رئيس التحرير
عصام كامل

انهيار الإخوان في الأردن.. صراع بين «المرشد ونائبه» ينتهى باستقالة الأول.. الثروة المالية والعقارية وراء الخلاف بين صقور الجماعة.. ومخاوف من مفاجآت الساعات الأخيرة في إعادة انتخاب «مراق

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يعرف الرجال بالحق، وتعرف الإخوان بالصراعات؛ إن لم يكن لها أزمة وجودية مع أنظمة الحكم المختلفة، سيكون بين أقطابها، سواء كانت الجماعة في شكلها القديم ـــ تحت الأرض ـــ أو في شكلها الجديد ببعض الدول التي أقدمت فيها على تقنين أوضاعها، وحصلت على ترخيص رسمي بالعمل في العلن، وتحت إشراف الدولة.


وأبرز نموذج على ذلك، جمعية جماعة الإخوان الأردنية، التي عاشت صراعًا داخليا، على مدار الأشهر الماضية، انتهى بتنحي الشيخ عبد المجيد الذنيبات، عن منصب المراقب العام «المرشد».

ترخيص من الدولة.. ولكن ؟

اكتفى «الذنيبات» بما قدمه طوال تاريخه، واعتذر عن إكمال مشواره في قيادة الجمعية، التي قادها بعد اتفاق مع الدولة، لتخفيف حدة الصدامات مع الإخوان، وهو الأمر الذي لم ترض به الجماعة الأم، فاستقال منها القيادي التاريخي، ومعه مجموعة كبيرة من القيادات، قبل أربع سنوات، ثم حصل على ترخيص رسمي، باسم «جمعية الإخوان المسلمين»، وهو الإجراء الذي وصفته الجماعة الأم بالانقلاب عليها.

بمجرد تأسيس المنشقون جمعية الإخوان؛ صادرت الدولة كافة المنشآت التابعة للجماعة القديمة، التي رفضت العمل العلني، وأعطتها للجمعية الجديدة، وسيطرت عليها الأخيرة كليا، وهو ما أثار حالة من الصراع بين «إخوان الدولة، وإخوان الجماعة».

صراع لا ينتهي

بدأ «الذنيبات» قيادة النسخة الجديدة من الجماعة، وهو يأمل في تصدير هذا النموذج إلى العالم العربي بأسره، ولكن سرعان ما تصدرت التوترات، والصراعات على المراكز الأولى إلى الجمعية الجديدة، بجانب انتقادات عدة لاحقتها، من التيار الإسلامي الموالي للجماعة الأم، في كافة أنحاء الوطن العربي، وهو ما أضاف عبئا على الرجل، الذي تخطي منتصف السبعين من عمره.

حاول الشيخ عبد المجيد الذنيبات التوافق مع معارضيه، واستخدام خبرته السياسية لإيجاد صيغة للخروج، وحفظ ماء وجه الجماعة الجديدة، ولكن باءت كل محاولاته بالفشل، فكان قراره بالاستقالة، وأبلغ بذلك كافة وسائل الإعلام، صاحبة الشآن، وتضمن البيان إبلاغ الكوادر، بشكر المراقب المستقيل لهم على ثقته في شخصه، طوال الفترات الماضية، وأنه لا يريد ترشيح نفسه لقيادة الجماعة في العامين المقبلين وسيخلي موقع المراقب العام.

مكاسب الإخوان الجدد

الغريب في تجربة جمعية الإخوان الأردنية، أنها أخفقت بشكل مثير، في الحصول على أي مقعد بالانتخابات البرلمانية الأخيرة، مع أنها توفر لها كل أسانيد النجاح، سواء الحشد والدعوة لأفكارها، أو السيطرة بقوة الدولة والقانون، على عقارات وملكيات الجماعة الام بإعتبارها تمثل الشرعية القانونية.

وهو الفشل الذي ربطت مصادر، بينه وبين قرار الذنيبات بالاستقالة، وإعلان رغبته في عدم ترشيح نفسه للمرحلة المقبلة في موقع المراقب العام، بعد خلافات تفجرت حول طريقة إدارة ثروة الجماعة القديمة، والاستثمارات والعقارات التي باتت تابعة لها.

وأكدت المصادر، أن توحش الأزمة بهذا الشكل، وراءه «الذنيبات» ونائبه "جميل الدهيسات"، الرجل الثاني في الجمعية، بجانب الدكتور إرحيل الغرايبة وكذلك القيادي شرف القضاة، والأخير هو أبرز المرشحين حاليا، ويحظى بدعم كبير من صقور الإخوان، الذين تمردوا على الذنيبات، ومن المنتظر تنصيبه رسميا من مجلس شورى الجمعية، خلفا للمحامي، والقيادي التاريخي المستقيل.
الجريدة الرسمية