في ذكرى ميلاد الشعراوي.. أسرار «الإمام» مع الرؤساء.. داوم على زيارة محمد نجيب.. عارض جمال عبد الناصر وزار قبره بعد وفاته.. زوجة السادات وراء الخلاف معه.. وابن الشيخ يكشف علاقته بـ«مبارك
لم تكن السياسة بعيدة عن الدين في مصر، كلاهما متشابك لذلك فإن أي رجل دين معروف كان لديه تواصل مع السلطة سواء كان هذا التواصل إيجابيًا أو سلبيًا.
الشيخ الشعراوي
الشيخ الشعراوي واحد من هؤلاء الشيوخ الذين ملئوا الدنيا علمًا في عصره، فهو لدى شريحة كبيرة من المصريين الإمام المجدد، وصاحب مدرسة علمية ما زال تأثيرها موجودًا حتى الآن، وعلى الجانب الآخر كانت هناك علاقات جمعته مع وزير الأوقاف الأسبق وبعض الرؤساء.
ويحل اليوم 15 أبريل ذكرى ميلاد الشعراوي، الذي اعتبر أحد أهم رموز الدعوة الإسلامية في القرن 21، وعلى مدار 87 عامًا مسيرة حياته، وتستعرض «فيتو» أبرز مواقفه مع الرؤساء.
شاهد.. «الشيخ الشعراوي» 106 أعوام على ميلاد العلامة المجدد
محمد نجيب
كانت علاقة الرئيس الراحل «محمد نجيب» بالشعراوي، وثيقة الصلة، ففي عام 1954 أعفى مجلس قيادة الثورة «نجيب» من منصبه، وتحديد إقامته بفيلا زينب الوكيل بمنطقة المرج.
وحينها كان الشعراوي دائم التردد على «نجيب» في فيلا المرج، حتى إنه كان الزائر الوحيد له أثناء صراعه مع المرض.
اقرأ.. الشعراوي» في فيديو نادر عن الآذان بالميكروفونات: «باطل»
جمال عبد الناصر
أما علاقته بالزعيم الراحل «جمال عبد الناصر» فكان يشوبها الخلاف الدائم، وقد ظهر ذلك جليًا في نكسة 1967، ففي الوقت الذي حزنت فيه مصر نتيجة هزيمتنا على يد إسرائيل، سجد الشعراوي لله شكرًا على تلك الهزيمة، حيث رأى أنها جاءت لتصويب الأخطاء التي ارتكبها «عبد الناصر» ومن معه، وهذا الفعل أخذ على الشعراوي لأن من مات كان من المصريين.
وفي خلاف آخر، حينما طور «عبد الناصر» جامعة الأزهر وأدخل دراسة العلوم الطبيعية بجانب العلوم الدينية، اعترض «الشعراوي» بشدة، حيث كان يرى أن الأزهر مقر لدراسة العلوم الدينية فقط.
ولكن عقب وفاة عبد الناصر، أظهر الشعراوي شدة حبه له، حينما ألقى خطابًا حزينًا يدل على حبه له، وزار ضريح الزعيم ودعا له.
اقرأ أيضًا.. نادية عمارة تصدر «القصص القرآني في تفسير الشيخ الشعراوي»
السادات
علاقة «الشعراوي» بالسادات كانت متقبلة، بدأت بعلاقة قوية في بداية عهد السادات عام 1970، فحينما أراد كسب حب وتعاطف الجمهور، عين الشعراوي في أول الوزارات التي شكلها، كوزير للأوقاف، واستمر بالفعل في منصبه لمدة عام.
ولكن لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن، فقد انقلبت علاقة المودة إلى خلافات، بدأت حينما دعت «جيهان السادات» الشعراوي لإلقاء محاضرة على مجموعة من سيدات الروتاري بمصر الجديدة، فوضع «الشعراوي» شرط أن يكن جميعُا محجبات، ولكنه حينما ذهب وجدهن غير ذلك، فغادر القاعة غاضبًا.
مبارك
أما علاقة الشعراوي بالرئيس الأسبق «محمد حسني مبارك»، كانت الأبرز في تاريخ الشعراوي، ففي عام 1995 نجا «مبارك» من حادث اغتيال في «أديس أبابا»، فخرج الشعراوي بمقولته الشهيرة:« يا سيادة الرئيس؛ إني أقف على عتبة دنياي، مستقبِلًا آخرتي، ومنتظرًا قضاء الله؛ فلن أختم حياتي بنفاق، ولن أبرز عنتريتي باجتراء».
واختتم حديثه بقوله الشهير: «إذا كنت قدرنا فليوفّقك الله، وإذا كنّا قدرَك فليُعِنْكَ الله علينا».
وفي أبريل 2011، ذكر الشيخ عبد الرحيم الشعراوي، نجل الشعراوي، أن علاقة والده بالرئيس الأسبق، كانت علاقة بين «مواطن جار الله في كل أعماله، ورئيس أراد أن يطوع الدين في كل أعماله».
وأضاف خلال لقائه في برنامج «360 درجة» الذي كان يعرض على فضائية «الحياة 2»، أن مبارك أراد لعلماء الدين أن يقولوا ما يريد، مثل إقرار قانون المرأة وما يتعلق بشئون البنوك.