رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة مانشيت


كان مانشيت المصرى اليوم هو الموضوع الأكثر إثارة، الأيام الماضية، عندما وضعت الصحيفة عنوانا رئيسا في صدر صفحتها الأولى يقول: «الدولة تحشد الناخبين في آخر أيام الانتخابات».. تلاقى العدد مع قرائه، وفور ذلك انطلقت حملة صحفية تقودها كل عبارات الهجوم غير المبرر على الصحيفة، والقائمين عليها، وأمام هذا الهجوم الكاسح تملك الكاتب الصحفى الكبير محمد سيد صالح نفسه، وامتلك زمام شجاعته واعتذر عن المانشيت.


لم تنته المسألة إذ إن البعض يرى أن لملمة الجنازة قبل أن يشبع فيها لطما لا يشفى غليله، فاستمر الهجوم الحاد، وبألفاظ يعاقب عليها القانون، دون أن يتدارس أي من السادة المهاجمين عناصر ما نشر، ودون أن يتساءل أحد: هل يحق للدولة أن تساهم في حشد الجماهير، للقيام بدورها من أجل المساعدة في إيقاظ روح الإيجابية لدى المواطنين؟.. أتصور أن فكرة حشد الناس أمر مقبول من الأحزاب وقادة الرأى وأعضاء البرلمان وأيضا من الدولة.

في التجارب الديمقراطية الناشئة يصبح على الدولة تمهيد الطريق أمام المشاركة، وصياغة ألوان وأصناف من الإثابة والمعاقبة ما دام الحشد يتركز على فكرة المشاركة دون توجيه الناخبين.. صحيح الديمقراطية تربية وتنشئة وسجالات سياسية بين الأحزاب، غير أن الطريق في بدايته يفرض على الجميع تشجيع فكرة الحشد مهما شابتها الشوائب، وهو ما حدث في الانتخابات الأخيرة.

إذن ما نراه أمر إيجابي عوقبت عليه "المصرى اليوم" التي تناولت الموضوع بقدر كبير من الموضوعية، إذ إنها قالت فيما قالت إن مؤسسات حكومية سهلت للموظفين الانتقال إلى اللجان، ونظن أن هذا ليس عيبًا، أما ما تناولته من ظواهر سلبية قام بها أفراد، فإن هذا الأمر لا ينسحب على الدولة والظواهر السلبية أمر قائم وموجود في كافة التجارب الناشئة.

أظن أن المصرى اليوم ضحية حالة من العصبية غير المبررة، وضحية قراء العناوين، وضحية من يقود بلا وعى، أو حس وطنى، وضحية من لا يدرك أن فكرة الحشد أمر محمود بعيدا عن حساسية ممقوتة!!
الجريدة الرسمية