رئيس التحرير
عصام كامل

كيف تستمتع بفصل الربيع؟ «ملف خاص»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

وفقا لإعلان البحوث الفلكية شهدت مصر ودول النصف الشمالي من الكرة الأرضية الاعتدال الربيعي، أمس الثلاثاء.


ويمثل الاعتدال الربيعي نقطة في مدار الأرض حول الشمس، وهو أيضا علامة للحظة التي تعبر فيها الشمس (ظاهريا) خط الاستواء السماوي منتقلة من النصف الجنوبي إلى النصف الشمالي لقبة السماء.

وتكون أشعة الشمس عمودية على منطقة الاستواء، وتتوزع الحرارة والإضاءة بشكل متساو على نصفي الكرة الأرضية، بينما المناطق الواقعة شمال وجنوب المنطقة الاستوائية تتلقى أشعة الشمس مائلة، وتتناقص من 90 درجة على خط الاستواء حتى الصفر في القطبين، وذلك بسبب ميل محور الأرض بمقدار 23.5 درجة، ولكن لأن الأرض لا تتوقف أبدا في حركتها حول الشمس، فإن هذا التساوي يتغير بسرعة.

وعلى الرغم من تميز فصل الربيع بصفاء السماء وألوان الورود الزاهرة وقصر فترته، والذي يستمر لمدة ٨٨ يوما و٢١ ساعة و٤٧ دقيقة، إلا أنه يعرف بالتقلبات الجوية، والتي تؤثر بشكل مباشر على المواطنين جسديا ونفسيا، تنشر «فيتو» خلال السطور التالية الدليل الكامل للفصل الجديد:

حالة الطقس
وبالنسبة لملامح حالة الطقس خلال فصل الربيع فيؤكد الدكتور أحمد عبدالعال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية، أن الربيع يتسم بالاعتدال في الأحوال الجوية، مشيرا إلى أنه يتخلله ما بين 4 إلى 6 موجات من حالات عدم الاستقرار في الأحوال الجوية تسمى (بالموجات الخماسينية) وهى عبارة عن منخفضات حرارية صحراوية قادمة من الصحراء الغربية تتقدم نحو الشرق تصاحبها رياح جنوبية غربية تكون نشطة للغاية في سرعتها؛ مما يؤدي إلى إثارة للرمال والأتربة تصل أحيانا لحد العاصفة، ومعها تنخفض الرؤية الأفقية على الطرق، وتؤدي أيضا إلى اضطراب في حركة الملاحة البحرية خاصة فوق سطح البحر المتوسط.

ويصاحب تقلبات فصل الربيع ارتفاع ملحوظ ومؤقت في درجات الحرارة يصل إلى 10 درجات مئوية فوق المعدل، والذي يعقبه سريعا انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة في اليوم التالي على التوالي، ويصل هذا الانخفاض لقيم تتراوح من 12 إلى 15 درجة أحيانا، مع تكاثر للسحب المنخفضة والمتوسطة مصحوبة بسقوط الأمطار والتي تكون غزيرة ورعدية أحيانا على مناطق متفرقة من البلاد.

الحساسية في الربيع
ويتسم الربيع بتناثر حبوب اللقاح الموجودة بالزهور، والتي تتسبب في العديد من أنواع الحساسية التي تتمثل في انسداد الأنف والعطس واحمرار العين، وهو ما يسمى حساسية حبوب اللقاح.

ولتخفيف حدة الحساسية ينصح الخبراء بتجنب مثيرات الحساسية، والتي تتمثل في العطور أو روائح طعام معينة، كما ينصح بالاستحمام وغسل الشعر جيدًا قبل النوم؛ لأن عدم فعل هذا يزيد من خطورة وصول هذه الحبوب لمكان النوم، وبالتالي سيقوم النصاب باستنشاقها طوال الليل.

كما يتمثل الحل الدوائي في مضادات الحساسية، والتي تعمل على التصدي للمواد الغريبة على الجسم، بالإضافة إلى استخدام البخاخ لحل مشكلات التنفس الناتجة عن الحساسية، لكن الكثير من أدوية الحساسية تتسبب في الشعور بالتعب والإجهاد.

الأمراض الجلدية
أما عن تأثر الجلد والبشرة، فتعتبر زيادة فترات سطوع الشمس، والتي تزداد معها درجة الحرارة، وهبوب الرياح المحملة بالأتربة، وانتشار حبوب اللقاح للأزهار، أبرز العوامل التي تؤثر بالسلب على الجلد، خاصة الأجزاء الخارجية من الجسم مثل الوجه واليدين وغيرهما، خلال فصل الربيع.

ووفقا للدراسات العلمية يجب خلال فصل الربيع الحرص على الاستحمام بشكل مستمر؛ للحفاظ على نظافة الجلد، والحذر من تناول الأطعمة التي تسبب أو تزيد من حساسية الجلد، بالإضافة إلى تجنب ارتداء الملابس المصنوعة من الخيوط الصناعية أو الأصواف مباشرة على الجلد، ويفضل ارتداء الملابس القطنية تحتها، والحرص على شرب كميات وفيرة من المياه يوميًا، للتقليل من جفاف الجسم، ولجعله أكثر نضارة وحيوية.

