان اتفاق مصالحة يقضي بإنهاء حكم حماس للقطاع وتوحيد الجبهة الفلسطينية مع تسليم قطاع غزة للحكومة الفلسطينية برئاسة رامي الحمد لله على أن يتم إجراء انتخابات وإعلان الدولة الفلسطينية تحت حكم واحد.
قوة إقليمية
عودة مصر إلى دورها الإقليمي، يزيد من فرص اتمامها وحل أزمة القطاع المزمنة خاصة مع تلاشي أدوار أطراف هشة مثل الدور القطري التي تستغل القضية برمتها لتحقيق مكاسب شخصية، وأكد عزام الأحمد عضو اللجنة التنفيذية لحركة فتح أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي عادت بقوة وفاعلية لتلعب دورا مؤثرا وفاعلا على صعيد القضية وتمتلك أوراقا كثيرة ولها تأثير كبير على جميع الأطراف والفصائل الفلسطينية.