رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل رحلة الانطلاق من القاهرة إلى «أرض المعركة».. قصص مثيرة عن العبوات الناسفة وتمشيط الطرق والشوارع.. القوات المسلحة تفرض سيطرتها.. والطلقات التحذيرية لكل غريب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في تمام السادسة صباحا، ومن مقر إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، كانت “فيتو” على موعد للاطلاع على صفحات من أنصع ما خطَّه التاريخ العسكري على مر العصور.. وكان لها شرف اختيارها من قبل القوات المسلحة، ممثلة في إدارة الشئون المعنوية للمشاركة في التغطية الإعلامية للعملية العسكرية الشاملة “سيناء 2018”، والتي تعتبر الأضخم في تاريخ الحرب على الإرهاب في العالم من حيث القوات والمعدات المشاركة.


وخلال السطور التالية يرصد المراسل العسكري لـ “فيتو” اليوم الأول بعد الوصول إلى مقر العمليات بشمال سيناء، حيث تجرى عمليات التطهير المستمرة على مدار الساعة، من قبل القوات المسلحة للقضاء على العناصر الإرهابية في جميع الاتجاهات والمحاور الإستراتيجية.


«الجيش الثانى»
البداية كانت من مقر الشئون المعنوية إلى قيادة الجيش الثانى الميدانى؛ استعدادا للانطلاق إلى شمال سيناء خاصة مدينة العريش وفور الوصول إلى مقر القيادة، صدرت توجيهات بتيسير كافة أمور المراسلين المقرر توجههم إلى مقر العمليات، كما تم تأمين الوفد حتى بلوغ إحدى نقاط الارتكاز الأمني بمنطقة “المليز”، وذلك تمهيدًا للانتقال إلى مقر قيادة العمليات العسكرية بشمال سيناء، حيث تم استقبالنا بحفاوة بالغة في كافة نقاط التحرك، وتوفير سبل الراحة للوفد الإعلامي.


السيطرة الكاملة
وبعد ساعات قليلة وصل إلى نقطة الارتكاز عدد من مدرعات التأمين في دورية مدعومة بعناصر من القوات المسلحة إلى نقطة التمركز الأمني بمنطقة “المليز”، وذلك لنقلنا إلى المكان المحدد الوصول إليه للتمركز من جديد، مع توفير كافة سبل التأمين.

وخلال الانتقال الذي استمر نحو 3 ساعات كاملة كانت هناك مشاهد واقعية تؤكد سيطرة القوات المسلحة على كافة الطرق المؤدية إلى سيناء، والطرق المؤدية إلى شرق القناة، حيث انتشر العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة لقوات إنفاذ القانون من رجال القوات المسلحة والشرطة بطول الطريق دون توقف، سواء للتمشيط الأمني، أو لرصد أي عدائيات تحاول الإخلال بالأوضاع للتعامل الفورى معها، وخلال الأكمنة الثابتة يتم التعامل مع جميع المارة واتخاذ إجراءات التفتيش الكامل، فضلا عن تمركز القوات في المناطق الجبلية العالية خلال الطريق من المليز إلى العريش للتعامل الفورى مع أي عناصر خارجة وأيضا لإجراء عمليات الاستطلاع لكافة أجزاء المنطقة.


العبوات الناسفة
وخلال التحرك استمعت «فيتو» لأحد الأبطال من رجال القوات المسلحة المشاركين في أعمال التأمين، قائلًا: “عملية تأمين الطريق وتمشيطه تتم بصورة يومية ومستمرة للكشف عن العبوات الناسفة التي تزرعها العناصر الإرهابية والتكفيرية، ويتم ذلك من خلال الأكمنة والدوريات الأمنية والانتشار المكثف لنقاط الارتكاز الأمني”.


الرصاص الحي
وأضاف أحد قادة الاستطلاع أن القوات في وضع الاستعداد القتالى وفور الشك في أي سيارة غريبة تسير على الطريق لا بد من إطلاق رصاصات تحذيرية لإيقافها، والكشف عن هوية صاحبها فإذا لم يستجب سائقها ويتوقف لدى سماعه الطلقات التحذيرية يتم التعامل معه على الفور.

وأثناء استكمال التحرك إلى داخل العريش مر الموكب على عدد من الأكمنة المتحركة بالمناطق التي تشهد تشديدات مكثفة؛ منها منطقة بغداد ونقطة بئر لحفن الأمنية ثم مطار العريش، وذلك بالتزامن مع عمليات التمشيط التي تقوم بها القوات المسلحة والشرطة المدنية، حيث شاهدنا عددا من مدرعات الشرطة تقوم بعمليات تمشيط على الطريق المواجه لمرورنا.. وبعد قطع مسافة 185 كم خلال ساعتين وصلت المدرعات التي ستقلنا إلى مقر قيادة العمليات العسكرية في انتظار تعليمات جديدة لبدء المهمة.


العريش
وفور وصولنا إلى داخل مدينة العريش والتي من خلالها تدار كافة العمليات بشمال سيناء رأينا تمشيطًا كاملًا لقوات الشرطة داخل الشوارع المختلفة وأن هناك سيطرة كاملة للقوات بعد مرور شهر كامل من بدء العملية الشاملة.

كما وجدنا أهالي العريش في حالة من الهدوء والتعامل الإيجابى مع الأوضاع، وهناك تعاون كامل مع القوات، يصل لحد الدعم والمساندة، وتنفيذ الإجراءات التي تطلب منهم من أجل تطهير هذه البقعة الغالية من الإرهاب والإرهابيين.


تمشيط مكثف
ومع دخول الليل، كثفت القوات المسلحة والشرطة وجودها في كافة شوارع العريش والتشديد الكامل على كافة المداخل والمخارج والتعامل الفورى مع كافة العناصر التي تحاول التعدى على القوات.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية