هولندا المحبوسة
هولندا دولة أوروبية صغيرة مساحتها نحو خمسة في المائة من مساحة مصر، وتعدادها نحو عشرين مليون مواطن، هي دولة ملكية دستورية ديمقراطية عريقة، نحو أكثر من نصف مساحتها على مستوى البحر أو منخفضة عنه.
يقول الخبراء والمهندسون في هولندا إن التغير المناخي قد أجبرهم على تغيير التفكير في حماية الدولة من ارتفاع مناسيب مياه البحر وتزايد العواصف الشديدة وهطول الأمطار المتكررة، وهي الأمور المتوقعة من التغير المناخي، وأقر الخبراء أن ثلثي مساحة الدولة معرضة للخطر، وهناك خطر دائم من حدوث فيضانات من ناحية بحر الشمال.
ويشير الخبراء في شئون المياه الهولندية أن السدود وقنوات المياه ومجاري الصرف ومحطات الضخ لم تعد كافية، وعلينا كحكومة ودولة أن نتكيف مع الاحترار المناخي العالمي، ويجب أن نعد حلولًا هندسية خاصة للتعامل مع المشكلة.
أنشأت هولندا حائط البحر لتحمي أراضيها من أمواج وعواصف بحر الشمال، وتضيف أرضا من ناحية البحر، وتحولها إلى أرض خصبة مساحتها نحو ألف وستمائة كيلو متر مربع، وتزرعها لتكون ثالث دولة في العالم في تصدير الغذاء والألبان.
وهذا الحائط به بوابات عملاقة تسمح بانسياب مياه البحر، وكذلك منعها في حالة العواصف والأمواج المدمرة، لتحمي الأخضر واليابس والمواطنين طبعا وبالتالي الاقتصاد.
ونجح الهولنديون في تحويل المستنقعات إلى أرض خصبة صالحة الإنتاج الزراعي والحيواني لكي تصبح دولة مصدرة للغذاء، وهذا ناتج العلم والعمل الدؤوب والحريَّة والإرادة. وهولندا من أكثر الدول كثافة في السكان وكذلك في الثروة والتقدم العلمي. والمشكلة التي تواجه المهندسين هي الاحترار المناخي العالمي الذي سيزيد من ارتفاع مياه البحر بنهاية القرن وهم يفكرون من الآن في إيجاد الحلول الممكنة يا لهم من أناس!
هل نفكر نحن فيما قد يحدث لنا من جراء هذا الأمر الذي قد يؤثر عَلى دلتا النيل، بداية من نصف هذا القرن!
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين...