انتخابات برّه غير جوّه
انتهى التصويت في الانتخابات الرئاسية خارج حدود الوطن في أكثر من ١٣٩ لجنة موزعة على ١٢٠ دولة تقريبا.. الصور القادمة عبر وكالات الأنباء تشير إلى حضور كثيف.. صور أخرى ربطت بين التصويت والرقص ولا أعرف ما هي العلاقة بين فن الرقص وحسم التصويت.. ربما كان ذلك نتيجة طبيعية لبعض المجتهدين أو من يريدون دوما البحث عن «التجويد».. الخلاصة أن الحضور كان ملحوظًا.
وانتخابات الخارج غير انتخابات الداخل.. المصري المغترب يسوقه الحنين وتقوده أحاسيس وطنية متدفقة.. يشعر أن وجوده في لجان التصويت جزء من وطنيته.. احتفالية يلتقى فيها الأحباب ويتعارف خلالها أبناء الوطن بعضهم على بعض.. صورة من صور التآزر والتلاحم الوطني ومواجهة الخطر الذي يهدد بلادهم وهم أكثر الناس إحساسًا بمعنى الوطن وبالحنين إلى الوطن وبالعودة إلى الوطن.
انتخابات الداخل ربما تختلف.. بعض القادرين داخل الوطن يشترون العقارات والجنسيات والإقامات خوفًا من غدٍ لا يعرفون ملامحه أو يشكون في استقرار غاب طويلًا.. بعض غير القادرين يبحثون في سفارات الغرب عن فرصة للهجرة أو يخططون لركوب البحر الصعب هربًا من تضييق العيش أو بحثًا عن فرصة سهلة للكسب أو مجتمع أكثر استقرارًا.
ملح الأرض هم فقط المعنيون بما يدور في هذا البلد، وهم وحدهم من يجب علينا مخاطبتهم والوصول إليهم لحثهم على التصويت.. حملات المشاركة كثيرة ورغم كثرتها فإن المخلص فيها قليل ومع كل ما تقدم أتوقع أن يكون التصويت مفاجأة للجميع.
