رئيس التحرير
عصام كامل

عضو لجنة الحج: سننفذ أي حكم قضائي بإلغاء الرسوم الإضافية على مكرري العمرة فورا

فيتو

  • موسم العمرة استثنائي هذا العام.. وتأخر الضوابط خطأ سابق ولن يتكرر
  • السياحة الروسية يجب ألا تكون عودة الروح للجسد.. والاعتماد على سوق واحدة يعتبر فشلا
  • على الخارجية المصرية أن تطالب بحقوق المصريين في إلغاء البصمة طالما أصبحت دون جدوى
  • وفد اللجنة العليا للحج أصر على تقليل عدد الحجاج بالخيمة من 16 إلى 14 فردًا



موسم العمرة هذا العام استثنائي كما وصفه الخبراء، مليء بالمشكلات بداية من تأخر فتح باب توثيق العقود للشركات مرورًا بإصدار الضوابط الجديدة، ووجود بند يفرض على مكرري أداء هذه الشعيرة دفع 2000 ريـال سعودي أو ما يعادلها بالجنيه المصري، بزيادة 50% على مكرري العمرة في العام نفسه تسدد في حساب مباشر بالبنك المركزي.

"فيتو" التقت الخبير السياحي أشرف شيحة، عضو اللجنة العليا للحج والعمرة في حوار حول ما يثار عن زيادة رسوم العمرة والعديد من القضايا الخاصة بالسياحة، فإلى نص الحوار:

*بداية.. لماذا خرجت ضوابط العمرة بهذا الشكل العام الجاري؟
ضوابط العمرة يتم وضعها كل عام لتنظيم العلاقة بين المعتمر والشركات، وذلك في إطار مراقبة الجهة الإدارية متمثلة في وزارة السياحة، التي قررت تشكيل لجنة تمثل من جميع الجهات الرقابية والفنية والإدارية لتنظيم مرتادي السفر في رحلات الحج والعمرة، وجاءت استثنائية هذا العام، فلم يتم تحديد سقف عددي لها من قبل، لكنها حددت هذا العام، وجاء تحديد تلك الأعداد متأخرًا وكان يجب أن يحدد منذ بداية الموسم لإعطاء الفرصة لكل راغبي السفر لأداء العمرة بدلا من حصرها في 3 شهور فقط، لكن سياسة الدولة لم توضح هذا الإجراء في السابق وطالبنا بتوضيحه كل عام بدءًا من عمرة المولد النبوي الشريف العام المقبل، وتأخر خروج الضوابط خطأ سابق ولن يتكرر.

*وماذا عن بند فرض 2000 ريـال على مكرري العمرة؟
الدولة رأت أنها لا يحق منع مكرري العمرة من أداء المناسك، لكنها قررت منحهم هذا الحق بمقابل مادي، لتدبير العملة وطرح الفرصة أمام محدودي الدخل لأداء مناسك العمرة، وبناءً عليه تم وضع هذا البند في الضوابط الجديدة للعمرة، وتم استثناء العاملين بالسياحة وأسر الشهداء من الدرجة الثانية والأطفال حتى سن 12 عامًا والمحارم.

*هل كان للدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة تدخل في وضع بند مكرري العمرة؟
الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة، وضعت السياسات العامة للجنة العليا للحج والعمرة، ونحن قدمنا بوضع هذا الإجراء، والوزيرة لم تعتمد الضوابط الجديدة للعمرة، إنما قامت باعتماد المذكرة الداخلية لإتمام تنفيذ وفاعلية الضوابط.

*وماذا عن مشكلات البصمة للمعتمرين مع شركة تسهيل السعودية؟
البصمة لها غرض لم يتحقق، وكان الهدف منها تسهيل دخول دخول المعتمرين للأراضي السعودية، من خلال الحصول على بصمة العين واليدين للمعتمرين قبل السفر بهدف تخفيف التكدس والازدحام في المطارات الموانئ السعودية، لكن ما وجدناه، أن البصمة التي يتم أخذها في كل الدول الإسلامية لا يعتد بها في الأراضي السعودية، وتعتبر ليست ذات جدوى وفاعلية، ويعاد عملها مرة أخرى في المطارات والموانئ السعودية، ولم يكن لها هدف حقيقي واضح حتى هذه اللحظة، وتم رفع سعرها من 4.5 إلى 7 دولارات بهدف فتح مراكز جديدة أمام المعتمرين وتخفيف العبء عن كبار السن وتوفير للوقت والجهد، فما الهدف من جمع 75 مليون جنيه مصري مقابل 500 ألف تأشيرة لعمل بصمات لا يعتد بها في الأراضي السعودية ويعاد عملها مرة أخرى، فهي مضيعة للوقت والمال للمعتمرين، وأصبحت عرقلة لمنح التأشيرة.

