أسبوع عطاء رئاسي.. الرئيس يزور بورسعيد.. قمة مصرية سودانية.. بحث تعزيز العلاقات مع بوتين وميركل.. تكليف الحكومة بتحسين منظومة التعليم.. اهتمام بالطيران والنقل.. ومنح أوسمة الكمال لـ«عظيمات مصر
شهد الأسبوع الرئاسي نشاطا كبيرا للرئيس السيسي الذي زار محافظة بورسعيد لتفقد عدد من المشروعات التنموية الجاري تنفيذها بمنطقة شرق بورسعيد، والتي تشمل الميناء البحري، والمناطق اللوجيستية والصناعية والسكنية والمزارع السمكية، بحضور عدد من الوزراء وكبار المسئولين.
تنمية ميناء شرق
وأكد الرئيس أن تنمية ميناء شرق بورسعيد والمناطق المحيطة له يأتي ضمن عزم الدولة على تحقيق التنمية بسيناء، وأن التكلفة المرتفعة لتطوير الأراضي بتلك المنطقة نتيجة طبيعة التربة وهو ما حال دون تنميتها في السابق، وأوضح أن تطوير ميناء شرق بورسعيد سيتطلب ما يزيد على نحو 80 مليار جنيه، مشيرًا إلى أن إجمالي ما تم تخصيصه من أموال لحفر قناة السويس الجديدة تم استخدامه أيضًا لتنمية محور القناة بشكل عام بما في ذلك حفر الأنفاق أسفل قناة السويس ثم تنمية وتطوير منطقة ميناء شرق بورسعيد.
مواقع العمل
وقام الرئيس عقب ذلك بجولة تفقدية بمواقع العمل والإنشاءات المختلفة بمنطقة ميناء شرق بورسعيد؛ حيث استمع إلى شرح حول الموقف التنفيذي للرصيف البحري للميناء، وصافح العاملين بالمشروع، كما تفقد المبنى الإداري الخاص بالمنطقة الصناعية بشرق بورسعيد، ثم استمع إلى شرح للموقف التنفيذي لمشروعات الاستزراع السمكي الجاري إنشاؤها بتلك المنطقة.
مصر والسودان
كما تصدرت القمة المصرية السودانية أحداث الأسبوع واستقبل الرئيس السيسي، بمطار القاهرة الدولي الرئيس السوداني عُمر البشير، مصطحبا إياه إلى قصر الاتحادية؛ حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي، وتم استعراض حرس الشرف، وعزف السلامين الوطنيين.
مباحثات
وعقد الرئيس جلسة مباحثات مع الرئيس عُمر البشير استهلها بالترحيب به في وطنه مصر، مؤكدًا ما يجمع بين البلدين من علاقات تاريخية وعوامل ثقافية واجتماعية مشتركة ممتدة لآلاف السنوات.
كما أشاد بالتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات بين البلدين مؤخرًا على مختلف المستويات، مشيرًا إلى انعقاد الاجتماع الرباعي الذي ضم وزيري الخارجية ورئيسي جهاز المخابرات في البلدين بالقاهرة الشهر الماضي، الذي تم خلاله مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الطرفين بشفافية كاملة.
شعبا وادي النيل
وأكد الرئيس أيضًا حرص مصر على مواصلة التنسيق والتشاور المكثف مع السودان لترسيخ التعاون خلال الفترة المقبلة، والعمل على إعطاء قوة دفع جديدة للعلاقات في كل جوانبها وتحقيق نقلة نوعية تلبي طموحات شعبي وادي النيل الشقيقين.
وأعرب الرئيس السوداني عن تقديره لحفاوة الاستقبال وسعادته بزيارة مصر، مؤكدًا ما يجمع بين البلدين الشقيقين من علاقات أخوية تاريخية، ومرحبًا بتفعيل التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، والعمل على تدعيم العلاقات الاقتصادية والتجارية بما يحقق التكامل بين جهود البلدين التنموية، كما رحب الرئيس عُمر البشير بالتشاور المستمر بين البلدين، مؤكدًا ما يعكسه ذلك من خصوصية العلاقات التي تربط بينهما.