ووفقا للدكتور هاني الناظر، رئيس المركز القومي للبحوث السابق، يؤدي التعرض المباشر للشمس صباحًا، خاصة خلال الساعة العاشرة صباحا وحتى الثالثة عصرا؛ لالتهابات جلدية خاصة خلال فترة الظهيرة، تشبه الحروق خاصة الوجه وظهر اليدين وأي أجزاء من الجسم تتعرض لأشعة الشمس، كما أن استخدام الروائح ومستحضرات التجميل مع التعرض لأشعة الشمس قد يتسبب بجانب الالتهاب لظهور البقع السمراء التي عادة ما يؤدى لتوتر شديد لدى السيدات ويحتاج علاجها فترات طويلة.

وأشار إلى أنه خلال تلك الأيام من السنة قد تشهد ظهور حالات الحساسية المختلفة لدى الأطفال الصغار والتي تأخذ أشكالًا مختلفة مثل الحبوب الحمراء الصغيرة أو البقع المبرقشة والانتفاخ الجلدي، ويصاحب تلك الأعراض؛ رغبة في الحكة قد تصل للإحساس بالألم أو الحرقان، وقد تصيب الحساسية أماكن الذراعين والساقين بالكامل، وقد تحدث الإصابة أحيانا في منطقة الرقبة والمناطق الداخلية للذراعين والساقين.

ونصح الناظر خلال هذه الفترة عدم التعرض للشمس خاصة فترة الظهيرة مع استخدام الكريمات الواقية من أشعة الشمس في الحالات الضرورية، كما يجب تجنب الخروج في الأيام التي تهب فيها الرياح المتربة والرملية، كما يجب ابتعاد الأطفال عن الأزهار واللعب بها أو وضعها على الوجه.

وبالنسبة للسيدات فلفت الناظر إلى أنه يجب الحرص على وضع مكياج هادئ أثناء النهار، وتجنب الخروج في الشمس وقت الذروة.

أما عن العلاج في حالة الإصابة بتلك الأعراض فيتمثل في العلاج عن طريق تناول مضادات الهستامين مثل telfast أو Zyrtec وتلطيف الجلد بمحلول الكلامينا، أما إذا تحولت الإصابة إلى الحالة الشديدة فقد يضطر لعلاج المصاب بالكورتيزون في صورة أدوية أو على هيئة علاجات موضعية.

الاكتئاب
ومن الأمراض الجسدية ننتقل للأمراض النفسية، حيث أشارت بعض الدراسات العلمية أن تغير الفصول وتغير الطقس من بارد إلى حار، يؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية وخفض ضغط الدم، ما يدفع الكثيرين للشعور بالضعف والحاجة الزائدة للنوم.

كما أوضحت الدراسات أن تغيير الفصول يؤدي أيضًا إلى مشكلات في الدورة الدموية، وكذلك الإحساس بعدم الارتياح وأحيانا بالعصبية والعدوانية، والصداع والحساسية، وكذلك الشعور بالكآبة بشكل عام، أما الفئات الأكثر عرضة للإصابة بهذه الأعراض هي كبار السن، ضعفاء البنية، والنساء.

وبحسب الدراسات العلمية، فإن تلك الأعراض تعود إلى أنه بعد أيام الشتاء المظلمة، يبدأ موسم الربيع المشرق، ويستغرق الجسم نحو شهر حتى يتعود على درجات الحرارة الجديدة، وقد تؤدي مرحلة تغير الطقس إلى تغيرات هرمونية، فضوء النهار في فصل الربيع يجعل الجسم يفرز هرمون السعادة «السيروتونين» الذي يحسّن الحالة المزاجية، في حين أن هرمون النوم «الميلاتونين» يكون في قمة نشاطه نتيجة أيام الشتاء المظلمة، وأثناء تغيير الفصول يتفاعل الهرمونان، ضمن الناقلات العصبية، ما يؤدي إلى شعور الجسم بالإرهاق.

ووضع موقع «أونميدا» العلمي، عدة نصائح لتفادي تلك الأعراض في تغيير الفصول، لعل أبرزها زيادة التمارين الرياضية، الاستحمام بالمياه الساخنة ثم الباردة بالتناوب، الخضوع لجلسات حمامات بخار.

كما شملت قائمة النصائح الحرص على التعرض للشمس والهواء والحركة خارج المنزل، الاستفادة من كل فرصة لتحريك الجسم في الحياة اليومية، تناول مواد غذائية طازجة غنية بالفيتامينات، فالجسم يحتاج إليها وخاصة في عملية التمثيل الغذائي.

كما حذر الموقع العلمي إنه في حالة استمرار تلك الأعراض لعدة أشهر سواء الاكتئاب أو انخفاض الأداء والنشاط لمدة طويلة فيجب استشارة الطبيب لتتأكد من ألا يكون وراء ذلك إصابة بمتلازمة التعب المزمن، أو متلازمة الاحتراق النفسي، أو قصور الغدة الدرقية أو الاكتئاب.
الجريدة الرسمية