مصر والسودان يد واحدة.. مباحثات مشتركة بالخرطوم.. مناقشة تنفيذ إعلان المبادئ حول سد النهضة.. وتعزيز التعاون وتبادل وجهات النظر بشأن أزمات المنطقة «على طاولة الحوار»
تستضيف العاصمة السودانية الخرطوم، اللقاء التساعي بشأن سد النهضة الذي يضم وزراء الخارجية والموارد المائية ورؤساء المخابرات بمصر والسودان وإثيوبيا، بهدف دفع جهود التفاهم واستكمالًا لتنفيذ إعلان المبادئ حول السد.
ومن المقرر أن يتم بحث كثير من القضايا التي تهم البلدين على الصعيدين الثنائى والإقليمى، ومن بينها التعاون الاقتصادى والتجارى والتطورات بالمنطقة، فضلا عن تعزيز التشاور والتنسيق في المرحلة المقبلة على الصعيدين الثنائي والإقليمي.
أزمات المنطقة
ومن المقرر أن تشهد المباحثات "المصرية – السودانية" تعزيز سبل العلاقات الثنائية في مختلف المجالات والقطاعات في إطار المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، وبحث اجتماعات اللجنة العليا المشتركة، فضلا عن الموضوعات ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي، خاصة الأوضاع في ليبيا وسوريا والعراق وجنوب السودان، وتبادل وجهات النظر بين الجانبين بشأن تلك الموضوعات.
تهنئة السيسي
كما تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، أول أمس الإثنين، اتصالًا هاتفيًا من الرئيس السودانى عمر البشير.
وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس "البشير"، تقدم بالتهنئة للرئيس على فوزه في الانتخابات الرئاسية لفترة ثانية، معربًا عن تمنيات الشعب السودانى لمصر وشعبها بالخير والازدهار، ومؤكدًا حرص السودان على استمرار علاقاتها القوية والراسخة مع مصر، والتي تضرب جذورها في عمق التاريخ، واستمرار التشاور والتنسيق بين البلدين حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
ومن جانبه أعرب الرئيس عن خالص الشكر والتقدير للرئيس "البشير"، مؤكدًا عمق العلاقات التاريخية والخاصة التي تجمع البلدين، والحرص على استمرار دفع علاقات التعاون والتشاور والتنسيق المكثف مع السودان، بما يحقق مصالح شعبي وادي النيل الشقيقين.
قمة مشتركة
كما استقبل الرئيس السيسي أواخر مارس الماضي، بمطار القاهرة الدولي الرئيس السوداني "عمر البشير" الذي يقوم بزيارة رسمية لمصر.
واصطحب الرئيس السيسي، الرئيس السوداني إلى قصر الاتحادية، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي، وتم استعراض حرس الشرف، وعزف السلامين الوطنيين.
وعقد الرئيس جلسة مباحثات مع الرئيس عُمر البشير استهلها بالترحيب به في وطنه مصر، مؤكدًا ما يجمع بين البلدين من علاقات تاريخية وعوامل ثقافية واجتماعية مشتركة ممتدة لآلاف السنوات.
كما أشاد بالتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات بين البلدين مؤخرًا على مختلف المستويات، مشيرًا إلى انعقاد الاجتماع الرباعي الذي ضم وزيري الخارجية ورئيسي جهاز المخابرات في البلدين بالقاهرة الشهر الماضي، الذي تم خلاله مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الطرفين بشفافية كاملة.
التنسيق بين البلدين
وأكد الرئيس أيضًا حرص مصر على مواصلة التنسيق والتشاور المكثف مع السودان من أجل ترسيخ التعاون خلال الفترة المقبلة، والعمل على إعطاء قوة دفع جديدة للعلاقات في كل جوانبها وتحقيق نقلة نوعية تلبي طموحات شعبي وادي النيل الشقيقين.
وأعرب الرئيس السوداني من جانبه عن تقديره لحفاوة الاستقبال وسعادته بزيارة مصر، مؤكدًا ما يجمع بين البلدين الشقيقين من علاقات أخوية تاريخية، ومرحبًا بتفعيل التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، والعمل على تدعيم العلاقات الاقتصادية والتجارية بما يحقق التكامل بين جهود البلدين التنموية، كما رحب الرئيس عُمر البشير بالتشاور المستمر بين البلدين، مؤكدًا ما يعكسه ذلك من خصوصية العلاقات التي تربط بينهما.
التحديات الإقليمية
وأشار الرئيس السوداني إلى أن التحديات الناتجة عن الأوضاع الإقليمية الراهنة تحتم على البلدين مواصلة التنسيق المكثف بينهما بما يسهم في تحقيق مصالحهما المشتركة، فضلًا عن تعزيز التعاون على مختلف المستويات، بما في ذلك على الصعيد الأمني.
وتطرقت المباحثات إلى سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بمشاركة الوزراء المعنيين من الجانبين، حيث تم الاتفاق على ضرورة تعظيم التعاون الاقتصادي وتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين، خاصةً في مجالات الزراعة والإنتاج الحيواني والنقل والبنية التحتية، فضلًا عن إقامة مشروعات حيوية بين البلدين تندرج تحت مفهوم الشراكة الإستراتيجية بينهما، وفي هذا الإطار تم تأكيد أهمية الإسراع بتنفيذ المشروع الخاص بالربط الكهربائي بين مصر والسودان.
وأعرب الرئيس خلال المباحثات عن حرص مصر البالغ على دعم الدولة السودانية ومؤسساتها، مشددًا على ضرورة إبقاء قنوات الاتصال بين البلدين فاعلة ومنفتحة في إطار من الشفافية والمصداقية.
وأوضح أن المتغيرات والظروف التي تحيط بالمنطقة وطبيعة الأوضاع السياسية وحجم التحديات الأمنية، تفرض ضرورة التوحد صفًا واحدًا ككتلة صلبة للحفاظ على مؤسسات الدول وتحصينها من أي محاولات للنيل من مقدراتها، وذلك إرساءً لمبدأ أن الأمن القومي لدول وادي النيل كل لا يتجزأ.
واتفق الرئيسان في هذا الإطار على تعزيز العلاقات الأمنية بين البلدين من خلال اللجنة الأمنية التي تم تشكيلها بين البلدين، وعقد الرئيسان عقب انتهاء المباحثات مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا.
حفل الأسرة المصرية
كما أقام الرئيس السيسي مأدبة غداء على شرف نظيره السوداني بأحد فنادق القاهرة حضرها الوفدان الرسميان للبلدين بجانب مجموعة من رجال الأعمال من الدولتين، فضلا عن مشاركة عدد من السياسيين والإعلاميين ورؤساء التحرير كما شهد الرئيسان حفل الأسرة المصرية.