التحديات
وأشار الرئيس السوداني إلى أن التحديات الناتجة عن الأوضاع الإقليمية الراهنة تحتم على البلدين مواصلة التنسيق المكثف بينهما بما يسهم في تحقيق مصالحهما المشتركة، فضلًا عن تعزيز التعاون على مختلف المستويات، بما في ذلك على الصعيد الأمني.
وتطرقت المباحثات إلى سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بمشاركة الوزراء المعنيين من الجانبين؛ حيث تم الاتفاق على ضرورة تعظيم التعاون الاقتصادي وتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين، خاصةً في مجالات الزراعة والإنتاج الحيواني والنقل والبنية التحتية، فضلًا عن إقامة مشروعات حيوية بين البلدين تندرج تحت مفهوم الشراكة الإستراتيجية بينهما، وتم تأكيد أهمية الإسراع بتنفيذ المشروع الخاص بالربط الكهربائي بين مصر والسودان.
وأعرب الرئيس خلال المباحثات عن حرص مصر البالغ على دعم الدولة السودانية ومؤسساتها، مشددًا على ضرورة إبقاء قنوات الاتصال بين البلدين فاعلة ومنفتحة في إطار من الشفافية والمصداقية.
المتغيرات
وأوضح السيسي أن المتغيرات والظروف التي تحيط بالمنطقة وطبيعة الأوضاع السياسية وحجم التحديات الأمنية، تفرض ضرورة التوحد صفًا واحدًا ككتلة صلبة للحفاظ على مؤسسات الدول وتحصينها من أي محاولات للنيل من مقدراتها، وذلك إرساءً لمبدأ أن الأمن القومي لدول وادي النيل كل لا يتجزأ.
واتفق الرئيسان على تعزيز العلاقات الأمنية بين البلدين من خلال اللجنة الأمنية التي تم تشكيلها بين البلدين، وعقد الرئيسان عقب انتهاء المباحثات مؤتمرًا صحفيًّا مشتركًا.
الأسرة المصرية
من ناحية أخرى، أقام الرئيس السيسي مأدبة غداء على شرف نظيره السوداني بأحد فنادق القاهرة حضرها الوفدان الرسميان للبلدين بجانب مجموعة من رجال الأعمال من الدولتين، فضلا عن مشاركة عدد من السياسيين والإعلاميين ورؤساء التحرير، كما شهد الرئيسان حفل الأسرة المصرية.
الإمارات
كما التقى السيسي، عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، الذي نقل للرئيس تحيات الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، معربًا عن اعتزاز الإمارات بما يربطها بمصر من علاقات إستراتيجية متميزة على كافة الأصعدة، وحرصها على تعزيز أطر التعاون الثنائي ومواصلة التنسيق والتشاور المكثف بين الجانبين إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
المجالات التنموية
كما أشاد الشيخ عبد الله بن زايد بما تشهده مصر من تطور ملحوظ في المجالات التنموية المختلفة خلال الفترة الماضية، متمنيًا لمصر وشعبها مزيدًا من التقدم والازدهار.
ورحب الرئيس بوزير خارجية الإمارات، وطلب نقل تحياته إلى الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ولكافة القيادات الإماراتية.
خصوصية العلاقات
كما أشاد الرئيس بخصوصية العلاقات المصرية الإماراتية وما تمثله من نموذج للتعاون الإستراتيجي البناء بين الدول العربية، مؤكدًا حرص مصر على الارتقاء بالعلاقات بين الدولتين الشقيقتين على جميع المستويات، وعلى أهمية الاستمرار في التباحث بين الجانبين بشأن الملفات الإقليمية المختلفة والأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة وأفضل السُبل للتعامل معها وتسويتها بما يُنهي المعاناة الإنسانية الناتجة عنها ويحفظ وحدة تلك الدول ويصون مقدرات شعوبها.
