يوم الأرض.. يوم الشهداء
في الثلاثين من مارس كل عام يحتفل الفلسطينيون بيوم الأرض، يوم الأرض منذ عشر سنوات أو عشرين أو ثلاثين عاما كانت الأمة العربية كلها تضج بالمظاهرات، كان الدبلوماسيون العرب في كل أنحاء العالم يحيون هذا اليوم، يذكرون العالم بأرض اغتصبتها عصابة ساندتها القوى الكبرى، كان يومًا مزلزلًا للصهيونية ومؤيديها، كان يومًا لإعادة الذاكرة للضمير الإنساني.
يوم الجمعة الماضية احتفل الفلسطينيون بيوم الأرض وحدهم.. لم تشاركهم الجامعات العربية، ولم تضج عواصم العرب بتحركات لنشطاء، ولم يدل الساسة العرب بتصريحات تذكر الناس والعالم بمحنة شعب لا يزال يناضل من أجل حقه في الحياة، واسترداد أرضه المغتصبة.. لم يتظاهر شباب العرب ولا شيوخهم ولا حتى نسائهم الأكثر حركة الآن!!
الفلسطينيون وحدهم من يدفعون الثمن، أكثر من 15 شهيدًا و1500 مصاب في يوم الأرض راحوا دفاعا عن شرف الأمة وعرضها، قدموا أرواحهم فداء لوطن لا يزال يعاني التهميش والإقصاء والنفي العالمي وعدم الاعتراف، وطن شاركنا كلنا في ضياعه، وطن كان حتى أمس محركنا ومشعل الثورة في نفوسنا، كان حتى أمس دائرة النور والحركة والثورة والحرب والنار، وطن ضاع عندما وصلت أمتنا إلى حالة الموت التاريخي.
ألهتنا الأسعار ولغة التجار ومصطلحات السماسرة، وتأوهات الغوانى، وضجة السلاطين، عن يوم الأرض، ألهتنا تجارة في الاستقرار المزيف، والعيش المزيف، والأمل المزيف، عن إخوتنا الذين يواجهون الموت فرادى، ونحن نتشارك مع القتلة جمع الغنائم وتوزيع العطايا ودفن القضية.