رئيس التحرير
عصام كامل

«بن سلمان» والإخوان


ما قاله ولى العهد السعودى محمد بن سلمان، لبرنامج ٦٠ دقيقة، بقناة «سى بى إس» الأمريكية، عشية زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، أمرٌ بالغ الأهمية، لأنه يمس واحدة من أهم القضايا المطروحة على مستوى العالم، وليس المملكة فقط، خاصة فيما يرتبط بتعهده بالقضاء على بقايا فكر الإخوان، وهو الفكر الذي يعد الأرض الخصبة لتنامى الأفكار الانتحارية ضد كل ما هو إنساني.


ورغم جرأة الأمير في طرحه، وإخلاص نيته لما تعهد به، فإن الأمر ظهر منقوصا، إذ إن أفكار الإخوان ليست وحدها من فخخت الدين، وسممت الحياة، إذ يتوازى مع ذلك أفكار الدين السعودي، الذي استطاع في حقبة النفط أن يغير مجتمعات بأكملها، ومصر في القلب منها، حيث طغى على السطح دين جديد، لا علاقة له بالإسلام الذي حرر الإنسانية من الكهنوت، والسلفيون ليسوا إلا واحدة من إنتاج الدين الجديد بالمملكة.

السلفيون هم المعركة القادمة لإعادة روح الإسلام وتعاطيه مع الحضارة الإنسانية، وتوقف عجلة التمويل، وتسويق تلك الأفكار الهدامة من شأنه أن يجعل معركة مصر والسعودية ليست بالهينة، الطريق طويل، ويحتاج إلى إرادة حقيقية في الدولتين، ولا نشك لحظة في إخلاص النوايا، ولكننا نقف طويلا أمام الطريقة التي يتم بها ذلك، فما زرعه المنهج السعودى والغياب المصرى أكبر من أن تغيره إرادة أفراد، لا بد من تحرك مجتمعى حقيقى يبني أفكاره على الانفتاح والقراءة الجديدة للإسلام، وهو أمر جد خطير وضحاياه أكثر مما نتخيل!
الجريدة الرسمية