«فيتو» في قلب العملية الشاملة «سيناء ٢٠١٨».. ضبط إرهابيين من جنسيات أجنبية.. وتحركات مكثفة لمنع تسلل التكفيريين داخل العريش.. واقتحام مناطق شديدة الصعوبة في الشيخ زويد
في تمام السابعة صباحا من اليوم الثالث من وجودنا في البلد الأمين شمال سيناء والذي يشهد أكبر عملية لتطهير الأرض من التكفيريين، تم إخطارنا بالاستعداد للتحرك لإحدى مناطق تمركز القوات المسلحة بالشيخ زويد في نطاق قرية الشلاق، استعد الجميع للتحرك، القائد يجهز قواته ويطمئن على معداته واستعدادات الجميع، والمراسل الحربى يجهز معداته من قلم وأوراق وتجهيز معدات التصوير لتوثيق شامل للعملية الشاملة لنقلها في صورة حية للجميع.
“المنطقة ج”
تحرك الجميع من قطاع التأمين الرئيسى بشمال سيناء داخل مدينة العريش، متجهين نحو نطاق “المنطقة ج” بالشيخ زويد والتي تسيطر القوات على جزء كبير منها وتطهرها من براثن الإرهاب منذ بدء العملية، وخلال الطريق شاهدنا العديد من المداهمات التي نفذتها القوات المسلحة لمناطق كانت بها عناصر للتكفيريين كانوا مصدر قلق للقوات المسلحة ولأهالي سيناء، وتم السيطرة عليها كما توجد الأكمنة الثابتة والمتحركة من قبل القوات المسلحة للتمشيط المستمر والتعامل الفورى مع أي عناصر خارجة على القانون.
وبعد مرور 90 دقيقة وصلنا إلى إحدى نقاط الارتكاز الأمني بمنطقة الشلاق والتي تقع في نطاق مدينة الشيخ زويد بـ”المنطقة ج” بين مدينتى العريش ورفح وتعمل هذه النقطة الأمنية على تأمين الطريق الدولي.
كما أن هذه النقطة الأمنية التابعة للقوات المسلحة مسئولة عن إحكام السيطرة على منع تحركات العناصر الإرهابية والتكفيرية ومنع وصول الإمدادات لها ومنع أي عدائيات تهدد الأهالي أو القوات.
وتتمركز النقطة الأمنية في أحد مقار القوات متعددة الجنسيات MFO والتي انتقلت إلى موقع آخر في عام 2015، وذلك بالتنسيق مع القوات المسلحة، وعلمنا من أبطال الجيش الموجودين بتلك النقطة الأمنية، أن هذا الطريق في السابق كان يمر عليه بعض العناصر التابعة للتنظيم الإرهابي، ونجحت تلك النقطة الأمنية في قطع تحركاتهم وتأمين الطريق ومحاور التحرك به، إلى جانب تأمين أعمال المداهمات التي تجرى في اتجاه الجنوب، خاصة أنها تتم بصورة يومية للمناطق الصحراوية وكل القوات والتشكيلات الأمنية تشارك في المداهمات.
مناطق صعبة
التقينا أحد قادة العمليات بالشيخ زويد الذي قال: “إجراءات التأمين والتمشيط والمداهمات كانت تتم قبل بدء العملية الشاملة سيناء ٢٠١٨ بشكل مستمر؛ لكنها تتم الآن بشكل مكثف في إطار خطة المجابهة الشاملة، وتم اقتحام مناطق شديدة الصعوبة في الشيخ زويد وتم التعامل مع جميع الأهداف فيها”.
وأوضح أن العناصر الإرهابية متمركزة حول مدينة الشيخ زويد في الجحور كالفئران، مشيرا إلى أنهم يستقطبون ضعاف النفوس من الأهالي للتعاون معهم.
أصعب البؤر
وعن أصعب البؤر الإرهابية التي تم اقتحامها، أكد أن منطقة “جهاد أبو طبل” تعد من البؤر الإرهابية شديدة الخطورة، مشيرا إلى أنه تم مداهمتها أكثر من مرة حتى أصبحت الأمور مستقرة فيها الآن بعد القبض على عدد كبير من الإرهابيين.
وأضاف أنه يتم القبض على إرهابيين ويتم إحالتهم إلى جهات التحقيق لاتخاذ الإجراءات القانونية، لافتًا إلى أن من يتم القبض عليهم معتنقين للفكر التكفيرى ومغيبين عن الواقع ولا يعرفون أي شيء عن الدين، مشيرًا إلى أنه تم القبض على عدد من الإرهابيين من جنسيات مختلفة ومنهم فلسطينيون من قطاع غزة.
الطريق الدولى
أما قائد منطقة الارتكاز الأمني فأكد أن مهمتهم الأساسية هي تأمين الطريق الدولى وإحكام السيطرة عليه ومنع تحركات العناصر الإرهابية من خلاله ومنع وصول الإمدادات لهم علاوة على منع أي عدائيات توجه ضد القوات المتواجدة بالمنطقة.
الشعور بالأمان
وأضاف قائد الارتكاز أن أهمية هذا الارتكاز تكمن في تأمين الطريق ومحاور التحرك وتأمين المناطق المجاورة له وتأمين أعمال المداهمات والتمشيط في اتجاه الجنوب؛ لافتا إلى أن أعمال المداهمات تتم بصورة يومية في جميع مناطق سيناء وتشترك فيها القوات المسلحة والشرطة المدنية.
وأكد قائد الارتكاز أن انتشار الارتكازات الأمنية المتحركة منها والثابتة أسفرت عن شعور المواطنين بالأمن والأمان وبدءوا في ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
وبعد قضاء 5 ساعات متكاملة مع أبطال أحد أهم مناطق الارتكاز الأمني بـ”المنطقة ج” بالشيخ زويد تحركنا في اتجاه العودة إلى العريش.
"نقلا عن العدد الورقي.."