رئيس التحرير
عصام كامل

ولقنوا المتآمرين درسا لن ينسوه!


خرج المصريون في الانتخابات الرئاسية بأعداد فاقت كل تصور ليلقنوا المتآمرين هنا وهناك درسًا ويلقموهم حجرًا، ويؤكدوا أن القول الفصل هو للشعب الذي يرفض وصاية نخبته المريضة، كما يرفض وصاية الخارج واستعلاءه وإمبرياليته وازدواجية معاييره.. خرجوا يحملون صورة من يحبونه قائدًا لمسيرتهم في ولاية جديدة، حاميًا لدولتهم، ضامنًا لاستقلال قرارها الوطني، حافظًا لأمنها القومي وحدودها ووحدة ترابها، مستعيدًا مكانتها التي أهدرها الفساد واحتكار الدين والسياسة وسوء التعليم والإدارة على مدى عقود، رافضًا عودة الوجوه المريضة المتلونة بأي حال.


وفي المقابل ورغم أن غياب الأحزاب والنشطاء ومدعي حقوق الإنسان عن حركة الجماهير في المشهد الانتخابي كان متوقعًا رغم ظهورهم الكثيف في فضاء الشاشات والإنترنت.. لكن خروج بسطاء الشعب كان مشهدًا ملهمًا ومعبرًا بصدق وتلقائية عن المعدن الأصل لشعبنا الذي خرج بكل فئاته ومكوناته ليلقن النخبة "الكلامية" درسًا بليغًا في الكفاح وأداء الواجب وممارسة الحق الانتخابي لأجل بقاء مصر ومستقبلها الأفضل.. وها قد عرف الجميع وزنهم وحجمهم الحقيقي.. وها هو الشعب قد قال كلمته بوضوح وشفافية على مرأى ومسمع من العالم كله.

المواطن البسيط هو البطل الحقيقي لمشهد الانتخابات، وبالأخص المرأة وكبار السن الذين خرجوا يؤازرون الدولة -جيشها وشرطتها- في معركتها المزدوجة ضد الإرهاب ومن أجل البقاء.. وكان الخروج المشرف فرصة للفرز ووضع الجميع على المحك.. فمن كانوا يدعون أنهم "ثوار" يملكون القدرة على الحشد والمنع فقد رد عليهم الشعب بأنه الحاشد الأكبر.. وإذا كانوا يدعون أنهم يملكون الحق في الحديث باسم ثورة يناير أو 30 يونيو، فما كان ممكنًا أن تنجح الثورتان دون الخروج الكبير للشعب.. فماذا ينفع بضعة آلاف إذا توقفت الملايين الهادرة عن النزوح إلى الشوارع؟!
الجريدة الرسمية