بلاغ للنائب العام من توفيق الحكيم ضد الشعراوي بسبب مقال في 1983
في العدد رقم 60 من مجلة اللواء الإسلامي في مارس 1983 كتب الشيخ محمد متولي الشعراوي تعليقا على مقال كتبه الأديب توفيق الحكيم في جريدة الأهرام تحت عنوان (حديث مع الله).
قال الشعراوي: "لقد شاء الله سبحانه وتعالى ألا يفارق هذا الكاتب الدنيا إلا بعد أن يكشف للناس ما يخفيه من أفكار وعقائد كان يتحدث بها همسا، ولا يجرؤ على نشرها.. لقد شاء الله ألا تنتهى حياته إلا بعد أن يضع كل خير عمله في الدنيا حتى يلقى الله تعالى بلا رصيد إيماني".
في اليوم نفسه عاد توفيق الحكيم إلى بيته فوجد رجلا يقف عند باب بيته يراقبه، وسأله البواب فقال له إنه مخبر عينته جهات الأمن لحمايته بعد ما نشرته اللواء الإسلامي".
كما نشر الكاتب جمال الغيطاني في مؤلفه (حوار مع توفيق الحكيم) شعر الحكيم بالخطر واتصل بالمحامي صبري العسكري محامي اتحاد الكتاب الذي نصحه أن يلجأ إلى القضاء ليُنصفه فقدم بلاغا إلى النائب العام يقول فيه.
مقدم البلاغ حسين توفيق الحكيم الكاتب بجريدة الأهرام.. بعد أن علم من بواب العمارة 1905 كورنيش النيل أن جهات الأمن قد عينت له حراسة على حياته دون طلب منه مما أشعره أن حياته باتت مهددة لأسباب تعرفها جهات الأمن ولا يعرفها هو، بل إن كل ما يعرفه أنه ينشر مقالات في جريدة الأهرام بعنوان (حديث مع الله أو إلى الله) كانت محل تقدير كثيرين ومنهم المسئولين عن النشر في الأهرام إلى أن طلع الشيخ الشعراوي بتصريح نشر في مجلة اللواء الإسلامي يقول إن ما كتبه الحكيم ضلال وإضلال.
وثار الموقف عند كل من قرأ ومن سمع ومن أشاع أن توفيق الحكيم كافر، وانهالت خطابات الاحتجاج والمقالات واللعنات بالأسلوب الجارح والعدواني بأسلوب لا يدعو إلى الطمأنينة.
واختتم الحكيم بلاغه بقوله: "كل ما أطلبه من بلاغي هو حماية المواطن ــــ العبد لله ـــ من التهديد بالتحقيق في هذا الموضوع لإظهار الحقيقة، وهل قد صدر منه حقا ما يستحق التشهير بدينه وما حقيقة أنه قد ضل هذا الضلال، خاصة أن الذي أهاج الرأي العام أنه من رجال الدين الموثوق بهم"، وأضاف: "أنا لا أوجه اتهاما إلى أحد لكني أطلب درء خطر اتهامي بالضلال".
ونصت عريضة الدعوى التي قدمها المحامي على الطلب بأخذ الإجراءات القانونية للتحقيق فيما نسب إليه الشيخ الشعراوي من اتهامات، وفيما قدمه من آراء خادشة للاعتبار.
وطالب بالاستشهاد بآراء رجال الدين والفكر المشهود لهم باستقامة الرأي وحرية التفكير وهم كثيرون منهم على سبيل المثال الشيخ الباقوري والدكتور أحمد شلبي والدكتور أحمد هيكل والدكتور إبراهيم بدران.