مختلف الجوانب
وشهد اللقاء بحث سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، ولا سيما على الأصعدة الاقتصادية والاستثمارية، فضلًا عن مناقشة التطورات على الصعيد الإقليمي والمخاطر التي يتعرض لها الأمن القومي العربي؛ حيث اتفق الجانبان على ضرورة التصدي لها بمنتهى الحزم والوقوف صفًا واحدًا في مواجهة كافة التدخلات والمحاولات التي تستهدف النيل من أمن واستقرار الدول العربية.
وزير خارجية اليونان
واستقبل الرئيس السيسي، وزير الخارجية اليوناني نيكولاس كوتزياس، وأعرب الرئيس عن تقدير مصر لمواقف القيادة والشعب اليوناني الداعمة لمصر، خاصة في أعقاب ثورة 30 يونيو، مؤكدًا الحرص على تعزيز علاقات مصر باليونان، مشيدًا بما تشهده العلاقات الثنائية من تطور في الوقت الحالي على صعيد العديد من المجالات، وكذلك التعاون في إطار الآلية الثلاثية مع قبرص خاصة في مجال الطاقة في شرق المتوسط، بما يسهم في تحقيق مصالح البلدين والشعبين الصديقين.
مكافحة الإرهاب
وزير الخارجية اليوناني من جانبه أكد اهتمام بلاده بتطوير علاقاتها التاريخية مع مصر في ظل مكانتها، وما تتمتع به من ثقل مركزي ودور محوري في المنطقة، فضلًا عن دورها الرئيسي في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، معربًا عن تقديره وإعجابه بما حققته مصر من نجاح وتقدم في إرساء دعائم الأمن والاستقرار، وما تشهده من نقلة نوعية في شتى المجالات خاصة على صعيد البنية التحتية والمشروعات العملاقة التي تعكس جهدًا كبيرًا خلال السنوات الأربع الماضية.
وثمن وزير الخارجية اليوناني آلية التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص، مشيرًا إلى أنها تعد نموذجًا ناجحًا للتنسيق والتعاون في تنفيذ مشروعات مشتركة تسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه الدول.
كما تم خلال اللقاء التطرق لعدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات المشتركة بين البلدين، وتم استعراض سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاستثمارية والتجارية ودفعها لآفاق أرحب.
الجهود المصرية
كما شهد اللقاء بحث مستجدات الأوضاع في المنطقة، وسبل التصدي للإرهاب وجهود تسوية الأزمات القائمة بالمنطقة، وأكد الرئيس أن المنطقة تحتاج حاليًا لكل الجهود المخلصة المشتركة لتسوية وتهدئة الأوضاع غير المستقرة، ومن ثم ستستمر الجهود المصرية للتوصل إلى حلول سياسية للأزمات في المنطقة، في إطار الموقف الثابت بدعم سيادة الدول على أراضيها وترسيخ مؤسساتها الوطنية واستعادة الاستقرار في المنطقة وتوفير الأمن لشعوبها، والتمسك بالسبل السلمية لتسوية المنازعات وفقًا لقواعد القانون الدولي.
الطيران
كما عقد الرئيس السيسي، اجتماعا مع المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وشريف فتحي وزير الطيران المدني.
وتناول الاجتماع متابعة جهود تطوير الطيران المدني والنهوض بمختلف قطاعاته وتنمية وتطوير العنصر البشري والبنية التحتية، بهدف دعم حركة النقل الجوي ومواكبة المتطلبات التكنولوجية الحديثة للحفاظ على الوجود الفعال على الساحة الدولية، وإضافة إنجازات ملموسة على المستوى الإقليمي والدولي.
وأكد الرئيس خلال الاجتماع أهمية مواصلة العمل على تطوير قطاع الطيران المدني وتعزيز قدراته، مشيرًا إلى أهمية هذا القطاع ودوره المباشر في زيادة حركة السفر والسياحة بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني.
منظومة تأمين المطارات
كما أكد الرئيس أهمية الاستمرار في تطوير منظومة تأمين المطارات، وفقًا لأعلى المعايير العالمية، وتأهيل الكوادر العاملة به وفقًا لأحدث التقنيات في هذا المجال، سواء من حيث رفع الكفاءة من خلال الاختبارات الدورية أو عقد الدورات التدريبية بشكل منتظم لضمان تحقيق أعلى مستويات الأداء والدقة.
