والذي نزل من السماء ماء بقدر
في تقرير عن المياه من الأمم المتحدة يُبين أن نحو نصف سكان الأرض يعانون من شُح المياه لنحو شهر في السنة، وقد يصل هذا النقص إلى إصابة نحو ستة مليارات من سكان الأرض في عام ٢٠٥٠ -أي أكثر من النصف- بالجفاف، وهذا أمر بالغ الأهمية، وعلى هذا الحال تبدو أعمال الإنسان من تدابير علمية وهندسية من تحلية المياه وإنشاء السدود والخزانات، وما إلى ذلك غير كافية لتوفير المياه العذبة لكل الذين يعيشون على الأرض، والمعروف علميًا أن الماء العذب هو اللازم لكل أنواع النشاطات من زراعة وصناعة في حاجة للمياه بدءًا من معيشة الإنسان والحيوان والنبات وصولا إلى التصنيع بكل أشكاله.
والمعروف علميًا وجيولوجيًا أن ٧٠٪ من سطح الأرض مغطى بالماء، وأن ٢.٥٪ فقط من هذه المياه عذب، ولكن هذه كمية ضخمة إذ تبلغ نحو 11 مليون كيلومتر مكعب من المياه الصالحة للحياة ذات شوائب ١٥٠ إلى ٢٥٠ جزءًا في المليون، لو افترضنا أن عدد سكان الأرض 6 مليارات ويلزم كل واحد ١٠٠ لتر يوميًا طبقًا للمتوسط العالمي فيكون استهلاك المياه نحو ٦٠٠ كيلومتر مكعب يوميًا تكفي 10 آلاف يوم أي 30 عامًا لكن هذه المياه متجددة.
تتجدد من ماء المطر وهذا يفهم من قول المولى عز وجل "ماء بقدر"، وهذا غير ما تحتوي الأرض في باطنها من نحو 9 ملايين كيلومتر مكعب من المياه الجوفية وجزء كبير منها متجدد أيضًا، ويقول تقرير الأمم المتحدة إنه يجب البحث عن صيغة توافق بين الآليات الصناعية من سدود ومنشآت مائية، فضلا عن الآليات الطبيعية أي الحلول الطبيعية من حماية الأنظمة البيئية لكي تقوم بدور المنظم والمزود بالمياه.
ومثال ذلك في بلبيس مشروع نموذجي أتاح معالجة المياه المستخدمة وري شجر الكينا بتكلفة أقل من تحلية المياه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.