رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية «ميشال كاردون» أقدم سجين فرنسي (صور)

فيتو

أكثر من اربعين عامًا خلف القضبان، سنوات تمر وأحداث تأتي وتنتهي ومازال "ميشال كاردون" منسيًا وراء القضبان يأمل في أن يتذكر أحد موعد خروجه الذي فات عليه ما يقرب ال16 عامًا، وأن يعفي عنه ويعاود الحياه التي لم يتبقى فيها الكثير.


الغموض يكتنف مستقبله والخوف يسيطر عليه من البقاء لسنوات أكثر خلف أسوار السجون، وأن تنتهي حياته في هذا المكان الذي شهد كل مراحل حياته بدايًة من الشباب وصولًا إلى الشيخوخة، كما كان شاهدًا على احلامه الوردية التي كان يخطط لها بعد قضاء مدة عقوبته، غير مبالي أن مصيره سيكون النسيان خلف القضبان.

منذ أكثر من اربعين عامًا وتحديدًا عام 1977 احتجزت الشرطة الفرنسية الشاب ميشال كاردون، بتهمة قتل جارٍ له بعد سرقته، وحكم عليه حينها بالسجن المؤبد بعدما جري استئناف على حكم الإعدام، ويعد أقدم سجين في فرنسا.

في عمر الـ 27 عاما دخل "ميشال" السجن وبقي فيه منسيا حتى عمر الـ 67 عاما، بعدما كان شابا ملئي بالحيوية والنشاط، أصبح عجوزًا ذو لحية كثيفة تغطي وجهه بأكمله وفم ملتو اثر تعرضه لجلطة دماغية وصعوبات في النطق، إضافة إلى أنه اصبح لا يسمع الا بأذن واحدة بجانب العديد من المشكلات الصحية في القلب وضعف النظر، لكن بسمته المميزة لم تفارقه ابدًا، والتي أشار اليها محاميه إيريك موران، قائلًا " كاردون صاحب أحلى بسمة رأيتها في حياتي".

رغم أنه كان من الممكن أن يتقدم "ميشال" بطلب من عشرين عاما مضت للإفراج المشروط عنه، لكنه أمضى عقوبته معزولا من دون أي اتصال من الخارج، بسبب الحالة النفسية التي تعرض لها اثر الحبس.

في فبراير الماضي، أرسل المحامي الفرنسي إيريك موران، خطابا إلى إدارة السجون بمنطقة " با دو كاليه" الفرنسية بتاريخ، للمطالبة بإصدار عفو عن السجين رقم 7147 المدعو ميشال كاردون والبالغ من العمر 67 عاما، وذلك بعد أن أمضى 40 عاما وثلاثة أشهر و14 يوما خلف القضبان، كما قدم موران طلبا آخر بإفراج مشروط عن أقدم سجين فرنسي.

اصبح حلم السجين المنسي على حافة التحقيق، وأصدرت محكمة "أراس"- المختصة بتنفيذ القانون- في فرنسا اليوم الجمعة، قرارًا بإطلاق سراح "ميشيل كاردون" مع فترة اختبار، بعدما ظل في السجن 40عامًا وثلاثة أشهر و14 يوما خلف القضبان.

عندما كان ميشال طفلًا في الثامنة من عمره ترك عائلته المكونة من اربعة أشقاء وشقيقات، ليتأقلم على ظروف الحياة ويعيش حسب احتياجاته، إضافة إلى أنه حصل على تعليم منخفض ولايجيد القراءة والكتابة.
الجريدة الرسمية