النقل
كما عقد الرئيس السيسي اجتماعًا مع المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والدكتور هشام عرفات وزير النقل. ووجه بمواصلة جهود تطوير منظومة النقل في مصر بشكل شامل وتعزيز قدرات هذا القطاع الحيوي، مشيرًا إلى محوريته وتأثيره بشكل مباشر على الحياة اليومية للمواطنين.
معايير الأمان
كما وجه باتخاذ جميع التدابير اللازمة للاستمرار في تعزيز إجراءات ومعايير الأمان والسلامة بالسكك الحديدية، وزيادة الاعتماد على الأنظمة الإلكترونية الحديثة، فضلًا عن مواصلة خطوات تطوير الشبكة القومية للطرق على مستوى الجمهورية والالتزام في هذا الإطار بالخطط والبرامج الزمنية المحددة.
المرأة
كما شهد الرئيس السيسي وقرينته احتفالية تكريم المرأة المصرية والأم المثالية، كما ألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة، حرص قبلها على تأكيد أهمية هذا الاحتفال، كما حرص على دعوة الحضور للوقوف تحية وتقديرا للسيدات المصريات، عظيمات مصر.
أنجيلا ميركل
وأجرى الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًا مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هنأها من خلاله بمناسبة فوزها بولاية رابعة، معربًا عن تمنياته لها بالتوفيق في المرحلة المقبلة، وبالخير ودوام الازدهار للشعب الألماني الصديق.
كما أعرب الرئيس عن تطلع مصر لمواصلة العمل على دفع العلاقات المتميزة بين البلدين وتطويرها في جميع مجالات التعاون المشترك.
حرص ألمانيا
ومن جانبها، أكدت المستشارة الألمانية تقديرها لتهنئة الرئيس، مشيرة إلى حرص ألمانيا على مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية القوية التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين.
وتناول الاتصال عددًا من موضوعات العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، كما تطرق الاتصال إلى بحث آخر مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
بوتين
وأجرى الرئيس السيسي، اتصالًا هاتفيًا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتهنئة بمناسبة إعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة.
وأعرب الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» عن خالص تقديره لتهنئة الرئيس، مؤكدًا تقديره لمصر قيادة وشعبًا، وتطلعه لمزيد من تعزيز التعاون المشترك بين البلدين الصديقين.
العلاقات الثنائية
وناقش الرئيسان عدة جوانب في العلاقات الثنائية بين البلدين، وكذلك سبل تطوير تلك العلاقات في المجالات المختلفة، وهو الأمر الذي يكتسب أهمية متزايدة لما تنطوي عليه المرحلة الراهنة من تطورات وتحديات، وفِي هذا السياق تم استعراض ومناقشة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث توافقت رؤى وتقديرات الرئيسين حول الأوضاع بالمنطقة وأهمية تعزيز العمل المشترك للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة مع استمرار التشاور والتنسيق المكثف بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.
التعليم العالي
كما عقد الرئيس السيسي، اجتماعا مع المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، واللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
التوءمة مع الأفضل
ووجه الرئيس خلال الاجتماع بالاستمرار في تطوير منظومة التعليم العالي والارتقاء بمستوى الجامعات والمعاهد المصرية وتصنيفها عالميًا، وشدد في هذا الإطار بالالتزام بعدم السماح بإنشاء أية جامعات جديدة إلا بالتوءمة مع أفضل الجامعات في العالم بما يضمن المستوى التعليمي الذي تقدمه للطلاب، وذلك بالتوازي مع العمل على تطوير وتحسين الأداء العلمي للجامعات القائمة، لافتًا إلى محورية مؤسسات التعليم العالي في تكوين وبناء الإنسان المصري وأهميتها القصوى في عملية التنمية الاجتماعية وبناء جيل للمستقبل من الكوادر، وفق أعلى المعايير الدولية اتساقًا مع ما تصبو إليه الدولة من تحقيق التنمية والتطور بقيادة كتلة كبيرة من شباب مصر المؤهل والمتمتع بالقدرة على الابتكار والبحث العلمي.