رئيس التحرير
عصام كامل

لغز مستشفى «ميت يعيش»


أذاع الإعلامي جابر القرموطى تقريرا في برنامجه "مانشيت" المذاع على فضائية "النهار"، عن إحدى قرى دلتا مصر، التي تعج كغيرها بمشكلات، تؤرق سكانها الذين يقارب عددهم المائة ألف نسمة تقريبا.


تضمن التقرير العديد من المشكلات التي تعانيها القرية أبرزها: ابتعاد أماكن صرف معاشات كبار السن لما يزيد عن 30 كيلو مترا عن القرية، ما يعرض الأهالي لخطر السرقات، ومشكلة مياه الشرب التي تعلو بها نسبة الملوحة، ما يهددهم أيضا بأمراض خطيرة مثل الفشل الكلوى والأمراض الكبدية.

إلا أن اللافت في التقرير كان "لغز مستشفى ميت يعيش" الحديث والمجهز، والذي يتمنى الأهالي تحويله فعليا من مركز طب اسرة إلى مستشفى مركزى من الفئة"ب".

المستشفى يستطيع استيعاب عدد ما يقرب من مائة سرير، كما يتوافر به أماكن غرف رعاية مركزة وحضانات وغرف للاشعة، وبنك دم كامل، مما يؤهله لأن يعمل بكفاءة شديدة كمستشفى متكامل، يخدم أكثر من ربع مليون نسمة هو إجمالي عدد سكان القرية وبعض القرى المجاورة لها.

ورغم كل هذه الإمكانيات التي تمت بالجهود الذاتية الخالصة لأهالي القرية، والتي تجاوز حجم التبرعات فيها الملايين، إلا أن المستشفى ما زال يعامل في إطار الوحدة الصحية الصغيرة "وحدة طب أسرة"، وينتهى العمل به في تمام الساعة الثانية ظهرا، ثم يتسلم طبيب نوباتجى العمل حتى الثامنة مساء فقط، ويظل مغلقا طوال فترات الليل حتى صباح اليوم التالى!.

ويواجه أهالي القرية والقرى المجاورة مشقة بالغة في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة أو الإنقاذ الفورى للحالات الطارئة، نظرا لأن أقرب مستشفى لهم هو المستشفى المركزي بمركز "ميت غمر" والذي يبعد عن القرية بنحو 30 كيلومترا، مما قد يتسبب في عدم اللحاق بالحالات الحرجة ووفاتها في منتصف الطريق.

و"ميت يعيش"، هي إحدى قرى مركز ميت غمر- محافظة الدقهلية، ويقطنها ما يزيد على 100 ألف نسمة، وتعد من أكبر القرى ذات الكثافة السكانية في مركز ميت غمر، وتضم واحدة من أقدم الوحدات الصحية على مستوى الجمهورية، لخدمة أهالي القرية، وأهالي قرى الحاكمية وكفر المحمدية، وعزبتى أحمد عبده ورفلة، وكانت الوحدة الصحية، مشيدة ضمن وحدة اجتماعية، على مساحة نصف فدان، وفي عام 1998 صدر قرار بإزالة مبنى الوحدة الصحية بالقرية، وتم تشييد المبنى بتكلفة 6 ملايين جنيه، وتحويله من وحدة صحية إلى مركز صحة أسرة، بمساحة 3000 متر مسطح يضم ثلاثة طوابق.

إننا نناشد الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة، التدخل العاجل لحل هذه المشكلة بتوفير أطقم الرعاية الطبية الكاملة للمستشفى من أطباء وكوادر تمريض، وإصدار التعليمات الفورية بتحويلها الفعلى من مركز "طب أسرة" إلى مستشفى مركزى من الفئة "ب"، خاصة وأنها لا تحمل الدولة أية أعباء من تجهيزات طبية أو إنشاءات.

فقط كل ما يحتاجه المستشفى أطقم طبية مدربة ونوبتجيات مؤهلة للتعامل مع حالات الطوارئ، فهل تستجيب الوزارة لهذا المطلب؟.
الجريدة الرسمية