لغز الانتخابات
اليوم بدء التصويت في الانتخابات الرئاسية، سألت صديقي المقرب من مطبخ الإعلام الرسمي عن تصوراته لنسبة المشاركة، فكان رده عميقًا، ربما نحقق المظهر دون الجوهر، شرح وجهة نظره.. احتفالات الناس أمام اللجان سوف تتفوق على المشاركة في الصناديق، وقال: المصريون مطمئنون لقيادة السيسي للمرحلة، ولا يشعرون بخطر الآن كما كان الحال في عام ٢٠١٤، وعادة المصريين أنهم لا يتحركون في حالات الاستقرار.
عشرات الآلاف من الجنود والضباط، مئات من القضاة، وآلاف من المراقبين المحليين والدوليين، جولة على مقرات اللجان تؤكد أن كل شيء معد بإتقان، ورقة الاقتراع وضع عليها صورتان لمرشحين متنافسين على المنصب، إذن نحن أمام مظاهر حقيقية لانتخابات بين متنافسين، جنود وحراسات وقضاة وموظفون وصناديق اقتراع، وأحبار فوسفورية وسجلات ناخبين وستائر وكاميرات ومراقبين وإعلام عالمي وآخر محلي.
كل شيء أعد بعناية، وفضائيات تتبارى في دفع الناس للمشاركة، كتاب المقالات يدفعون بكتاباتهم إلى المطابع، وحملات الدعاية وضعت كل صنوف الإبداع في حملات لا تطلب من الناس انتخاب شخص بعينه، فقط تدفعهم دفعا للوصول إلى اللجان، ومن ثم إلى الصناديق، الحملات المكثفة والإعلام الموجه واستخدام كل ألوان الميديا والكتائب الإلكترونية كلها لم تركز على شخص الرئيس، وإنما ركزت فقط على حث الناس للمشاركة.
إذا كنا قد وفرنا كل ما هو مرتبط بعملية انتخابية متكاملة من مظاهر لا تخطئها العين ما الذي يجعل هاجس عدم المشاركة هو المسيطر؟.. السؤال ليس لغزا وإنما الإجابة عليه هي مجموعة من الألغاز التي يجب أن نبحثها في المستقبل.