رئيس التحرير
عصام كامل

شوكة في حلق بريطانيا.. «اقتل أكثر تجد مكافأتك» شعار التطرف اليميني

فيتو

بعد هدوء وتيرة الهجمات الإرهابية على بريطانيا التي عانت منها منذ عام 2014، ظهر وحش جديد بات يهدد البريطانيين، ولكن تلك المرة، الخطر يتربص بالمسلمين، خاصة مع ازدياد هجمات التيارات اليمينية المتطرفة وعدم قدرة الحكومة البريطانية على التعامل معها، وذلك عبر ترويج خطاب معادٍ للإسلام والمسلمين.


وفي مظاريف بيضاء مع طوابع من الدرجة الثانية، استلم عدد كبير من سكان مناطق لندن وبيرمنجهام وبرادفورد وليستر وكارديف وشيفيلد، منذ منتصف الشهر الماضي، رسائل مجهولة المصدر، تدعو لجعل يوم 3 أبريل المقبل "يوم معاقبة المسلم"، كما تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي لمدة أسبوعين، رسالة كراهية مرعبة بمحتواها الذي ينطوي على أسوأ أنواع العنف تجاه المسلمين في المملكة المتحدة، وتزامن ذلك مع دعوة شرطة مكافحة الإرهاب المجتمعات المسلمة في المملكة المتحدة للبقاء متيقظة، مؤكدة أنها باشرت التحقيق لمعرفة مصدر الرسائل التي تدعو المتلقين للهجوم على المسلمين.

اقتل أكثر وستجد مكافأتك
ودعت تلك الرسائل المواطنين البريطانيين إلى القيام بأعمال عنف وشن هجمات ضد المسلمين في كل أنحاء بريطانيا، وذلك يوم 3 أبريل الجاري، بل تعهدت بتقديم مكافآت لمن يقوم بذلك، وحددت الرسائل – التي لم يعرف مصدرها بعد – عددا من الاعتداءات التي يمكن للشخص أن يقوم بها ضد ضحيته المسلم، والتي تتراوح بين السب اللفظي وحرق المساجد، وقدمت نظاما لتسجيل النقاط معلنة مكافأة مالية متصاعدة؛ وفقًا لدرجة الاعتداء وعدد النقاط.

ومعنى ذلك أن المعتدي سيحصل على 10 نقاط مقابل الاعتداء اللفظي، و25 نقطة مقابل نزع حجاب امرأة مسلمة، و50 نقطة مقابل إلقاء مادة الأسيد الحارقة على الوجه، و100 نقطة مقابل الضرب المبرح، و250 نقطة مقابل تعذيب بالصعق الكهربي أو السلخ، و500 نقطة مقابل القتل بمسدس أو سكين أو الدهس بالسيارة، و1000 نقطة لتفجير أو حرق مسجد، و2500 نقطة لضرب مكة بقنبلة نووية.


جماعات التطرف
ومن أشهر جماعات اليمين التي تستهدف المسلمين ببريطانيا، اليمين المتطرف واليمين المتشدد واليمين الصعب واليمين العنصري، ويلتزموا بسياسات متطرفة تجاه أي مسلم، ويعرف عنهم التعالي وزيادة نزعة الدين، وهم تابعون للحزب البريطني الوطني والجبهة الوطنية والحركة الاشتراكية الوطنية والديمقراطيين الوطنيين.

هجمات شنوها
وشن أعضاؤهم هجمات ضد المسلمين، كان آخرها مقتل الطالبة المصرية مريم عبد السلام، والتي تم ضربها على أيدي 10 فتيات أفريقيات سوداوات البشرة، عرفن بالعصبية وكرههن للمسلمين، وتصر الشرطة البريطانية التي لم تستطع القبض على أي من المعتديات على مريم حتى الآن، على أن الجريمة ليس لها علاقة بالكراهية، ولم تجد أدلة حول ارتباطها بيوم «عقاب المسلمين» أو أية جماعات يمينية متطرفة، في الوقت الذي تؤكد فيه أسرة مريم التي تسلمت جثة ابنتها بعد تشريحها، أن الأمر متعلق بالعنصرية.

وفي العام الماضي، تم اتهام رجل بريطاني بدهس مجموعة من المسلمين كانوا يغادرون مسجدا في لندن، مما أسفر عن مقتل مصلٍ وإصابة آخرين، وقالت الشرطة إن المشتبه به "دارين أوزبورن" 48 عامًا، تلقى رسالة على تويتر من "جايدا فرانسين"، نائب زعيم جماعة "بريتيش فيرست"، وهي جماعة يمينية متطرفة ذات سمعة سيئة، وذلك بعد أن أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تغريد مقاطع فيديو معادية للمسلمين، كانت نشرتها جماعة "بريتيش فيرست".

وفي ديسمبر الماضي تم اعتقال السيدة (فرانسين) مع (بول جولدينج)، زعيم "بريطانيا أولا"، بتهم جرائم الكراهية، بعد أن اتُهما بنشر مقاطع الفيديو على الإنترنت لمضايقتهما للمسلمين في مايو 2017، وأُدين كلاهما هذا الشهر وحكم عليهما بالسجن.

إنكار التهديدات
وفي المقابل، تحاول الحكومة البريطانية، إنكار تلك السمعة السيئة عن زيادة العداء بها التي تميزت بها، خلال الفترة الأخيرة، وفتحت تحقيقا حول رسائل التهديدات التي وصلت للمسلمين، واليوم، طالبت المسلمات بإخفاء الحجاب وتجنب اصطحاب أطفالهن من المدرسة بمفردهن خوفا من هجمات كراهية، وانتشرت رسائل على تطبيق "واتس آب" بين المجتمع الإسلامي في المملكة المتحدة تطالب المسلمين بإغلاق أبوابهم بشكل صحيح وتفسير الوضع بهدوء لأطفالهم، وتوعيتهم بما يسمى بهجوم "معاقبة يوم المسلمين".

الجريدة الرسمية