*هل تم اتخاذ أي إجراءات تصعيدية لإنهاء أزمة البصمة؟
رفعنا تقريرًا للدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة، لمخاطبة وزارة الخارجية لإلغاء البصمة لعدم جدواها.

*كم إجمالي عدد التأشيرات التي تم منحها منذ انطلاق موسم العمرة؟
تم منح 75 ألف تأشيرة منذ انطلاق العمرة في الأول من مارس الماضي نفذ منها 35 ألف مواطن، والمتكررون لم يتعدوا 3.5 إلى 4% من إجمالي عدد المعتمرين حتى الآن.

*وهل سيتم تنفيذ كل التأشيرات المحددة للعام الجاري؟
في ظل الظروف الاقتصادية والتنفيذية الحالية، أعتقد أنه لن يتم تنفيذ كل التأشيرات، على الرغم من وجود 750 شركة سياحية لديها عقود ووكلاء سعوديون يعملون في العمرة.

*هل هناك خسائر للشركات العاملة بموسم العمرة بسبب تطبيق البصمة؟
لا يوجد صاحب شركة قام بحجز فنادق ورحلات طيران ولم يحصل على تأشيرات، وأزمة الشركات تكمن في سقوط سيستم الخارجية السعودية والخاص بمنح التأشيرة وليس إجراء البصمة، وهي أحد أنواع العبء على المواطنين.

*ماذا عن خطاب الضمان الخاص بالوكيل السعودي.. وهل كان هناك أي بدائل عن دفع كل شركة لــ200 ألف ريـال سعودي للوكيل؟
خطاب الضمان إجراء سعودي، وليس للجنة العليا للحج والعمرة الحق في الاعتراض عليه، وهو قرار معمول به منذ فترات بعيدة، وهو نظام معمول به في السعودية، وينص على أن يكون لكل شركة وكيل سعودي.

*وماذا عن استعدادات موسم الحج؟
تم فتح المنظومة وتم إنهاء كل الإجراءات لتسجيل الحجاج على الموقع الإلكتروني للوزارة، وتم عقد لقاء مع مؤسسة الطوافة لمتابعة ترتيبات استقبال الحجاج، وحل أي أزمات قد تظهر أثناء عمليات تفويج الحجاج، وسيتم الاعتماد على مبدأ اللامركزية في إجراءات المتابعة والتفتيش هناك، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة من مؤسسة الطوافة السعودية واللجنة العليا للحج والعمرة لإعداد الترتيب النهائية قبل وصول الحاج لكل مستوى على حدة.

*ما أهم المعوقات التي تم مراعاتها خلال الموسم الجاري مع مؤسسة الطوافة السعودية؟
مشكلات الحج السياحي في الأعوام السابقة تمثلت في التسعير، وعدد الحجاج الموجودين في الخيام للمستويين 5 و4 نجوم، وأصر وفد اللجنة العليا للحج على تقليل عدد الحجاج بالخيمة من 16 إلى 14 فردًا، وهو ما استجاب له مسئولو الطوافة السعودية، وليس هناك موسم حج دون مشكلات، لكن تبقى حرفية التغلب على تلك المشكلات.

*ماذا عن الشركات التي وقع عليها مخالفات من العام الماضي في العمرة؟
كل من تقدم بتظلم للجنة العليا للحج والعمرة تم بحثه، وتم رفع الجزاءات والتخفيف عن 100 شركة سياحية عاملة بالعمرة، وطالبت وزيرة السياحة بفحص كل تظلمات الشركات فمن يتقدم بتظلم فمن الظلم عدم فحص هذا التظلم.

*وما رأيك في معارضي بند دفع 200 ألف ريـال قيمة خطاب الضمان للوكيل السعودي بحجة القضاء على الشركات الصغيرة؟
خطاب الضمان أحد أنشطة الشركات السياحية، وليس هناك شركات صغيرة وأخرى كبيرة، لكن هناك شركة قادرة على العمل وشركة غير قادرة على العمل، وخطاب الضمان أحد أنشطة الشركات السياحية وليس هو النشاط الوحيد للشركة، فالشركات تقوم بتنظيم رحلات طيران وسياحة داخلية وخارجية وعلاجية، فكل من حصل على عقد وتعاقد مع وكيل سعودي حصل على تأشيرات عمرة، والضوابط الجديدة للعمرة أنهت على عمل السمسار، والذي كانت تلجأ إليه الشركات في ظل فتح السقف العددي للشركات، والوضع الحالي يعتمد على جهد الشركات.

*من المتضرر من بند فرض رسوم مكرري العمرة؟
إذا كان هناك متضرر من بند رسوم مكرري العمرة فهو أنا، ونسبة التكرار لا تتعدى الـــ3.5 إلى 4% حتى الآن، لكن العام الجاري استثنائي، ولا بد من إعلاء المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وأعتقد أن كل التأشيرات سيتم تنفيذها وسيتم التغلب على أزمة البصمة.

*في حال صدور حكم قضائي بإلغاء بند فرض رسوم إضافية على مكرري العمرة.. كيف سيتم التعامل مع الأزمة؟
سيتم تنفيذه في الحال، وكل معتمر من مكرري العمرة قام بدفع القيمة المقررة له حساب شخصي في البنك المركزي.

*ما رسالتك لأصحاب الشركات المتضررين من ضوابط العمرة على حد تعبيرهم؟
ليس هناك عمرة دون ضوابط، وليس هناك عمل دون صعوبات، وليس هناك نجاح دون اجتهاد، وليس للشركات الحق في نقد قرارات اتخذت في دولة أخرى، من له حق النقد هو الوكيل السعودي، وليس هناك قرارات تطبق على دولة بعينها، بل هي مطبقة على دول العالم الإسلامي كله.

*ماذا عن تنظيم رحلات كأس العالم؟
لا يهمنا إجمالي الأعداد التي ستغادر لمشاهدة مباريات كأس العالم، لكننا نهدف للمساهمة في تنظيم نشاط سياحي وقومي في الدرجة الأولى لنقل الجماهير لمؤازرة المنتخب الوطني بمباريات كأس العالم.

*ما رأيك في مسألة عودة السياحة الروسية؟
السياحة الروسية لا يجب أن تكون عودة الروح للجسد، فيجب أن تكون السياحة المصرية بأكثر من روح، فجميع الأسواق مفتوحة أمام مصر، والاعتماد على سوق واحد يعتبر فشلا، فلا بد من فتح أسواق جديدة، وتنمية السياحة الأوروبية بجميع أنواعها، والسياحة العربية خاصة، والاهتمام بالسياحة العلاجية ولا بد أن يكون لدينا تأشيرة للسياحة العلاجية، فهناك أعداد كبيرة من المواطنين داخل القارة الأفريقية يريدون العلاج في مصر ولا يمكنها الدخول، فكل الدول الأوروبية التي يصعب دخولها تسمح بذلك كنوع من أنواع السياحة.

*ما مقترحاتك لعودة السياحة المصرية لسابق عصرها؟
السياحة ليست وزارة بل هي منظومة لا بد أن تكتمل، فلها شراكات مع الخارجية والداخلية والطيران والآثار والبيئة والثقافة، فلا بد من حدوث تناغم بين تلك الوزارات لعزف سيمفونية، وهذا لم يحدث حتى الآن، ولا يمكن لوزير السياحة أن يعزف منفردا.

*ما رأيك في الأزمات التي ظهرت مؤخرا للوفود السياحية على المراكب العائمة بالأقصر وأسوان؟
ليس هناك سياحة بلا مشكلات، لكن تبقى النظرية في كيفية التغلب على تلك المشكلات، وعدم تكرار وقوع تلك الأخطاء، فالسياحة تعامل بجميع معطايتها بكل الإيجابيات والسلبيات، وليس العيب في وقوع الحدث لكن في تكراره، فيجب إعادة النظر في منظومة السياحة في شرم الشيخ والغردقة، ويجب تحويلها إلى مناطق حرة يسمح فيها باستيراد كل ما يتطلبه السائح، فلا بد أن يجد السائح كل الأطعمة التي يطلبها، فلا يفرض أطعمة رخيصة على السائحين.

*وماذا عن أزمة حرق الأسعار الموجودة حاليًا بين الفنادق والمنشآت السياحية؟
حرق الأسعار أزمة ترتبط بالمناخ، فعندما يكون المناخ رديئًا ويمثل صعوبة في الحصول على السائح يحدث حرق للأسعار، ولا يجب أن يكون موجودًا.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية