الشرطة تلبي رغبة سيدة قعيدة وتنقلها إلى لجنتها الانتخابية بروض الفرج
في تمام السابعة صباحًا استيقظت عزة على، من نومها والتقطت هاتف زوجها بسرعة، محاولة الاتصال بالنجدة لتساعدها في الوصول إلى لجنتها الانتخابية، فاليوم الثاني أتى وهي لم تدلي بصوتها بعد.
الهاتف يرن وعزة تنتظر الرد لتخبرهم: "أنا سيدة كبيرة وغير قادرة على الحركة وليس لدى من يحملني للذهاب إلى لجنتي وأدلى بصوتي في الانتخابات".
عزة، سيدة سيدة في عقدها الخامس، تقطن بمنطقة روض الفرج بشبرا، تحلم بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية والإدلاء بصوتها كأي شخص عفي، وترقص على الأغاني الوطنية، لكن عجزها وعدم قدرتها على الحركة السبب الرئيسي في منعها من تحقيق حلمها.
المسيرة السعيدة لـ "عزة" لم تكتمل، فبعد أن اقتربت من تحقيق حلمها اكتشفت انها نسيت بطاقتها الشخصية التي تمكنها من الإدلاء بصوتها في الانتخابات الرئاسية، وكثرت الأسئلة في بالها فكيف تذهب إلى المنزل لتحضر البطاقة مرة أخرى، وتتكرر المعاناة من جديد.
ولحكمة لا يعلمها الا الله، يقدر أن زوجها تأخر في الذهاب لعمله ليحضر لها البطاقة بعدما هاتفه رجال الشرطة، وطالبوه بإحضار بطاقة زوجته لتستطيع الإدلاء بصوتها.
أدلت بصوتها وخرجت على كرسي متحرك، بمساعدة رجال الشرطة والسعادة تغمر وجهها لتحقيق حلمها، لكن في لحظة تحولت المرأة الخمسينية لطفلة تصرخ وتهلل عندما رأت الأعلام ترفرف مرددة "الأعلام اهي موجودة عايزة واحد" وتناولت العلم من البائع لترقص به على الأنغام الوطنية وسط تصفيق الموجودين بجوارها، وبذلك يكون اكتمل حلمها لأخره.
لم تمنعها عدم قدرتها على الحركة من المشاركة في الانتخابات وتحقيق حلمها، واستجابة رجال الشرطة لمطلب عزة مكنتها من المشاركة والرقص على الأغاني الوطنية بالعلم كما كانت تحلم.
وجهت عزة الشكر لرجال الشرطة على استجابتهم لمطلبها والذهاب لمنزلها وانزالها من الدور الرابع بعد معاناة شديدة ونقلها داخل سيارة شرطة إلى مقر اللجنة الانتخابية الخاصة بها بروض الفرج.
قبل دقيقة واحدة من معاودة رجال الشرطة مهمتهم في توصيل عزة لمنزلها مرة أخرى، استوقفتني قائلة: "باقي ليا حلم واحد بس هو اني حد يساعدني ويجيبلي كرسي متحرك يساعدني في الحركة حتى جوه بيتي".